الفصل 6

638 33 0
                                    


*يبدو أنه عشقها لحد الجنون لماذا لايريد ان يبتعد عنها برغم أن كلاهما يجلسان بعيدان عن بعضهم ولكن يشعر أنها قريبه منه حتي انه يسمع تنهيدات أنفاسها تنهيدة تنهيدة ودقات قلبها دقه دقه شفتاها تغريه وتدعوه بلا قصد الي ان يقبلها ويقطفها بين شفتاه لقد أحبها ...
*لأول مرة يشعر بانه في منزل حقيقي جدرانه هادئه اللون تشعره بالألفة والدفء الراحه باتت تلازمه....أبتسم وقال بصوت ساكن:
_بيتك دافئ وناعم زيك ياريت افضل فيه معاكي على طول.
*ثم أراح راسه فوق وسادة الاريكة المخملية:
_عايز أنااااام لأول مرة أحس بالراحه ديه.
*اقتربت منه ليفتح عينيه المغلقتان ويواجه وجهها المبتسم ببراءة:
_ايه رايك لو تنام شويه لحد ماجهز العشا.
*عقد حاجبيه ونظر لها مستغرب:
_تجهزي العشا!!! أنتي بتعرفي تطبخي؟
*تبسمت ورفعت نحوه وجها فاتنا يفيض بالخجل والاحساس العارم بالعشق مجيبه وهي تنحني على
ركبتها أمامه مباشرة ثم قالت ببطء شديد:
_بعرف طبعا...وتقدر تقول عني طباخة ماهرة.
*شعر بالرغبة القويه ان يلمس يدها ويقبلها ففعلها دون تردد:
_تسلم ايدك مقدماً.
*رجفة شديده رجفت قلبها فعصفت مقلتاه بالرياح الهوجاء وهو يري وجهها المطرق نحو أصابعها المتشابكة وغيمة شعرها العسلي توخز الأنامل كى
تمشطها وتخترقها بنعومة بالغة:
*لتهمس بتردد بالغ الخجل:
_هقوم اجهز الأكل...تقدر تاخد راحتك البيت بيتك.
*نهض لتتحرك قدماه دون ارادة منه نحوها وهو مسلوب الأنفاس منوم تماما ليلمس شعرها قائلا:
_شعرك ناعم جدا أول مرة اخد بالي من نعومته.
*ضحكت وهتفت بمرح:
_أنت كمان شعرك جميل وناعم كان نفسي اقولك كده من زمان.
*لتكمل دون قصد منها:
_اكيد لما يبقي عندك ولد او بنت شعره هيكون جميل زي شعرك.
_عمر كان شعره جميل لدرجه.....
*قال بحزن وبتر كلماته وهو يخفض عينيه واولاها ظهره وقد أختفي اي شعور عن وجهه فبات مثل
صفحة بيضاء معدومة الملامح:
*شعرت بالذعر وهي تلاحظ ارتجاف جسده فبتلعت ريقها ومررت أصابعها فوق ظهره قائله بحزن بالغ
الأسى لما افتعلته دون قصد:
_غيث أنا اسفة لو ضيقتك بكلامي.
*هز رأسه ماحيآ تلك الأفكار التي تحاصره بضيق حتي لا يؤلمها يكفيها ماعشته فالتفت وهو يبتسم
وهتف:
_أنا جوعت على فكرة.
*أومات برأسها تقل:
_حالا العشا هيجهز.
*على شموع فواحة برائحة الورد جلس غيث كملك متوج يتناول طعام العشاء من يدها الماهرة التي صنعت الطعام بمهارة وخبرة لم يتوقعها كاميليا زيدان فاتنة الشاشة تصنع طعماً لذيذا ذو مذاق خاص لم يتذوق مثله من قبل....تسائل وهو ياكل
بشراهة هل الطعام فاتح للشهية ام وجهها الصبوح الذي يبتسم بطفولية برئية وهي تسمع مدحه لها بكلمات بسيطة تسعدها:
*واخيرا قال وهو يتناول حلوي البسبوسة بالمكسرات:
_انتي هايله..اتعلمتي كل ده ازاي وامتي.
