٨

1.4K 89 3
                                    









لن تُقام سوق الدَّواب إلا بعد غدٍ ،
وحتى ذلك الحين ستغطي أموال لويس كلفة الأكل والإقامة ، ويبقى منها بعد ذلك ما يشترون به بعض الأغنام ، بل وبقرة .


حصل لويس على عنوان فندق في شمال المدينة ، قَبِل أصحابه إيواء الحصانين ، وعَرَضوا عليهم غُرفتين مُجهزتين بمغسلين ، مقابل مبلغ زهيد من المال ، فاتَّجهوا إليه تحت المطر آخر النهار . 


كان جونغكوك حانقاً على ما حصل في البنك ، فظلَّ واجماً يحاول أن يسلك بالحصان مسالك العجلات مُتفادياً الحفر ، وكان لويس يصرخ ألماً مع كل قفزة فقد ذاق ردفاه سوء العذاب بعد أن عرض عليه جونغكوك أن يشاركه الحصان عمداً ويترك الحصان الثاني لتايهيونغ .


بدا الفندق وكأنه بيت أشباح ، أو مأوى خطر ، وكان سطحه المُحدب ينزل إلى النوافذ الضيقة القذرة التي صبغها العفن المتراكم  من الداخل لأنها لم تُفتح قَطُّ .


وحالَ دخول المسافر إليه تقتحم أنفه رائحة كلاب مُبتلة وعرق آدمي يقطعان الشَّهية ، ولم يكن ذلك أمراً سيئاً نظراً إلى رداءة الطَّعام .


كان صاحب الفندق الذي أخذ لويس وجونغكوك إلى الغرف رجلًا قصيراً نحيلًا ذا لحية صفراء ، لا يتوقَّف عن قضم عقب غليونه القديم ، وفي الوقت نفسه كان تايهيونغ قد قاد الدواب إلى الفناء الخلفي تحت إفريز أُعدَّ ليكون إسطبلًا ، فعَلِق بنعليه ما اختلط من وحل وروث ، وقد تذكَّر البنك وهو يَخبِط وسط هذه القذارة ، فشدَّ قبضة يده على الحلوى بما أُوتي من قوة ، وسأل نفسه لماذا يرضى أن يسكن تلك الأماكن في الوقت الذي توجد فيه منازل دافئة مفروشة بسجاد الموكيت ؟

قدَّمت لهم زوجة صاحب الفندق في القاعة الكبيرة حَساء مالحاً جداً بلحم الضَّأن ، وإبريق نبيذ طغى عليه الماء .

كانت الطاولات قد اتَّخذت من الشَّحم طلاء ، وتخللت أسطحها الثُّقوب ، أما كراسيها فكانت عرجاء ، وأما المدفأة فقد كساها السُّخام ، وكانت سحابةٌ كثيفة من الدُّخان تعلو رؤوس الحاضرين كضباب البحر المتصاعد ، ولم تكن بالفندق غير غرفتين لثلاثة أشخاص ، الأمر الذي طرح مشكلة في تقاسمهما .


فمع من سَيبيت تايهيونغ ؟ فقال جونغكوك مُقرراً :
" سينام معي "


قال لويس مُعترضاً :
" تبدو غرفتي أكثر دفئاً . "


" لكنها ضيقة ! "


" أعتقد أني رأيت المغسل في غرفتك مَسدوداً ... "


" لا حاجة لتايهيونغ لأن يغتسل ! "


دموع ألقاتل |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن