*كانت تسير علي شاطى البحر حيث الماء يغمر قدميها تفاجئت به يقف أمامها فقالت وهي تنظر
له بدموع تغلف عينيها الجميلتين:
_أنت بتعمل ايه هنا.
*تمتم وهو يقترب منها ويمسك كفيها بلهفة:
_وحشتيني يااميرة ..مش قادر ابعد عنك ولو ثانية واحده .
*سحبت كفيها المرتجفان من بين يده وهي تبتعد عنه بعض الخطوات للخلف:
_أنت اللي اخترت البعد برغم اني ضحيت بكل حاجه عشانك قولتلي إنك مش عايزني ياحسين ورفضت حبي وقلبي و جرحتني.
_كنت غبي حبيبتي كرامتي وعزه نفسي خلوني أشك في حبك ليا و....
_وشكيت فيا ياحسين شكيت اني ممكن اتفق عليك وامثل عليك الحب انت حتي رفضت انك تسمعني أو تديني فرصه ادافع فيها عن نفسي.
*صرخت في وجهه وهي تبكي بحرقة شديده انحني حاجبي حسين بحزن ودمدم:
_سامحيني يااميرة اديني فرصة تانيه لو لسه ليا جوه قلبك ذرة حب.
*أطلقت زفرة قانطة واستدارت لترحل عنه وهي تحاول لملمت ماتبقي لديها من كرامة اهدرها هو حينما شكك في حبها واخلاصها له....
*لاحقها وقبض علي معصمها بكفه الخشن ارتجفت برودة فعل فورية جراء ملامسته لبشرتها الناعمة...
خشونته ضد نعومتها شعرت بكل خلية فيها ترتعد كونها كاميليا وليست اميرة بطلة الفيلم رفعت كفها ليصيح عاطف بعلو....
_ستووووب...مدام كاميليا انتي كويسه.
*هزت رأسها بنفي وهي تنظر إلى غيث الذي وقف يرمقها بصمت وقالت مبتسمة بتلجلج:
_اسفه استاذ عاطف بس محتاجه ارتاح شويه.
_أكيد يامدام كاميليا اتفضلي...أستاذ غيث تشرب قهوتك معايا.
*أوما غيث لصديقه براسه وظل يراقب خطواتها وهي تمشي فوق الرمال الناعمة وتغوص بقدميها
فيها وبدأ وكأنها متوترة بشدة:
*ومن داخل غرفة التصوير الخاصة بها ابتلعت حبة مسكن لتخفيف ألم رأسها وجلست أمام المرأة حتى تعيد تعديل مكياجها بهدوء ولكنها تلبكت وتركت ما
بيدها وهي تزفر هامسه:
_مالك متوترة كده ليه هي أول مرة يعني.
*دخلت مساعدتها الخاصة الي الغرفة ووضعت أمامها فنجان من الشاي الأخضر قائله:
_مالك ياست الستات في حاجه مضياقكي ولا ايه ده انتي والأستاذ غيث ياسلااااام كنتم زي القمر في التصوير خصوصا الحته اللي بيقولك فيها وهو بيبصلك كده...كنت غبي كرامتي وعزة نفسي....
*قاطعتها كاميليا بنفخة قويه مملة:
_وبعدين ياوفاء وبعدين اسكتي شويه.
*دوي صوت وفاء من خلفها وهي تهتف برفق وتدلك كتفيها براحة:
_حقك عليا متزعليش انا عارفه انك علي اخرك من اللي بيحصل معاكي بس ده شغلك وحياتك ومش لازم تخليه يكسرك ياست كاميليا انتي الف من يتمنى يقف قصادك.
*دلكت جبهتها ودمدمت باحتجاج:
_مش عارفه اعمل معاكي ايه بتقولي كلام حلو في الوقت الغلط الموضوع مش راجح خالص دلوقتي.