*أجابت وهو تميل رقبتها برقة وتبتسم:
_من ماما الله يرحمها كنت دايما أقف جنبها واتعلم لحد ما اتعلمت منها ولما تعبت كنت أنا اللي بعمل كل حاجه في البيت ومن ضمنها طبعا الطبيخ حتي
بابا جه في يوم وقالي قدامها انتي اتفوقتي على امك.
*صمتت للحظات وترغرغت عيناها بالدموع حتي انحدرت دموعها فوق خدها الناعم...رفعت يدها لتمحيها فسبقها هو ومسحها باصابعه:
_الله يرحمهم...
*ثم اخذ كفها ولثمه بشفتاه وقال برقة:
_تسلم ايدك...انا اول مرة اكل بالشكل ده.
*تطالعت الي ابتسامته المشرقة وخفقها قلبها بقوة وهاهي تدرك أنها احبته واحبت تلك الابتسامه التي
يخصها بها ونظرات عينيه الهائمة تخبرها أنه أيضا يحبها:
_شاي ولا قهوة اقولك خليها عصير أحسن.
*هز راسه موافقاً:
_يبقي عصير بس الاول خليني اساعدك.
*حاولت إيقافه ولكنه رفض وصمم علي مساعدتها وبعد قليل كان يقف بجانبها بغرفة المطبخ يجلي
الأطباق وهي تقف تراقبه وهو يشمر أكمام قميصه ليظهر ساعديه الاسمران قويان البنيان واكتمل مظهره البيتوتي عندما نزع جواربه وظل حافي الأقدام....
*فما كان منها الا انها خلعت هي أيضا حذائها وجمعت شعرها ووقفت تساعده في التجفيف ووضع كل شئ بمكانه الصحيح انه يشاركها نفس
الصفات النظافة و النظام...وكانت ضحكتهم تملاء المكان من حولهم باحاديث شغوفة....
*ضحكت ضحكة مجلجلة وهي تراه ينزع مريول المطبخ:
_لو حد من جمهورك شافك دلوقتي مش هيصدق انك انت غيث السالم.
*فقال وهو يجفف يده بغمزة شقية من عيناه التي تسحرها:
_أنا عشت في إيطاليا ست سنين لوحدي كنت بعمل كل اللي انتي شيفاه ده.
*شهقت مذهولة قليلا وهي تهتف:
_بجد..اممم معني كده انك بتعرف تطبخ.
*اغمض عيناه يفكر ثم هتف وهو يهمس بجانب اذانيها:
_مكرونة بس.... بس خليها سر بينا.
*ثم قبلها فوق خدها قبلة سريعة اذابتها:
*صمت للحظات مرت بثقل عليه هل ياتري اخطىء عندما تسأئل عما لايخصه... لا يخصه فقد أصبح كل شىء يتعلق بها يخصه:
_أسف كاميليا ضيقتك باسألتي السخيفة.
*ضغطت فكها بتوتر وعينين قاتمتين حزينتين وقالت أخيرا بصوت خافض مقهور:
_لا أبدا سؤالك مش سخيف.. بس يمكن أنا اللى خجلانه من الرد عليه.
*أبتلع ريقه وهز رأسه بخيفة يقل:
_يعني أيه خجلانه؟تقصدى؟.......
*غضبت عينيه وتحولت الي شراسة فهتف رافضاً أن يكمل مابدءه:
_خالص أنسي اللي قولته أنا أصلاً.....
_غيث لا لا مش زي مافهمت.
*قالت بلهفة وهى تمسك كفه برجفة:
*وأكملت بوجه شاحب حزين فوق ملامحه بدا الضعف برغم قوة أصرارها وعزمها الشديد فى أن تفيض بما فى داخلها:
_على فكرة فى ناس كتير فهمت زيك كده في بداية جوازي من راجح اللى قالوا عايشين مع بعض من غير جواز.. واللى قالوا راجح سلطان اتجوزها مجرد جواز متعة مش اكتر.. بس لازم أجوبك في الاول عن سؤالك الأساس
أنا ليه اتجوزته؟
*بملامح صارمة أبتسمت وهى تشعر بغضب شديد يجتاحها وقالت بعنف:
_فى الاول حاول معايا كتير بكل الطرق اللى ممكن تتخيلها بالكلام الرقيق اللطيف الهدايا الغالية اللى تسحر اى بنت وتشتريها.. الورود والشوكولاته والذى منه ولما رفضت كل ده وقولتله لألألأ... بدا يحاربنى ومش أي حرب وقف قصاد مني فى كل حاجة نهاني قبل مابتدي.
