لن تُقام سوق الدَّواب إلا بعد غدٍ ،
وحتى ذلك الحين ستغطي أموال لويس كلفة الأكل والإقامة ، ويبقى منها بعد ذلك ما يشترون به بعض الأغنام ، بل وبقرة .
حصل لويس على عنوان فندق في شمال المدينة ، قَبِل أصحابه إيواء الحصانين ، وعَرَضوا عليهم غُرفتين مُجهزتين بمغسلين ، مقابل مبلغ زهيد من المال ، فاتَّجهوا إليه تحت المطر آخر النهار .
كان جونغكوك حانقاً على ما حصل في البنك ، فظلَّ واجماً يحاول أن يسلك بالحصان مسالك العجلات مُتفادياً الحفر ، وكان لويس يصرخ ألماً مع كل قفزة فقد ذاق ردفاه سوء العذاب بعد أن عرض عليه جونغكوك أن يشاركه الحصان عمداً ويترك الحصان الثاني لتايهيونغ .
بدا الفندق وكأنه بيت أشباح ، أو مأوى خطر ، وكان سطحه المُحدب ينزل إلى النوافذ الضيقة القذرة التي صبغها العفن المتراكم من الداخل لأنها لم تُفتح قَطُّ .
وحالَ دخول المسافر إليه تقتحم أنفه رائحة كلاب مُبتلة وعرق آدمي يقطعان الشَّهية ، ولم يكن ذلك أمراً سيئاً نظراً إلى رداءة الطَّعام .
كان صاحب الفندق الذي أخذ لويس وجونغكوك إلى الغرف رجلًا قصيراً نحيلًا ذا لحية صفراء ، لا يتوقَّف عن قضم عقب غليونه القديم ، وفي الوقت نفسه كان تايهيونغ قد قاد الدواب إلى الفناء الخلفي تحت إفريز أُعدَّ ليكون إسطبلًا ، فعَلِق بنعليه ما اختلط من وحل وروث ، وقد تذكَّر البنك وهو يَخبِط وسط هذه القذارة ، فشدَّ قبضة يده على الحلوى بما أُوتي من قوة ، وسأل نفسه لماذا يرضى أن يسكن تلك الأماكن في الوقت الذي توجد فيه منازل دافئة مفروشة بسجاد الموكيت ؟قدَّمت لهم زوجة صاحب الفندق في القاعة الكبيرة حَساء مالحاً جداً بلحم الضَّأن ، وإبريق نبيذ طغى عليه الماء .
كانت الطاولات قد اتَّخذت من الشَّحم طلاء ، وتخللت أسطحها الثُّقوب ، أما كراسيها فكانت عرجاء ، وأما المدفأة فقد كساها السُّخام ، وكانت سحابةٌ كثيفة من الدُّخان تعلو رؤوس الحاضرين كضباب البحر المتصاعد ، ولم تكن بالفندق غير غرفتين لثلاثة أشخاص ، الأمر الذي طرح مشكلة في تقاسمهما .
فمع من سَيبيت تايهيونغ ؟ فقال جونغكوك مُقرراً :
" سينام معي "
قال لويس مُعترضاً :
" تبدو غرفتي أكثر دفئاً . "
" لكنها ضيقة ! "
" أعتقد أني رأيت المغسل في غرفتك مَسدوداً ... "
" لا حاجة لتايهيونغ لأن يغتسل ! "
أنت تقرأ
دموع ألقاتل |TK
Poesiaكان هناكَ فتى وُلِد لأبوين لم يُحبا بعضهما قّطُّ نما الفتى كما كانت الحشائش تنمو حول مزرعة والديه يُلطخه الطين وتضربه الرياح حتى صارت اذناه مثل الجناحَين. كان اسمه "تايهيونغ" "كيم تايهيونغ". وفي يوم عادي من أيام عائلة كيم ، كان تايهيونغ يركض وراء ا...