*حركت وفاء حاجبيها وتسائلت بتفكير:
_آمال ايه اللي شاغل بالك كده ياست الحلوين.
*ابتسمت كاميليا دون أن تجيبها وارتشفت من فنجان الشاي وهي تصلح من وضع مكياجها:
*وبعد اقل من ساعه عاد الجميع الي موقع التصوير...وبدوا تصوير المشهد من حيث توقفوا ووقفت هي أمامه من جديد تنظر في عيناه بكل
اشتياق وكأنها اشتاقت له...ابتسم وهمس:
_بقيتي كويسه.
*هزت رأسها وهمست:
_الحمد لله بخير.
_اكش
_اكشششششن...تصوير.
*رفعت له عينين بريئتين برموش طويلة مرفرفة جعلت دقات قلبه تختلج وهو يقول بفم جاف:
_انا بحبك طول عمري وانا بحلم بيكي بس انتي نجمة بعيدة مش عارف اوصلها بس دلوقتي النجمة بقيت معايا
ع الارض وقادر اني المسها.......مش هسمح لأي حد يفرق بينا تانى.
*استرخت أناملها المشدوده علي ساعده القوي وهمست وهي تقلب شفتيها بجهل:
_خايفه ياحسين.
_من ايه؟!!!!.. مني انا ولا منهم.
_من كل حاجه..حبنا قابل اول عاصفة وانت سبتني فيها لوحدي ودلوقتي لما عرفت الحقيقة واكتشفت انهم حاولوا يفرقوا بينا جيت ندمان...عشان كده انا
أسفه مش هقدر.
*أكتنف الحزن ملامحه فتمتم متأسفا:
_يعني خلاص يااميرة.
*التفتت برأسها وهمست بنبرة باكية وهي تهز كتفها:
_خلاص ياحسين...خلاص.
*نبض قلبه بجنون بين ضلوعه وتشنجنت أصابعه حتي ابيضت سلامياتهم عندما قبض علي معصمها
الرقيق والفتها له بقوة وهو يبتلع ريقه وكأنه ياكل الحجارة ورائحتها الانثوية تلفح خياشيمه فتتسلل الي مسامه مثل مخدر قوي المفعول هتفت بترنح وقد ترنحت ساقيها من قربه:
_حسين لو سمحت.
*وبردة فعل عفوية مدت أناملها لتلمس صدره فلم يتحمل لمساتها واخفض وجهه ليغيب معها في قبلة جنونية جائعة اطاحت بثباتها وعقلها وكل أفكارها لتجد نفسها تحيط عنقه وتبادله قبلته بكل قوتها...
*آمال مساعد المخرج وهمس:
_استاذ عاطف المشهد ده مش موجود خالص في الاسكريبت...المفروض ان استاذه كاميليا تزقه في صدره.
*رفع عاطف أصابعه ليصمته وهمس وهو يتابع هذا المشهد المثير المفعم بالاحاسيس:
_شششش يتغير...المهم المشهد الرومانسي ده يكمل زي ماهو.
*ابتعدت عنه وشفتاها الصغيرتان ملتهبتان بشدة وهمست بخجل يذوب علي وجنتها:
_إحنا غلطنا في المشهد.
*دمدم وهو يغرس أصابعه في خصرها بتملك:
_عارف.
***************************
*نظر الي صديقه المبتسم وسأله وهو يهز راسه باستفسار:
_في حاجه عايز تقولها ياعاطف...همم قول اللي عندك.
*ترك عاطف شوكة الطعام من يده واحني وجهه قليلا وهو يهمس:
_المشهد كان اكتر من رائع تعرف اني خليت المؤلف يعدل في الاسكريبت مخصوص عشان المشهد ده ايه الكيمياء اللي كانت مابينكم ديه.
*سعل غيث ليجلي حلقه ثم أجاب بعدم اهتمام:
_عادي مجرد اندماج مش اكتر وغير كده انا نسيت نص المشهد يعني كان ممكن نعيده مش لازم تغير
مشهد بحاله عشان لقطه.