_القذررر أبن الك.......
*دمدم من بين أسنانه ثم بتر كلماته بسؤالها:
_هددك!!! أكيد طبعا ما واحد حقير واطي زي ده ممكن يعمل اي حاجه.
*تنهدت بضيق واغلقت عينيها ونيران عظيمة تلهب داخلها:
_تقدر تقول أن كل الاوردرات أتلغت حتى الاعلانات اللى كنت متعقده عليها ووخده منها جزء من الأجر هي كمان أتلغيت فجاة من غير أي مبرر.
*بحزم قاسى وحكم مسبق قال دون تردد:
_كل ده مش مشكلة ياكاميليا كنتى تقدرى ترجعي الاجور ديه وترميها في وشهم الموضوع مكنش محتاج تردد علشان تسيبى حقير زي ده يتحكم فى
مصيرك ملعون ابوه وابو نفوذه......
*ليصمت قليلاً وهو يمسح وجه بضيق والغيرة تمزق أحشائه حتى انها جعلته يقل مالا يجب ان يقال فاكانت كلماته جارحه كنصل مسنون:
_بس للأسف أنتي أختارتي السهل طبعا منتج كبير هيحققلك كل أحلامك وطموحك بسهولة هو عرض أنه يشتري وأنتي وافقتي تبيعي.
*أستمعت وظلت صامدة فقط تذرف دموع غلبتها وانحدرت فوق خديها دون سابق أنذار... لقد أنقلبت ليلتهم الي اسوا مايكون:
*بينما هو شعر بالضيق يحاصره شعر انها كانت ملكه له منذ زمن بعيد خلقت لتكن بقلبه وجاء هو ليستحوذ عليها ويعرض الثمن الاعلي سعرا
مد يده وسحب سترته الأنيقة وقال بجفاء بعد صمتها الذي طال:
_شكرا على العشاء.. تصبحي علي خير.
*وتحرك سريعا ناحية الباب... فصاحت من خلفه بصوت رقيق باكى:
_أمي كانت بتموت بورم فى المخ بعنا كل حاجه نملكها حتى عفش البيت
معاش بابا مكنش بيكفي علاج أسبوع وكان مستحيل نفضل نستلف مع جوز أختي أيمان الموظف اللي يادوب مرتبه بيكفي بيته وعياله.....
*تسمر في مكانه يوليها ظهره ويستمع...بينما هي أكلمت وهي تقف خلفه وصوت بكائها يؤلم تياط قلبه:
_مكنش قدامي غير شغل الاعلانات بعد ما الفرصه جتلي علي طبق من فضة والسبب بعد ربنا كان أختيار عاطف... أشتغلت فى كل الاعلانات بأجر ضعيف كنت بقبل بس المهم أمي متتألمش ولما عرف راجح قصتي حب يساومني أفتكر زيك أني ممكن أبيع نفسي عشان الفلوس والشهرة والمجد
والطموح وكل اللي قولته....
*ألتفت اليها وأطرق راسه وهو يتحاشى النظر ليعينيها هامساً:
-كاميليا أنأاااا......
*أوقفته ببتسامة ساخره مطعمه بالحزن:
_لسه باقي الحكاية مش تعرف بيعت نفسي ليه؟
_مش عايز أعرف... عرفت اللي يكفيني ويخليني أندم على تسرعي في الحكم عليكى بس..بس غصب عنى مش عارف أزاي قولت كده وأزاي قدرت أجرحك بالبشاعة ديه يمكن من غيرتي عليكي وأحساسى أنك ليا
أنا مكنش المفروض تكونى لراجح سلطان ابدا.
