مرت ثلاثة أشهر منذ مجيئي ، لم تعد أحاديثنا انا و دابي قليلة، إنها تزداد طولا وعمقا كل يوم ، و لن أكذب. اعتقد انني بدأت أعجب به و قد اتجاوز الامر و أقول انني بدأت... ربما الامر مبكر. كلامه عن كرهه للأبطال و كرهه للهرم الذي فرض على الناس ، و إيمانه ان معظم الأُسر ليست سوى " دمى مسارح " و قد نتحدث احيانا عن بعض الافلام او بعض الأغاني ، أستطيع رؤية الانبهار في عينيه عند تدقيقي في تفاصيل احد الافلام أو حفظي لتواريخ بعض الفرق المشهورة ، و قد فرحت فرحا شديد عند معرفتي انه محب لفرقة the rolling stones و انه قد حاول مرارا حفظ اغانيهم كاملة لكن إنتهى به الامر في يأس من نطقه "المؤلم للأذن" للغة الانجليزية. غريب كيف يمكن قلب موقف كامل بسبب حوارات بسيطة. في إحدى السهرات و بينما وصلت اطراف الحديث بالمجموعة إلى يوم تحطم خطة إختطاف باغوكو و سبب فشل تلك الخطة. البعض قال سوء التنظيم و الآخر التسرع. و لكن الفكرة التي دارت برأسي هي" لفت الانتباه" ، لا يمكن ان تستهدف شخصية معروفة أو عملية كبيرة دون توقع مطاردات قاتلة و خطيرة. و أن افضل طريقة في نظري هي الإغتيال بصمت دون ترك أثر و إظهار ان اسباب الموت طبيعية. أخبرتهم بالفكرة و قد بدت لهم مثيرةللاهتمام و قد فرحت بهذا بل طرحت عليهم القيام بتفجير إحدى وكالات الأبطال و في هذه اللحظة نظروا إلي جميعا، "هذا الفم يتفوه بأشياء جميلة اليوم !" قال كومبرس ، بدأ شيغاراكي في تحليل الفكرة التي بدت له قابلة للتنفيذ أما دابي فنظر إلي بطريقة مختلفة عما سبق. في السابق كانت نظرات إحتقار أو شك. لكن هذه المرة كانت مختلفة. لم اعرف معناها بالتحديد لكنها أسعدتني، يا لي من مراهقة غبية... لا أصدق انني إحمررت في تلك اللحظة، لكني قلت ان ذلك بسبب الشراب. قالت توغا ان الامر سيكون قابلا للتنفيذ في أسرع وقت و هي تضرب ظهر دابي. " أرى اننا تعلمنا اهمية التخطيط بروية ، يجب ان نرى الامر من كل زواياه ، قد أُحرق المكان لكن يجب معرفة كيفية الدخول و الخروج و أفضل مكان لإحداث أكبر ضرر و أكبر عدد من الضحايا..." قال دابي و هو يبعد يد توغا. "إذا توغا ... يجب ان تتنكري بهية شخص راغب في الدخول لمقابلة عمل و التجول في أنحاء المكان. وأنت يا كومبرس ستقلص هذا الأرعن ... أو ربما يجب فتح بوابة ليدخل منها في المكان الذي تحدده توغا..... " بقوا أكثر من ساعتين على هذا الحال. كنت سعيدة لإثبات اني أمتلك دماغا قادرا على إخراج أفكار جيدة. حاولت مساعدتهم في خطتهم و انا أكاد أطير حماسا و فرحا ، لكن أعماق نفسي... لم أشعر بشيئ سوى العار من مشاركتي في إيذاء هؤلاء المساكين الذي سيكونون سيئي الحظ كفاية للتعرض للحرق على قيد الحياة. لم أستطع إبقاء الامر لنفسي و لم أرد إفساد مزاج توغا التي كانت متحمسة للفكرة ، لذا أسررت بالأمر لدابي الذي قال ببرود تحول ببطأ إلى هيجان أخافني " هل فكروا فيك؟ هل حاولوا إنقاذك من ذلك الحطام ؟ كيف يمكنكي التفكير بمثل هذه الأفكار الحمقاء. هل تشفقين على من لا يهتمون لموتك أو حياتك. لم يعد لك وجود بالنسبة لهم منذ ثلاثة أشهر. لا احد بحث عنك او حتى عن جثتك المتعفنة ليوفر لك دفنا لائق و الأن تشفقين عليهم... انت من يستحق الشفقة على هذا الحال. بهذه العقلية المريضة لن يكتب لكي العيش طويلا أيتها البلهاء التافهة" قال هذا مرفقا بعض الهزات لكتفي بطريقة آلمتني قليلا. ثم قال ببرود مرعب و بنظراته التي أقسم انها كانت تقرأ ما في روحي المهزوزة " لا أحد يستحق شفقتك... لا أحد يحتاجها. " رغم خوفي منه تلك اللحظة، إلا انه كان محق قليلا. من الافضل الإحتفال بالإنجاز "القذر" الذي قمت به .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