_لقطه..انت عارف اللقطه اللي بتتكلم فيها ديه بكل استهتار كانت كام دقيقة...
*واكمل وهو يغمز بطرف عيناه ويهز راسه بتسأل:
_وبعدين مش صدفة عجيبة انتم الاثنين تنسوا نفس المشهد...
*سرح بافكاره المتخبطة وهو يحرك أصابعه فوق شفتاه لا اراديا منه ثم نهض من مكانه قائلا لعاطف
بجدية ضئيلة:
_بلاش مخك يسرح بيك لبعيد وحياه ابوك.
*اطلق عاطف أنفاسه وانحني حاجبيه وهو يردد:
_انا مخي زي ماهو انت اللي مخك راح لبعيد جدا بدليل تفكيرك في حاجه انا مش بفكر فيها اصلا.
_ودي فوازير رمضان حضرتك.
*تساءل غيث بمرح في محاولة منه لتشتيت انتباه صديقه ولكن حدث العكس لقد تشتت انتبه هو حينما رأها قادمه من بعيد برفقة احد العاملين في
كاست الفيلم وكانت ضحكتها بريئه ناعمه تزهو فوق شفتاها الورديه...
*ولكنه فجأه تجهمت ملامحه وهو يلاحظ اقتراب أياد الممثل الجديد والذي يقوم بعمل دور ثان في
الفيلم وكان الشاب الوسيم يتودد الي النجمة بشتى الطرق حتي انه كاد أن يلتصق بها...فقال هو بغيظ:
_اللي اسمه إياد***انا مش برتحاله اساسا.
*التفت عاطف براسه ورأي أياد يقف بالقرب منها وبدا عليهما الاندماج في الحديث وقال بالامبالاه ازعجت غيث كثيرا:
_أياد مشروع نجم ناجح جدا لما رشحته للدور من غير تردد كاميليا وفقت عليه.
_واضح انها وخده عليه.
*قال ساخراً وهو يضع يده في جيوب سرواله ويرمقهم بطرف عيناه ماذا حدث له شعور بضيق يلازمه احساس غامض لايجد له تفسيرا منطقي ما
الذي يثير غضبه بهذا الشكل فلتفعل مايحلو لها انها مجرد بطلة مؤقته في حياته وسوف ينتهي دورها
قريبا:
*حاولت بفترة راحتهم ان تبتعد عن محيطه وكل مكان يتواجد فيه فهو يحاصرها بطلته القوية ونظراته الصاخبه وعطره الفج الذي مازال ينغمر
فوق بشرتها...تصلبت كاميليا بصدمة وشعرت ان الحرج يقتلها.. وقفت في مكانها لاتعلم ماذا تفعل وهي تراه يحاصرها بنظراته القاسية العنيفة....
*لذلك لم يكن أمامها الا أياد الذي انقذها بحديثه المرح وخفة دمه المسلية وبالفعل التهت عن نظراته
قليلاً ودار حديث بينهما ولكنها كانت من وقت للاخر تطرف عيناها رمقة سريعة وكانت تصطدم بعينان حداتان:
_مدام كاميليا انتي كويسة.
*همس إياد وهو يلوح بكفه أمام عيناها الشاردتان فانتبهت عليه وتبسمت هامسه:
_ايوه كويسة الحمد لله في حاجه.
_لا ابدا اصلك سكتي مره وزي مايكون سرحتي.
_ااه اصل افتكرت حاجه لازم اعملها حالا..عن اذنك.
*وهرولت سريعا هاربه من آخر يحرقها بالنظرات:
*تنهدت وهي تجلس فوق سريرها وهمست لاختها التي تستمع الي تنهيداتها:
_مش عارفة يا ايمان حاسه اني تايهه ومش عارفه عايزه ايه؟.