*رفع وجهها المحني بانكسار ببطء شديد لتنظر في عمق عينه ليقول بايجاز بليغ ذو نبرة نارية متلهفه يقصد منها الأيضاح:
-_أنا أتعلقت بيكى وحب..وحبيتك عارف انها مدة قصيرة جدا بس مش هنكر وأقولك أني حسيت بده فى أول مرة شوفتك فيها فى مكتب راجح,,,كدبت نفسي وقولت مستحيل ديه أوهام مجرد أوهام بس كل يوم كان بيمر علينا كنتي بتاخدي من حيز تفكيري جزء كبير.. كبير جدا لحد مالقيتك فجاءة هنا...
*وضرب فوق صدره بجانب قلبه قائلا:
_جوه قلبى يا كاميليا.
-أنا اتجوزت راجح علشان أنقذ أمي من الموت والالم والعذاب اللي كانت بتتعذبه ياغيث.
*قالت بخفوت واهتزاز وهي تبكي. وظلت تتنفس سريعا ثم اكملت بدموع تغرق وجهها:
-وافقت عشان أنقذ أمي وتعمل العملية بس ماتت وأنا كمان موت زيها لما كنت كل يوم بتعذب مع راجح اللي افتكرته أنسان وحبيته كزوجة مخلصة عايزه تعيش وتبقى أم بس راجح حرمني من كل حاجه وخلاني كاميليا الضعيفة اللي أنت شايفها قدامك دلوقتي.
*أغمض عينه وجذبها بقوة لصدره وظل يهدهد لها لتهدا وهو يردد:
-أنا أسف سامحيني لو جرحتك وضايقتك بكلامى السخيف بس غصب عني انتي حاييتي فيا الامل من جديد خلتيني أحس انى لسه عندي قلب وشعور.
*ظلت تبكي وتتشبث بقميصه وتهمس:
-غيث خليك جنبي أنا محتاجلك أوي.
*حاوط وجهها ونظر اليها وهي مغمضة العينين وهي لاتزال بين ذراعيه:
-انا جنبك ومش هسيبك ابدا عارفه ليه؟
*هزت راسها نافيه.. فقال وهو يقبل عينيها:
-عشان أنا كمان محتاجلك جدا.
*********
*ظلت نهال تجول داخل غرفتها بتوتر شديد وهي تدخن وتنفث دخان سيجارتها بعنف وأسنانها تكز فوق شفتيها حتى أدمتهم لتتوقف فجاة
وتقل بغل:
-لازم تتصرفي بسرعة قبل ما الجاهل الحقير ده مايكشف كل حاجه بغبائه وتخسري غيث نهائى.
*جلست وبغضب قضمت اظافرها وساقيها تهتز بلا توقف وهى تردد:
-فكرى يانهال فكرى مش وقت توتر انتي محتاجه دلوقتي ذكائك مش خوفك هيحصل ايه اكتر من أن غيث طلقك انتي خلاص خسرتي لازم دلوقتى تفكري ازاي ترجعي غيث ليكي تاني.... فكري.
*ظلت هكذا تدور وتجول وتحدث نفسها حتي خطر علي بالها أحدي افكارها الشيطانية فقالت وهي تبتسم وتدعم فكرتها الشيطانية التي ترتبها بمخيلتها المريضة:
-كاميليا زيدان نهايتك ونهاية راجح سلطان هتكون على ايدي مش نهال فكري اللي تستسلم وتسيب حقها بسهولة.
*******
*عاد بوقت متأخر من الليل بعد أن قضي معها سهرته التي تمني الاتنتهي
ليستقبله حارس العوامة قائلا بقلق:
-حمدلله ع السلامه ياأستاذ حضرتك كويس.
*أبتسم وقال لحراسه بسخريه مرحه:
-الحمد لله أنا كويس يا أمام زي ماانت شايف.. مالك قلقان عليا كده كاني عيل صغير تايه.
-العفو يا أستاذنا بس أستاذ عاطف هنا من بدري وبيتصل بحضرتك وأنت مش بترد عشان كده قلقنا علي حضرتك.
*أخرج الهاتف من جيب سرواله ليتفاجي بكم الاتصالات الفائته من عاطف وأرقام أخري من بعض الصحفيين المقربين له بالاضافة الي العديد من الرسائل النصية... فقال باستغراب وهو يتفقدها:
-ايه كل المكالمات والرسايل ديه.
