النّوتة السَّادسة عشر؛ مِن خلالِك.

435 44 39
                                    



لَطالما شَعرَ بأنّ أنغَام الأوْتار تَتراقصُ على سُطوح قلبه بِحذاء تَزلُّج..
- ڤيُوليت


تحرّكت نسماتُ الهواءِ بتناغمٍ عظيمٍ في تلكَ الأمسيَة، كَما لو أنّها لم تتمكّن من التّوقف عنِ الرّقص حَتَّى بعد أن أنهى جُونغكُوك معزوفتَه.. و الزّهور المتناثرةُ عند مدخلِ المنزلِ راقبت تأمّلات الشّابين لبعضهما البعضِ.. لم يكُن بالنّسبة للعازفِ تأمّلاً فحسب، بل دراسةً لملامح جِيمِين.. مدى توسُّع حدقتيه، ميلان شفتيه، كم مَرّةٍ يرمش في الدّقيقة؟

كلّها عواملٌ يمكنها إخبارُ الكثير عن وقعِ أفعال جُونغكُوك اليوم، تفاصيل يهتمّ العازف برؤيتها.. لكن ما بالُ لمعة العينين تلكَ؟ بل.. كانت أكثر من لَمعة، إنّها بريقٌ.. دموعٌ "هل ألحَاني مريضةٌ لهذا الحدّ لتبكيك؟"

لازال جِيمِين على نافذتهِ، و يحادثه العازف من الأسفل مُتنعِّمًا بمنظرٍ بهيّ للمصمّم بينما يحني رأسه بمحاولة لٱخفاء دموعه.. هزّ المُعتلي عن الأرضِ رأسه بالنّفيِ، و كان جُونغكُوك يفهم ما يعني أن تكونَ غير قادرٍ على الكلام.. "قلتَ أنّك تحبُّ الٱنعزال.. لو شئتَ سأغادر جِيمِين"

في تلك اللّحظات شرد جُونغكُوك بكمِّ المشاعر الَّتي سبّبها الحريقُ له، كما لو كانت حريقًا بقلبه.. أو أنّ تلك الأقمشة المجتمعة بكبّة من الخيوط طفلٌ من أطفاله.. لكنّه بكُلِّ حالٍ لن يعطي نفسه الحقّ بالتّقليل من ألم الآخر.. من يعلم؟ رُبَّمَا ليس الحريق وحده ما سبّب له تلك الحالة، رُبَّمَا كان نتيجة التّراكمات..

همَّ العازف بالمُغادرة بعد إذْ أنّه لم يجد ردًّا و كانت أنفاس جِيمِين هي الوحيدة في المَكان، لكن قبل أن يخطو الخطوتين استمع لنبرته المهزوزة تعترضه.. "لا.. لَا تذهب"

فرح الكمانُ عِندَما عاد نحو مَوقعه، و انتظر جُونغكُوك أمام البابِ عِندَما لاحظ مغادرة جِيمِين للنّافذة، لقد تأخّر قليلاً عن الوقت المطلوبِ للنّزول من الطّابق الثّاني و فتح الباب، فتكهّن العازف بأنّ الآخر يغسل وجهه كي لا يُبدي من دموعه شَيئًا، و سلسلة الأفكار تلك ساعدتهُ على الانتظار حَتَّى استقبله جِيمِين و ولجَ كلاهما للدّاخل..

"أنا ممتنٌّ لوقوفك معي، أكثر ممّا تعتقد.." جلس كلاهما متقابلين بغرفةٍ يسكنها ضوءٌ طفيفٌ من القمر و المصباح الضّعيف في إحدى الزّوايا.. رُبَّمَا كان يحاول جِيمِين بها أن يُواري تعب وجهه.. "لن أردّ عليكَ بشأن هذا جِيمِين.. أخبرني هَل أكلت؟"

بدا جُونغكُوك متمسّكًا بكمانه كثيرًا عِندَما لم يضعه جانبًا و أبقاه في حجره.. كجِيمين العازف و نايِهِ في زمنٍ قد ولَّى "لا.. رأسي لازالَ ثقيلاً مذ أنّني شربت الكثيرَ حَقًّا- لحظَة.. هل أنت من دفعَ حسابي؟"

LIMBO  JIKOOK|| اللِّيمبُوWhere stories live. Discover now