*سألتها شقيقتها بقلق:
_اكيد راجح هو السبب في الحيرة اللي انتي فيها ديه...هو نصيب بس الراجل ده مكنش ليكي ياامي ياما حذرتك من الجوازه ديه بس انتي مسمعتيش
كلامي.
*لم تنطق كاميليا ولم ترد عليها ظلت علي حالها خانعة لا تستمع إلا لدقات قلبها العالية وشئ غريب
تشعر به في داخلها....زفرت بتوتر قائله:
_إيمان انا اخدت قرار ومحتاجه تساعديني فيه.
_قرار ايه خير يارب.
*دمدمت وهي تسحب نفس عميق يساعدها على ضبط نفسها وقالت بلجلجه خفيفة:
_أنا مصممه على الطلاق من راجح خلاص مبقتش قادره اعيش معاه ولا اتحمله.
*شهقة خافته صدرت من اختها التي هتفت بحدة معترضة:
_طلاق ايه؟ انتي اتهبلتي.
_أنتي مش عايزاني أطلق من راجح يا ايمان غريبة مش ده راجح اللي انتي بتكرهيه وكنتي رفضه جوازي منه.
_ايوه بكرهه ولحد دلوقتي وانا مش راضيه عن جوازك منه بس خلاص ياكامي انتي اتجوزتيه من اربع سنين وبقيتي ست ليكي بيتك وحياتك وعيب اللي بتفكري فيه ده احنا عمر حد في عيلتنا ماطلق اينعم انا مش موفقه علي اسلوبه معاكي ومنعك تكوني ام بس كل حاجه ممكن تتم بالتفاهم.
*اعتقدت كاميليا بأن شقيقتها الكبري ستكون من أول المؤيدين لفكرة طلاقها من راجح واكتشفت
العكس اختها تتحدث من مبدأ البيت والاستقرار والعيب وهذا اكثر مااستفز شعورها عن أي عيب تتحدث وهي لاتعرف المأساة التي تعيشها كل ليلة
بين أحضان رجل خاين حقير يمتص رحيقها مثل حشرة سامة...
عن أي عيب تتحدث وهي لاتعرف معني العيب الحقيقي بل المحرم والمأثم حينما يطلب منها بأمر
الزوج ممارسة ماحرمه الله وعندما تصرخ في وجه رافضه تنال منه الصفعات المؤلمة التي اعتادتها كجسد امرأة تجمدت روحها ولكن يظل في القلب غصة...
_كاميليا روحتي فين.
*هتفت اختها عليها عندما شعرت بصمتها...فقالت
وهي تاخذ نفس عميق:
_معاكي ياايمان.
*قالت شقيقتها بهدوء:
_استهدي بالله وبلاش تفكري في الكلام ده جوزك شخص محترم و.....
*قاطعتها ساخره وهي تلوي شفتها مبتسمة:
_محترم...كل ده علشان قولتلك أطلق علي فكرة يا إيمي برغم اني أصغر منك بخمس سنين بس انا اتعلمت اكتر من منك بكتير....
_تقصدي ايه ياكاميليا.
*زفرت بملل وقالت وهي تنهض وتقف في نافذة غرفتها:
_الاحترام مش بكلام مزوق في التليفزيون ولا ببدلة ماركة جوتشي وعلبة سجاير وولاعه دهب
وساعة روليكس بفصوص الماظ وبرڤان فرنسي ده مجرد غطاء من فوق الوش وبس لكن من
تحت عفن وقرف وريحه وحشه جدا محديش ممكن يطقيها...
كل ده بقا قشرة راجح سلطان اللي اتخدعت فيه وشوفته علي حقيقته بعد ماشال الغطاء.
*تلجمت شقيقتها عن الكلام وشعرت بهموم تقبع فوق صغيرتها الجميلة ولكن كيف وكاميليا لم تقل مافي قلبها بوضوح فكانت تساءلها وكانت تجيبها:
_انا بخير متقلقيش عليا....