*وربت علي كتف الحراس ودلف سريعا الي العوامة ليجد عاطف ينتظره ليقفز صائحاً فيه:
-غيث كنت فين كل ده مكنتش بترد عليا ليه؟
*وضع أغراضه فوق الطاولة وخلع سترته وأبتسم بهدوء وهتف بشرود:
-لا انت وأمام النهارده أوفر على غير العاده هكون فين يعني كنت مع .....
*قاطعه عاطف سريعا دون أن يهتم بما كان يفعل او أين كان وقال بغضب وهو يفتح جهاز "الاي باد" الخاص به ويضعه امامه عيناه قائلا:
-يظهر أنك متعرفش المصيبة اللي انت فيها أنت وكاميليا أتفضل شوف يانجم.
-مصيبة أيه خير يارب؟
*هتف غيث بذهول وهو ينظر الي الجهاز وبنظره سريعة مذهولة تفصح ماجمعه عاطف من اخبار تكاد أن اكون بمثابة فضيحة كبيرة يمكن أن تنهي مشواره الفني بل وايضا اتهام صريح وواضح بعلاقة غير شرعية بينه وبين كاميليا التي بالتاكيد ستنهار عند معرفتها بهذا الامر المشين.....
*أخبار وصور تجمعهم لتؤكد حقيقة مابينهم ضرب فوق جانب رأسه بعنف شديد وهو يزفر وعينيه تتقد بالشرار الناري وصرخ وهو يرمي بالجهاز:
-أيه ده مش ممكن اللي بيحصل مين اللي عمل كده وأزاي... ازاي خدوا الصور ديه وأمتي ومين ورا المصيبة ديه ؟؟؟!!!!
*نفخ عاطف وقال بضيق:
-أكيد راجح سلمان هيكون مين غيره؟أكيد من بعد ماعرف علاقتك مع كاميليا وطلاقهم وهو هيجنن.
*أنفجر هائجا في عاطف هو يمسك بكنزته:
-علاقة ايه اللي مع كاميليا يا عاطف حاسب على كلامك..كاميليا كانت مقهورة معاه وهو حيوان كان بيستغل ضعفها.
*دمدم عاطف بأسف وهو يحاول تهدئتة قليلا حتي يستطيع كلاهما التفكير في هذه الكارثة التي حلت فوق راسهم جميعاً:
-أنا اسف يا غيث أنا عارف كويس اللي بينكم بس أديك شايف في عالم........
استغلوا الصور وكتبوا أنكم علي علاقة مع بعض والفراش بيجمعكم يعني كلام واضح...يبقي مين غير راجح.
*فرك ذقنه بحيرة وهو يضرب الحائط بعنف وهز راسه نافياُ:
-لا مش راجح.......راجح اجبن من انه يعمل كده وهو عارف كويس اني ممكن أاذيه وادمره بسيديهات اللي معايا...مستحيل يكون راجح ده حد تاني عارف كل تحركاتي رتب من زمان الصور ديه من أكتر من شهرين حتي قبل ما كاميليا تطلب مني اساعدها.
*قال وهو ينفخ بضيق شديد والتفكير ياكل لحم راسه:
-بس هعرف مين ورحمة أبني وأبويا لعرف مين.....
*ليصمت فجأه عن الحديث فقط أنفاس ملتهبة تخرج منه كقنينة شراب على وشك الانفجار...من خلفه تسائل عاطف بشك:
-غيث سكوتك ده معناه أنك شاكك فى حد.
-أيوه شاكك ولو اللي فى دماغي يبقي هطربق الدنيا فوق رأسها.
*هدر من بين أسنانه المصطكة بغيظ وهو يقبض كفاه,,,ضاقت عينان عاطف بتفكير وهمس:
-رأسها تقصد مين!!! ..تقصد نهال معقول يا غيث...نهال ممكن تعمل كده فيك وهى عارفه كويس أن الموضوع ده ممكن يدمرك ويدمر مسيرتك.
