..
انقضى الخريف وبعده الشِّتاء ،
واستبد موكب الأعمال اليومية بالأذهان
من توفير للقوت والتدفئة وإصلاح ما أفسدته تقلُبات الطَقس ، وعلاج الماعز ، وجمع بيض الدَّجاج برفق ... والنَوم على هدهدة هزيم العواصف .كان لويس يتخبط بين رغبته في مساعدة تايهيونغ
أن يكبر ، وجُبنه الذي يدفعه بلا هوادة إلى تأجيل هذا الالتزام ، لذلك فقد قلت دروس الكتابة حتى ندرت خلال هذه الأشهر العسيرة ، وغشيت ديوان الشِّعر صفحة رقيقة من الغبار إضافة إلى أنه قد يشتدُّ
البرد في عديد الأُمسيات حتى لا تقدر أصابع لويس التي أدماها الصقيع أن تقلب الأوراق .تعافى الهِجرِس واسترجع قواه بفضل عناية تايهيونغ
به ، وحليب الماعز ، وبما أن أعمار الحيوان تتميز عن
أعمار البشر باختصارها وتكثُفها فقد بلغ أشده حتى
قبل أن تثبت يد تايهيونغ عند كتابة أحرف اسمه .ومع تباشير شمس الرِبيع وحينما تجاوزت الحرارة فجأة درجة الصِّفر أبدى الهِجْرِس شهية للأكل تجلَّت
معها حاجته إلى اللحم .شرع تايهيونغ في الصيد ، وقد عقد عزمه على تلبية حاجات رفيقه بنفسه ، فتسلَّح بمعول جليدً وجده
بالمخزن ، وكان ينطلق كلَّ صباح بحثاً عن فئران الأحراج والخِلدان أو أيَّ شيء يستسيغه ثعلبه .
على هذه الأرض البور المُقفرة لم يكن ثمَّة شيء إلا
الثعابين ، فكان على تايهيونغ أن يُغامر بأن يبتعد أكثر عن المنزل باتجاه الأشجار ، غير أنه لم يلج الغابة قَطُّ ، فهذا العالم المُظلم العمودي يُثير فيه الخوف ،
فكان يكتفي بنبش أطرافها ، فإذا ما رصد دويبة مُغرية أسرع إلى الإطباق عليها قبل أن يخطر لها الاحتماء بالأحراج ، فقد كانت خَشيته من النباتات التي تُكبله
تثير حفيظته ، فلو لم یکن خائفاً لرجع بكثير من اللحم بدل عودته عديد المرات خالي الوفاض خجلًا من خوفه الشديد .كان الثَّعلب في المنزل يعوي ويكشر عن أنيابه ويُزمجر ، فدقَّ له تايهيونغ وتداً ولفَّ حول الحيوان حبلًا يُعرقله حتى يكاد أن يختنق .
كان لويس يتجنب المرور به .
أما جونغكوك فقد كان يُراقبه مُعجباً بأنيابه الحادَّة ، مُنتظراً اللحظة التي ستغلب فيها على الحيوان طبيعته البرِّية . كان ينتظر هذه اللحظة بُمتعة ، مُعتقداً أنه سيهاجم لويس ، ولن يهاجمه هو ، فقد كان ضخماً قوياً ، ولن يهاجم تايهيونغ سيده وصديقَه .فما عاد جونغكوك راغباً في التخلُص من لويس كما
كان سابقاً ، لكن ظلت به رغبة مُلحة في إذلاله ، وفي اقناعه انه هو سيد المكان ، فسأله مُستهزئاً :
أنت تقرأ
دموع ألقاتل |TK
Poesiaكان هناكَ فتى وُلِد لأبوين لم يُحبا بعضهما قّطُّ نما الفتى كما كانت الحشائش تنمو حول مزرعة والديه يُلطخه الطين وتضربه الرياح حتى صارت اذناه مثل الجناحَين. كان اسمه "تايهيونغ" "كيم تايهيونغ". وفي يوم عادي من أيام عائلة كيم ، كان تايهيونغ يركض وراء ا...