*همست مفزوعة لحالها:
_هو ده الخير ياكاميليا.
*************************
*مر يومان وانتهى الكاست من تصوير مشاهد الفيلم بمدينة شرم الشيخ وعاد الجميع الي القاهرة من جديد لبدء تصوير المشاهد الأخيرة في الفيلم والتي سوف يتم تصويرها بين التجمع الخامس واحدي الأحياء الشعبية التي يسكنها حسين البطل أو غيث....
المشاهد المتبقية تتميز بالرومانسية الشديده بين البطلين حيث سيجتمعان من جديد في مشاهد اكتر رومانسية وتقارب:
*وفي منزله وداخل حجرة مكتبه جلس في ضوء خافت قليلا يقرأ للمره الثالثة ربما المشاهد التي سوف تجمعه بكاميليا...وكان المشهد الأكثر جراءة
هز راسه وهو يزفر وهمهم:
_ايه ده يامحمود...اووف طب ازاي بس.
*وكان يقصد محمود شامل مؤلف الفيلم تناول هاتفه واتصل علي عاطف صديقه ليجيبه عاطف بصوت ناعس:
_غيث في حاجه.
_مش جايلى نوم وعايز اشوفك...تعالي ع الصومعه وهات معاك اي حاجه تتاكل من ايد الحاجة.
*عكف عاطف حاجبيه باستغراب وقال بملل:
_أنت حد مسلطك عليا يابني عااايز انام بقالي يومين مانمتش.
*علق غيث بفظاظة مرحة:
_متتاخرش عليا عشان ميت من الجوع.
*دارت حول نفسها بجسد متشنج راغبا في تدمير وتكسير اي شئ أمامها في عينيها غضب محتجز خطير يخالطه غل وحقد لا مثيل لهما قالت وهي تراقبه وهو يخرج بسيارته من بوابه الفيلا فقالت وهي تكتف ذراعيها:
_براحتك ياغيث روحلها...بكره اعرف هي مين واخليها تندم ع اليوم اللي فكرت تاخدك مني.
*دق هاتفها فتحركت مهرولة لتجيب بلهفة غاضبة:
_أنت فين؟
_طيب طيب انا جايه حالا.
*القت الهاتف بأهمال والتوت شفتيها بمكر وهي تهمس:
_هانت ياغيث كلها نص ساعة واعرف هي مين.
***************************
*وباحدي العوامات المطلة على شاطي النيل والتي يملكها غيث ويطلق عليها لقب الصومعة....... جلس
بارتياح ورفع قدماه الحافيتان فوق الطاولة وظل يفكر قليلا قبل ان يقل الي عاطف المتسطح فوق الاريكة التي أمامه بعد تناول وجبه عشاء دسمة من
صنع والدته:
_حددته معاد التصوير.
_خلاص اللوكيشن هيجهز علي بكره بالكتير ان شاء الله...مش مصدق ان الفيلم قرب يخلص ويتعرض...
المشاهد اللي اتمنتجيت مذهلة انت وكاميليا ثنائي هيكسر الدنيا.
*هتف عاطف بحماس وهو يجلس مستقيم أمام غيث الذي تنهد بعمق وفرك ذقنه بكفيه دون أن ينبذ ببنث شفاه...هز عاطف راسه بتعجب:
_مالك مش مبسوط ولا إيه.
*مط غيث شفتاه وهو يدمدم ببرود:
_عادي ولا مبسوط ولا زعلان....
*نهض من مكانه وقال بنبرة مبحوحة دون اهتمام:
_تشرب شاي.
*هتف عاطف من خلفه:
_في حاجه شغله تفكيرك وعايز تقولها ياصحبي.
*غرس غيث ذراعاه في خصره والتفت ليواجه صديقه:
_انا شايف ان في مشاهد اتغيرت كتير عن الورق الاولاني...