*ابتعد ليقف أمام النافذه وهسيس أنفاسه الغاضبة يلاحقه وهمس بنبرة واثقة:
-تعمل وممكن أكتر من كده لوتقدر أنت متعرفش نهال قد أيه أنسانه حقودة وغلوية كل اللي يهمها نفسها وبس... أفتكرت أني ممكن أكون ظلمتها وعشان خاطر خالى رجعت ليها بعد موت أبننا اللي كانت هي السبب فيه قولت يمكن الاقيها ندمانة ولو ذرة بس كان كل اللي شاغل تفكيرها أني ارجع لها.. اخترعت موضوع الانتحار ده عشان افضل معاها وفضلت بس مش عشان بحبها او خايف عليها لا... علشان كان من الاساس مفيش قلب جوايا يحس ولا يتوجع ولا يحب وكانت بتحاول على أمل أني ارجع تاني ليها
بس بعد الطلاق لاقيت نفسها خسرت واتهانت وده بحد ذاته جننها.
*التفت الي صديقه وقال بتشدد:
_نهال هي نهال يا عاطف بس لازم اتاكد.
_هتعمل ايه؟
*همس عاطف بتسأل... فقال وهو يخرج هاتفه:
_مجدى رضوان هو اللي هيعرف ما أنت عارفه كويس أنه في الامور ديه مفيش حد ينافسه وعنده الناس اللي ممكن تحدد الخبر والموقع ده مين صاحبه ومنين؟
**************
*دموع ألم وحسرة تدمي قلبها الرقيق وصوت باكى مبحوح يخرج منها بضيق وهى تترجي شقيقتها أن تستمع لها ولاتؤلمها بكلمات موجعة تقتلها:
_أيمان بقولك مفيش حاجه من الكلام ده صح أنا وغيث... أيمان انا اختك ازاي تصدقي عليا الكلام ده.
*لتصرخ وتهبط أرضاً فوق ركبتيها منهارة:
_مش عارفه مين اللي نشر الكلام ده لو حد محترم كان كتب اسمه وأعلن عن شخصيته بس ده واضح
انه متسلط علينا.... أيمان أسمعيني لآخر مره هقولك اني مظلومه وكل ده كدب وافتري عليا وعلي.....
_ألووو أيمان..ايمان.
*شقيقتها أقرب مالها لم تصدقها واتهمتها بالتسيب و الانحلال فما بال الآخرين كيف ستواجه الأمر كله
بمفردها وحيده تحارب في أهم ماتملك شرفها....
*ألقت الهاتف بقوة وصرخت وهي تلطم وجهها:
_في ستين داهيه أنا أشرف منكم كلكم...كلكم.
*دق جرس الباب فركضت سريعا لتفتحه وهي تعتقد أنه هو...لقد أختفي من ليلة أمس وهاتفه مغلق وعاطف لم يعطيها جواباً كافياً فقط أكتفي
بكلمة متردده:
_كاميليا الموضوع كبير انتي وغيث متحولين للتحقيق في نقابه المهن التمثيلة وكل أعمالكم اللي
بتتعرض اتوقفت...حتي إدارة المهرجان كمان وقفت عرض الفيلم.
*وتنهد وأكمل قائلا:
_سيبي غيث دلوقتي يفكر ويتصرف وأكيد هيتصل بيكي لما يهدأ.
*وقد مر اليوم الثاني ولم يهاتفها فقط رسالة نصية بسيطة:
_كاميليا أنا آسف علي اللي سببته ليكي بس اوعدك كل حاجه هتصلح قريب أن شاء الله.
*وظلت تبكي وحيدة خائفة لاتحتاج من تلك الدنيا الواسعة الا صدره لتتكي عليه تحتضه وتنام فوقه فقط هذا كل ماتحتاجه:
*فتحت الباب وشهقت قائله بروح ترتد لداخلها ولكن سرعان ماانسحبت روحها من جديد وهي لاتراه يقف أمامها:
_كاميليا أنتي كويسة؟
*أهتزت من شدة البكاء لتفتح الاخري ذراعيها وتحتضنها وهي تربت على ظهرها وتهمس بأسى:
_أهدي يا كاميليا أهدي.
*أغمضت عينيها للحظات وهي تأخذ نفساً عميق قبل أن ترفع كأس عصير الليمون وتحتسي منه بهدوء:
_شكرا ياهند أنك جيتي علشان تبقي جنبي مكنتش متوقعة أنك تيجي بالسرعة ديه.
