فعل شراب تاجر ' فالباريزو ' ودُخان التَبغ الأزرق فعلهما ، وقد تحالفا مع تعب أيامٍ من المشي ورفاهة السَرير الهولندي ، إذ نام جونغكوك كالأموات ، واستيقظ وكأنه وُلِد من جديد برأس ثقيل وسط نعومة وسادة الريش ، وأطراف مُرتخية ، واستمع لحظاتٍ طويلة لإيقاع قلبه الهادئ وقد مرَت عليه سنوات لم يحسَ بنفسه شاباً فتياً .
كان ريكاردو قد منحه غرفة نجله ، وعادت حجرة ابنته المجاورة إلى تايهيونغ ، وبعد أن استغرق في النَوم على الأريكة لم يتفطَن تايهيونغ حتى إلى جونغكوك الذي حمله إلى السَرير ذي الملاءات البيضاء النَظيفة والمُعطَرة بعطر لطيف ، وكأنه هُيِّئ لاحتضان نوم أحد الأمراء .
تمطى جونغكوك ، وكان ضوء النهار يلاعب طيات السَتائر المُسدلة ، وتناهت إلى سمعه أصوات تتردَد في الخارج ، فنهض ولبس ثيابه على عجل وغادر الغرفة .
كانت أرجاء المنزل تعبق برائحة الخبز والقهوة ، هل يستحقُ وهو القاتل الصُعلوك أن يمرَ ولو للحظة بهذا المكان الذي تكتنفه الفتنة ؟ ألن يكدِّر صفوه ؟ حاول جونغكوك ألا يتفطَن إليه أحد وهو يعبر المنزل في خفَة النَّسائم .
وقف على العتبة مأخوذاً ، كان تايهيونغ يضحك ملء شدقيه برفقة ثلاثة صبية صغار وهو يرقص على العُشب النَدي الذي يتلألأ تحت أشعة الشمس .
وهناك بعيداً قُرب مستودع الحطب كان ريكاردو ينعم بالشمس ويداه في جيبه ، بعد أن تخلى عن جراره لحظات يراقبه ، مسح جونغكوك على وجهه بيده وتقدَم نحو حلقة الأطفال .
مَن هم ؟ من أين خرجوا ؟ كيف ؟ وبأي وسيلة نقـ ..قال ريكاردو وقد وضع فجأة يد الحطاب على ذراع جونغكوك :
" لا تُزعجهم ، هم يستمتعون باللَهو . "حدق جونغكوك في بؤبؤي عيني الرَجل يبحث فيهما عن أجوبة لأسئلته ، فقال له ريكاردو مُقترحًا :
" تعالَ ، ينتظرك إفطار في الداخل . "تبعه جونغكوك إلى داخل المنزل دون أن يُبدي مقاومة ، وقد تعالت وراء ظهره ضحكات الأطفال النَقية المُبتهجة ...
في قاعة الجلوس ملأ ريكاردو فنجانين من الخزف المطليِّ قهوةً كان قد وضعهما على المائدة قُرب الأريكة ، ثم مدَّ أحدهما إلى جونغكوك الذي فغر فاه مذهولاً وعجز عن أن ينبس ببنت شفة ، فنصحه ریکاردو قائلًا :
" لا تحاول ، فقد علمتني الحياة أن أقبل السعادة غير المعقول منها ولا المقبول ، فاقبل السعادة واصمت ، فلا جدوى مما تطرحه على نفسك من أسئلة ... فقد رأيتَهم كلَّهم كما رأيتُهم أنا معك ، أليس كذلك ؟ وتستطيع أن تشهد بأنهم حقيقةٌ كما تايهيونغ الذي أمسك أيديَهم ليتحلَقوا ، وهذا يكفيني ، فهم يأتون ثلاثتُهم ليروني كلَّ صباح منذ قرابة الأربعين سنةً ! "
أنت تقرأ
دموع ألقاتل |TK
Poesíaكان هناكَ فتى وُلِد لأبوين لم يُحبا بعضهما قّطُّ نما الفتى كما كانت الحشائش تنمو حول مزرعة والديه يُلطخه الطين وتضربه الرياح حتى صارت اذناه مثل الجناحَين. كان اسمه "تايهيونغ" "كيم تايهيونغ". وفي يوم عادي من أيام عائلة كيم ، كان تايهيونغ يركض وراء ا...