*هز عاطف راسه ودمدم بهدوء:
_يعني الفيلم محتاج شويه مشاعر تجذب الجمهور خاصة دلوقتي ان كل الافلام معتمده على الاكشن أو الايت كوميدى وبعدين لاحظت الاندماج اللي، حصل بينك وبين كاميل.....
*قطع عاطف كلامه عندما شعر بهاتفه يهتز داخل جيب سرواله فاخرجه وقال مستغرب وهو يرفع الهاتف بوجه غيث:
_ديه كاميليا غريبة..
*تنغصت ملامح غيث قليلا ليتنحنح قائلا:
_غريبة ليه يمكن عايزاك في حاجه.
*انهي حديثه وتحرك نحو المطبخ ليقوم بإعداد الشاي ولكن بداخله كان معدل الفضول يتزايد بشده:
*اعد غيث كوبان من الشاي وجلس مع ارجيله واستلقي على مقعده أمام التلفاز يشاهد فيلم عربي قديم من
بطولة شاديه و رشدي اباظه ومن وقت لآخر كانت عيناه تتحول حيث يقف عاطف خارج العوامة وهو
يتحدث بالطبع معاها...وبعد وقت ليس بقصير دلف عاطف والقي هاتفه بملل وهو يصيح:
_ايه موضوع تغيري الاسكريبت معاكم انت وهي انت تقولي مشاهد اتغيرت وهي تقولي ماينفعش اعمل مشهد زي ده... الله انتم ممثلين مش دكاترة
جامعة.
*رفع غيث كوب الشاي الزجاجي لصديقه وقال مبتسم بهدوء واسترخاء:
_اشرب الشاي قبل مايبرد واهدا.
*ضيق عاطف عينيه ونظر لصديقه الذي يبدو عليه السعاده بتلك الابتسامه الرزينه التي تظهر فوق شفتاه وسأله مستفسر:
_ايه الحكاية مالك مبسوط كده ايه النظام معاها هي اتكلمت معاك في حاجه.
*قلب شفتاه وهمس:
_على فكره محديش فينا معاه رقم التاني ومشوفتهاش من يوم ما رجعنا من شرم وبعدين انا قولت ايه غير اشرب الشاي.
_غيث انت متغير.
*هتف عاطف بوضوح دون مقدمات...نظر له وقد تغير شئ ما به ربما شعوره بالانشغال أو بالانشداد
أو الأهتمام وقال وهو يبتلع ريقه بصعوبة:
_متغير ازاي مش فاهم...وضح اكتر.
*اقترب منه عاطف وجذب الارجيلة لينفخ بها ثم نفس دخانها من انفه و ردد قائلا:
_انا ملاحظ مراحل التغير اللي فيك من بداية ما وافقت انك تعتذر لكاميليا لحد الضحكه اللي شوفتها علي وشك دلوقتي...حاجه كده ماشوفتهاش من زمان أو من 3 سنين تقريبا.
*ربت عاطف علي فخده المتشنج وقال بخفوت:
_ممكن اقول بداية إعجاب ويمكن حب.
_حب ايه انت اتجننت ولا ايه؟ حب تاني ومن مين ست متجوزه.
*صرخ بغضب غير متوقع وهو ينهض فجأة وكأنه تلقي لدغة سامة ألمته...ظل صديق عمره يناظره
برفق حتي انه لم يعلق وظل صامتاً حتي صاح في وجه من جديد وكأنه يستفز صامته:
_ان..اانت جبت الكلام ده منين في اي حد اتكلم اي موقع أو جريدة كتبت حاجه قولي علشان اعرف اتصرف معاهم كويس...انطق ياعاطف ولا انت غاوي تنرفزني وخلاص .