*جلست هند صديقتها ومديرة أعمالها سابقا قبل أن تترك العمل لديها لسبب تخص حياتها الشخصية وأمسكت بكفها تقل:
_أنا أول ماقريت الاخبار ديه قولت لازم أبقي جنبك مينفعش أسيبك لوحدك أبدا ياكاميليا.
*تنفست بضيق وكل جسدها بأكمله يلتقط شهيقا ويخرج زفيراً...كل عضلاتها الهشة تتحرك مع هذا
النفس المضني:
_ربنا يخليكي ليا ياهند بس أنا عارفه ظروفك وظروف مرض باباكي.
_ولايهمك بابا الحمد لله بخير واخويا ومراته هيعقدوا معاه كام يوم...وأنا بقا هشرف عندك هنا لحد ماطمن عليكي.
*زفرت هند نفساً بطيئاً وهي تهز رأسها قائله بقلق:
_إيمان عرفت اللي حصل معاكي.
*تحركت بجسدها قليلاً للأمام لتضع كأس العصير وتبتسم ساخره وقالت بشدة وصوتها يرتعش:
_عرفت طبعا ومين في مصر والدنيا كلها معرفش.
_مش المفروض تكون جنبك في ظروف زي ديه.
*تسائلت هند وهي تعلم الاجابه مقدماً...مشطت خصلات شعرها الناعمة باناملها لتتركه ينسدل على
جانبي وجهها الشاحب وضمت شفتاها والدموع تنهمر علي خديها:
_المفروض.... بس كل اللي قدرت تقوله أني بقيت منحله ومستهتره وديره علي حل شعري...تخيلي أنها بتدافع عن راجح.
*فتحت هند فمها باتساع قائله:
_ازاي يعني ديه مكنتش طايقاه وكانت اكتر وحده وقفه قدامك بسبب الجوازه دي ...كاميليا تفتكري مين ورا اللي حصل ده ممكن يكون راجح بينتقم منك بسبب الطلاق.
*رفعت كفها النحيل المرتعش الي صدرها الخافق وهي تهمس:
_مش عارفه...أنا مش هفضل قاعده كده مستنيه.. كفايه اني السبب في اللي حصل مع غيث ده راجع
من محنة اقوم انا اوقعه في مصيبة.
*ردت هند بقسوة لم تقصدها:
_أنتي بتكلمي بجد غيث مين اللي عمله حسابه طب والمصيبة اللي انتي فيها وطلاقك وخسارتك كل حاجه بسببه وتقوليلي غيث... هو غيث ده اللي بتكلمي عنه فوقي لنفسك ياكاميليا وخليكي في نفسك وفكري مين اللي عمل كده فيكي وارفعي قضيه عليه اخربي بيته.
*أبتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بالرهبة والخوف يحاوطها ولكن لا..غيث يحبها ومستحيل ان يتركها
عليها أن تعرف كل شئ ومن وراء ذلك الأمر ومن حاكاه لهما بهذا الشكل المهين قبل ان يتورط غيث
في أمر ما يضره ويقضي عليه من جديد:
_هند أنا لازم أروح اتكلم مع راجح واعرف اذا كان هو ورا المصيبه ديه ولا لاء.
*نهضت فجأه وقالت بحزم...لتقف أمامها صديقتها وتمسك ذراعها تحذرها بخوف:
_لا ياكاميليا حقك تاخديه بالقانون انا هعرف أجيب معلومات عن اللي نزل الاخبار ديه واوعدك هخلي اخويا أحمد يرفع عليه قضيه ويبهدله ويبهدل اللي وراه كمان...بس بلاش تروحي عند راجح حتي لو قالك اه أنا هتعملي ايه يعني؟
*تنهدت تنهيدة طويلة وهي تلمس وجهها البارد ببطئ وتتجول باصابعها علي عنقها المختنق وكأنها
تحتضر...وشددت بصوت خافت متحشرج:
_لو هو اللي ورا المصيبة ديه يبقي المرادي هاخد حقي منه بجد....
_كاميليا استني اجي معاكي...كاميليا بلاش جنان.
