هنا ، لم يَصِل أحد قَطُّ بمحض الصُّدفة .
فهنا نهاية العالم ، أقصى جنوب " تشيلي " هذا الذي يمتد شريطاً مثل نسيج الدانتيل داخل مياه المحيط الهادئ الباردة .على هذه الأرض كان كل شيء قاسياً ، موحشاً ، قد فعلت فيه الريح فعلها حتى بدا الحجر نفسه كأنه يتألم .
وعلى الرغم من ذلك ، وعلى مشارف الفلاة والبحر ، برز بناء صغير رمادي الجدران : إنها ضيعة " آل كيم " .
كان المسافرون الذين يبلغون المكان يَعجبون لوجود هذا المنزل الآهل فيه ، فكانوا ينحدرون إليه عبر الطريق ، ويطرقون الباب طالبين ضيافة ليلة ، وغالبا ما كان المسافر عالماً ، أو جيولوجياً حاملاً معه صندوق حصى ، أو فلكياً باحثاً عن ليل أدهم ، وقد يكون في بعض الأحيان شاعراً ، وبين الحين والآخر بائع مغامرات مستكشفاً .
كانت كل زيارة تُعد حدثاً نظراً لندرتها ، وكانت السيدة " كيم " بيديها المرتعشتين تسقي الزائر من جرة قد تقشر سطحها أما السيد " كيم " فكان يجتهد ليتبادل مع الغريب بعض الكلام كي لا يبدو فظاً ، ولكنه كان فظاً على الرغم من كل شيء .
وأما المرأة فكانت تسكب النبيذ إلى جانب الكأس ، وأما الريح فكانت تصفر بشدة من خلال الشبابيك المفككة حتى يُخال المرء أنه يسمع عُواء الذئاب .
إثر ذلك ، وحينما يُغادر المُسافر ، يوصد الرجل والمرأة بابهما متنفسين الصعداء ، فيعودان إلى سالف وحدتهما ، على هذه الأرض الموحشة ، بين الحجارة وعنف الطبيعة .
كان لِكيم فتى ، وهو صبي ولِد من دون حُب يُذكر ، وكان ينمو كما ينمو كل شيء على هذه الأرض ؛ أي ليس على أكمل وجه .
كان يمضي أيامه متعقباً الثعابين ، وكانت بشرته ذهبية جافة ، وأسنانه بيضاء كحبات الملح ،
وكان يسمى " تايهيونغ" ... " كيم تايهيونغ " .
إنه هو من لمح الرجل مقبلاً ، من بعيد ، في الطريق ، ذات يوم حار من شهر يناير .
وهو من هرع إلى أبويه منبهاً إياهما إلى أن غريباً قد أقبَل ، ولكنه لم يكن هذه المرة لا جيولوجياً ولا تاجر أسفار ولا حتى شاعراً ،
إنما كان " جيون جونغكوك " .
وهو صعلوك محتال سفاح ، وكغيره لم يكن قد وصل إلى هذا المنزل في أقصى الأرض بمحض الصدفة .
أنت تقرأ
دموع ألقاتل |TK
Poesíaكان هناكَ فتى وُلِد لأبوين لم يُحبا بعضهما قّطُّ نما الفتى كما كانت الحشائش تنمو حول مزرعة والديه يُلطخه الطين وتضربه الرياح حتى صارت اذناه مثل الجناحَين. كان اسمه "تايهيونغ" "كيم تايهيونغ". وفي يوم عادي من أيام عائلة كيم ، كان تايهيونغ يركض وراء ا...