*منحه عاطف ابتسامه واثقة تكشف عما يدور بداخله من شك اصبح مؤكد وقال براحه:
_محديش اتكلم في اي حاجه ده تخميني ياصاحبي ولا ناسيت اننا حفظين كويس لدرجة ان كل واحد منا يقدر يكشف التاني بنظرة.
_كلامك وتخمينك كله غلط.
*هتف بتشنج...فقال عاطف بتأكيد:
_أنت اللي مش حاسس بنفسك لما بتشوفها بتكون ازاي.
*احمر وجهه من شدة الغضب وصرخ فيه:
_كاميليا ايه اللي اعرفها من كام شهر ديه اللي تأثر فيا وتأثر ليه من الأساس انا خلاص مبقاش في اي ست تأثر فيا ولا في قلبي.
*رفع عاطف حاجبي وقال ساخرا:
_يبقي انت لسه جوه دايره نهال ومش قادر تخرج منها واحسنلك تتصالح مع نفسك ومعاها وتوفر علي نفسك الضياع اللي انت فيه.
*نظر الي صديقه الذى بدأ انه ضغط عليه أكثر من اللازم فقال وهو يرتدي حذائه الرياضي ويلملم كل اشيائه:
_علي فكرة مش انا بس اللي محصور في حزني على عمر وقصتي اللي انتهت مع نهال ولا انا بس
اللي في ضايع ياصاحبي ...انت كمان لسه مش عايز تنسي دنيا ولاتنسي انها فضلت عليك واحد تاني عشان تحقق أحلامها اللي انت مكنتش قادر تحققها
عشان كده حطيت كل همك في الشغل ليل ونهار وبقيت مشهور ومعاك اللي يقدر يجوزك ميت وحده
زيها بس انت لسه عايش تحقيق انتقامك منها وبس....شوفت بقا اني مش انا بس اللي ضايع سلام لما يجهز موقع التصوير ابقي كلمني.
*وضع عاطف كفيه في جيوب سرواله ودمدم بحزن من خلفه بخفوت:
_ كويس انك فكرتني ياصاحبي .
***********************
_امسك الدفعة الأولى اللي اتفقنا عليها...فين كارت الميموري.
*وضع هاني كارت الميموري امام نهال وامسك برزمة النقود يفر أوراقها النقديه الجديده باستمتاع وعينان متسعة وهمهم مبتسم:
_انا مصور لحضرتك شويه صور لنجمنا إنما ايه اخر شقاوة و....
_ايه اللي بتقوله ده.
*قالت نهال بغضب وتهجم ثم نظرت له باشمئزاز واكملت:
_قولتلي ان عندك صديق صحفي.
*هز هاني راسه وقال بارتباك:
_ايوه بس زي ماقولت لحضرتك صحفي كده درجه تالته صياد اخبار...بس هو حضرتك متعرفيش حد من الصحافيين الكبار.
*قالت بتكبر وهي تشعل سيجارة نسائية تنفثها بوجه الشاب الجالس أمامها مثل تلميذ يخضع للاختبار:
_طبعا اعرف اكبر صحافيين بس اغلبهم علي معرفة بغيث ومش عايزه حد فيهم يعرف حاجه المهم انت خليك مستعد وادي فكره لصحبك و
قوله اني هدفع مبلغ كويس.
*اوما راسه بطاعه وسألها:
_وانا هفضل ورا غيث بيه في كل مكان وهصور كل خطوه بيخطيها.
*اشارت له نهال بتحذير قاسي:
_اياك يلمحك إياك فاهم انا لو مكنتش عارفه انك بروفشنال في مهنتك مكنتش اخترتك ده غير أن ناني هانم شكرتلي فيك.
*ابتسم الشاب وهز راسه بطاعه ليقل بعدها بمكر دقيق:
_انا مش عايز ادخل بس رأيي ان كاميليا زيدان اكلت عقل الباشا بتاعنا اصلها قشطه تتلف في رغيف فينو.