*لم تستمع لصياح صديقتها سريعا وضعت قدميها في حذائها الأرضي وحملت حقيبتها وركضت الي
راجح سلطان لتعرف أين الحقيقه؟!!!!
***************
**من داخل أحدي افخم كمبوندات المدينة وأمام فيلا 5004 بالتحديد تجمعت سيارات الشرطة
وداخل الفيلا كان هناك الكثير من رجال الشرطة والمباحث الجنائية والمصورين الذين يقومون بالتقاط الصور للجثة الهامدة أرضا والغارقة وسط بركة الدماء...وقد حضر المحقق ودلف الي الداخل ليستقبله أحد الظباط قائلا:
_الجثة للمنتج المعروف راجح سلطان انضرب عليه رصاصتين واحده في الصدر والتانيه في الظهر.
*جلس المحقق القرفصاء أمام الجثة وكشف عن الغطاء ونظر الي جثة راجح وقال بخفوت:
_امتي حصلت الحادثة بالضبط يادكتور.
*اقترب الطبيب الجنائي وهتف قائلا بدقة:
_تقريبا الجريمة حصلت بين الساعة 2 الفجر ل 4 من مسدس عيار 6 ملي.
*هز الوكيل راسه وسحب الغطاء مرة اخري علي وجه راجح ونظر حوله يقل بشك:
_امتي اتبلغ عن الجريمة ومين بلغ.
*أشار الظابط المسئول الي الخادم الذي هرول ناحيته وقال للوكيل:
_الخادم هو اللي بلغ الساعه 8 ونص لما جه الصبح تعالي ياسيد.
_ايوه يابيه.
_أنت اللي بلغت ياعم سيد.
*سأله الوكيل فاأجابه الرجل بخوف:
_ايوه يابيه انا...لما جيت الصبح ودخلت لاقيت البيه مرمي في الحته ديه وغرقان في دمه.
*اوما الوكيل برأسه وظل ينظر حوله في المكان الواسع فخم الأثاث والديكورات وسأل دون أن يلتفت اليه:
_مين عايش هنا مع القتيل.
*ٱجاب الخادم بتجلجل:
_كانت الست هانم كاميليا...وأنا وصباح الشغالة والجنايني بس بعد البيه ماطلق الهانم مبقاش في
غيري انا والجنايني بيجي الساعه 8 ونمشي كده ع الساعه 7 ولو البيه عنده حفله ولا عزومه بفضل أنا
لحد ما يقولي امشي.
*ليقل الظابط معلومة واضحه الي الوكيل:
_مرات القتيل كاميليا زيدان الفنانه المعروفة.
*ابتسم الوكيل يهمس بخفوت:
_ايوه عرفتها الممثلة المزة ازاي طلقها الحمار ده حظوظ ياحضرة الظابط.
*ضحك الضابط قائلا:
_عندك حق يافندم بس القتيل متجوز وحده تانيه وعنده منها ولدين وبنتين وواضح ان المكان اللي كان عايش فيه مع كاميليا زيدان وبعد الطلاق بقي
المكان الخاص لسهراته الحمرا ظهر من المعاينة ومن بقايا ليلة حمرا.
_امممم يعني تقصد أن البت اللي كانت معاه ورا الجريمة....في كاميرات هنا.
*أوما الضابط براسه وأشار الي أحدي الكاميرات المعلقة بالبهو:
_في يافندم بس تقريبا الكاميرات اتعطلت من اول الليل....بس في حاجه مهمة لازم حضرتك تعرفها وشوفتها في التسجيل بتاع امبارح.
*ضيق الوكيل عيناه وقال بتسائل:
_ايه اللي شوفته.
_اتفضل حضرتك شوف بنفسك.
*وفتح الظابط سي دي التسجيلات ليظهر في الساعة 4 مساءا بنفس ليلة الجريمة كاميليا زيدان وهي تصرخ علي راجح سلطان ووسط صراخها كان
هناك تهديد واضح منها بقتله:
*ظل الوكيل يحدق بالتسجيل برهة من الوقت ليقل بعدها الي الظابط المسئول:
_تطلعلي امر حالا بالقبض علي كاميليا زيدان في اتهامها بقتل راجح سلطان طلقيها سابقاً.
_امرك يافندم.

يتبع

سيناريو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن