اكتشف تايهيونغ في " تيروزا " روائع . كانت بنت الخمس والعشرين ، صبورة ، ذات ضحكة مُدهشة ، وكانت لها دراجة صدئة تصرُّ وترنُّ في بهجة على حصى الطريق كلما عادت من جولتها .
في صباح مُشمس اتَّخذ تايهيونغ في نفسه قراراً :
جرَّ الطاولة على البلاط ودفع بها إلى الخارج ، فتجلَت تحت نور الربيع المُرتعش البُقعُ الحمراء من الدم بين أثلام الخشب العريضة .
هرَع تايهيونغ إلى المنزل ، وبحث بتوتُر في الحُجيرة ثم خرج وبيده فأس أبيه .تعرَّق قليلاً وتنفَس بجهد ، لكنه كان مُصمماً ، فرفع الفأس فوق رأسه وانهال بها على الطاولة ، فانغرست فيها عميقاً وشقَتها مع الضربة الخامسة إلى نصفين كثمرة ناضجة ، ومع السابعة تطايرت أرجلها شظايا ، كان الطَقس حاراً فشرب تايهيونغ جرعة ماء من الدلو .
بعد ساعة من العمل تفتَّتت الطاولة إلى قِطع صغيرة جداً ، ولم يحتفظ منها تايهيونغ بغير الدُرج ليضع فيه البزال والشوكات ، نظرَ إلى ما فعل فأحسَ براحة ، إذ تغيَّر حوله الضَّوء الخاضع لنزوات الرياح والغيوم .
أعاد الفأس إلى مكانها وأخذ الرَفش ، تذكَّر وهو يتقدم نحو أكمات التُربة الجافة تلك الليلة الظلماء التي أمسك فيها مصباح العواصف ليُضيء المكان لجونغكوك في مساء الحَساء الأوَل فبدا له أن ذلك قد وقع قبل قرن .
حفر إلى جانب قبر الثعلب ، ورمى بقطع الطاولة في نقالة ودفع بها على الحصى ، ثم صب ما فيها في الحفرة ، وقد انقبض حلقه كأنه في جنازة .
في هذه اللحظة سمع رنين دراجة تيروزا هناك على الطريق ، فالتفت فرآها تُقبل مَرِحة مُتألقة ، تتطاير خلفها حقيبة البريد اللينة الفارغة ، فترك تايهيونغ الرَفش وقد سألته تيروزا وهي تضع قدمها أرضاً قُرب الحفرة :
" ماذا تفعل ؟ "فرد تايهيونغ :
" سأصنع طاولة جديدة . "انحنت تيروزا قليلًا ، ونظرت إلى قطع الخشب التي ترقد مُبعثرة في قاع القبر ، كان الأمر غريباً ، لكنها تُحب تايهيونغ كما هو بغرابة أطواره ، فقالت :
" حسناً سنأكل أرضاً في انتظار ذلك . "ذهبت لتَركن دراجتها ، وتركت تايهيونغ وحيداً ، فأخذ الرَفش من جديد وردم الحفرة ، وحينما أتمَّ ذلك سواها قليلاً وهو يتذكَر جونغكوك ويديه الكبيرتين .
بعد مُدة ، زارهما لويس ، وقد وارى أباه الثَّرى أيضا في ' فالباريزو ' فوق تلة تُشرف على الخليج ، وهو الذي عاد من أجله إلى ' تشيلي ' ، من أجل هذا الأب الذي لم يره منذ سنوات طويلة ، والذي مات وحيداً بعد أن وزع أبناء ونساء وقنينات شراب في أرجاء البسيطة .
أنت تقرأ
دموع ألقاتل |TK
Poésieكان هناكَ فتى وُلِد لأبوين لم يُحبا بعضهما قّطُّ نما الفتى كما كانت الحشائش تنمو حول مزرعة والديه يُلطخه الطين وتضربه الرياح حتى صارت اذناه مثل الجناحَين. كان اسمه "تايهيونغ" "كيم تايهيونغ". وفي يوم عادي من أيام عائلة كيم ، كان تايهيونغ يركض وراء ا...