*عيناها أصبحت جمرتان تتوهجان وهتفت من بين أسنانها:
_اخرررس واحتفظ برأيك ده لنفسك والا امحيك يظهر انت مش عارف بتتعامل مع مين خليك في
شغلك وبس واللي هيبدا من بكره الصبح طبعا مش محتاجه اقولك تبقي واقف من امتي قدام باب الفيلا مش عايزه عينك تغيب لحظه عنه اقصد عنهم.
*وحملت حقيبتها ورحلت وظل هاني في مكانه ينظر إلى رزمة النقود ويبتسم ثم وضعهم داخل جيبه وقال لنفسه ساخراً:
_مهما تعملي يانهال هانم...غيث السالم وقع ولا حديش سمي عليه.
***********************
*تصلب فكه وحدق بعيونها المتلألئة وأكمل وهو يجز على أسنانه بغيظ:
_مش عايزه اشوفك بتتكلمي مع عصام ده تاني والا المرة الجاية مش هسمي عليه فاهمة.
*ابتعدت عنه بذعر وحدقت بعيونه بعيون متسعة. وهمست:
_حسين متنساش ان عصام يبقي ابن خالتي و....
_وكان خطيبك...وكان هيتجوزك...وكان بيحبك لا بيحبك لحد دلوقتي وبشوف ده جوه عيونه.
*اكمل وهو يشدد علي ذراعها بقوة يراقب حركة شفتاها التي ترتجف:
_وباسك قدام عيوني وانا واقف مش عارف اعمل اي حاجه غير اني اتقهر وبس.
*اغمضت عيونها وشفتاها ورموشها ترتجفان فنظر لها قائلا:
_انا بحبك ياميرا وبغير عليكي اوي ياميرا بحبك.. خايف تزهقي من حياتي الجديده عليكي تزهقي
من العيشة تحت بعد ماكنتي فوق.
*رفع وجهها وقبل عيناها ليشعر بأهدابها المبللة وووجها المتخصب بالاحمرار كانت أمامه أنثى مثيره يرغب بها يشتهيها كالفاكهة المحرمة رمقها بزاوية عينه فوجدها تترنح
ومتعبة....حملها بين ذراعيه لتشهق متفاجئه وهي تنظر له:
_حسين انا كويسة متتعبش نفسك.
*جادلها برفض:
_بحب اتعب نفسي معاكي...لما يبقي وزنك زي الهام اختي ساعتها مش هشيلك ده انا هفكر احرمك من الاكل.
*ضحكت والقت بثقل رأسها علي كتفه ليدس أنفه في شعرها يستنشقه بعمق وهمس بصوت اجش:
_ارتاحي حبيبتي فوق كتفي ارتاحي وانسي كل همومك....
*ودلف بها الي غرفتهم المتواضعة ووضعها بالفراش كانت نائمة تتمسك بقميصه الأبيض بتشبث وكأنها لاتريده ان يتركها ابتسم بحنان وخلع حذائها
ثم بيد مرتجفه بدأ بفك شرائط فستانها ليسقطه من فوق اكتافها الناعمة ببطء وهو يتاملها بشغف شديد وعيناه تلتهم جمالها الناعم وجسدها المرمري لينحني ويقبل كتفها ويهمس بجانب اذنها:
_بحبك...
*فتحت عيونها ببطء ورمقته برقة وهي تبتلع ريقها بصعوبه...لينهي حوار عيناهم صرخه عاطف
قائلا:
_ستووووب.. برافو شوت عظيم.
*سريعا هرولت وفاء مساعدتها لتضع شال فوق اكتافها بينما هو تحرك وهو يزفر أنفاسه بصعوبه ليبتعد عنها سريعا...راقبته وهو يبتعد وهمست بتسأل وشبح الذهول فوق ملامحها:
_كلمة بحبك وبوسة الكتف مكنتش في النص وبعدهالك ياكاميليا فوقي لنفسك...فوقي.
يتبع