٥

2.2K 127 9
                                    

..

انقضى الخريف وبعده الشِّتاء ،
واستبد موكب الأعمال اليومية بالأذهان
من توفير للقوت والتدفئة وإصلاح ما أفسدته تقلُبات الطَقس ، وعلاج الماعز ، وجمع بيض الدَّجاج برفق ... والنَوم على هدهدة هزيم العواصف .

كان لويس يتخبط بين رغبته في مساعدة تايهيونغ
أن يكبر ، وجُبنه الذي يدفعه بلا هوادة إلى تأجيل هذا الالتزام ، لذلك فقد قلت دروس الكتابة حتى ندرت خلال هذه الأشهر العسيرة ، وغشيت ديوان الشِّعر صفحة رقيقة من الغبار إضافة إلى أنه قد يشتدُّ
البرد في عديد الأُمسيات حتى لا تقدر أصابع لويس التي أدماها الصقيع أن تقلب الأوراق .

تعافى الهِجرِس واسترجع قواه بفضل عناية تايهيونغ
به ، وحليب الماعز ، وبما أن أعمار الحيوان تتميز عن
أعمار البشر باختصارها وتكثُفها فقد بلغ أشده حتى
قبل أن تثبت يد تايهيونغ عند كتابة أحرف اسمه .

ومع تباشير شمس الرِبيع وحينما تجاوزت الحرارة فجأة درجة الصِّفر أبدى الهِجْرِس شهية للأكل تجلَّت
معها حاجته إلى اللحم .

شرع تايهيونغ في الصيد ، وقد عقد عزمه على تلبية حاجات رفيقه بنفسه ، فتسلَّح بمعول جليدً وجده
بالمخزن ، وكان ينطلق كلَّ صباح بحثاً عن فئران الأحراج والخِلدان أو أيَّ شيء يستسيغه ثعلبه .


على هذه الأرض البور المُقفرة لم يكن ثمَّة شيء إلا
الثعابين ، فكان على تايهيونغ أن يُغامر بأن يبتعد أكثر عن المنزل باتجاه الأشجار ، غير أنه لم يلج الغابة قَطُّ ، فهذا العالم المُظلم العمودي يُثير فيه الخوف ،
فكان يكتفي بنبش أطرافها ، فإذا ما رصد دويبة مُغرية أسرع إلى الإطباق عليها قبل أن يخطر لها الاحتماء بالأحراج ، فقد كانت خَشيته من النباتات التي تُكبله
تثير حفيظته ، فلو لم یکن خائفاً لرجع بكثير من اللحم بدل عودته عديد المرات خالي الوفاض خجلًا من خوفه الشديد .

كان الثَّعلب في المنزل يعوي ويكشر عن أنيابه ويُزمجر ، فدقَّ له تايهيونغ وتداً ولفَّ حول الحيوان حبلًا يُعرقله حتى يكاد أن يختنق .


كان لويس يتجنب المرور به .
أما جونغكوك فقد كان يُراقبه مُعجباً بأنيابه الحادَّة ، مُنتظراً اللحظة التي ستغلب فيها على الحيوان طبيعته البرِّية . كان ينتظر هذه اللحظة بُمتعة ، مُعتقداً أنه سيهاجم لويس ، ولن يهاجمه هو ، فقد كان ضخماً قوياً ، ولن يهاجم تايهيونغ سيده وصديقَه .

فما عاد جونغكوك راغباً في التخلُص من لويس كما
كان سابقاً ، لكن ظلت به رغبة مُلحة في إذلاله ، وفي اقناعه انه هو سيد المكان ، فسأله مُستهزئاً :

دموع ألقاتل |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن