اصبحت زيارات إيرينا معتادة فبعد كل شيئ من واجبي تقديم الدعم لها . كان قلبي يتحطم في كل مرة اراها تبكي بسبب جراحها، لا تستحق اي امرأة هذه الحياة الكئيبة. كنتُ امضي ما تبقى من الوقت معها في التدخين و الحديث عن امور أخرى... أي شيئ عدا مصدر هذه الكدمات.
في أحد الايام اتت إلي و هي سعيدة لتخبرني انها أخيرا قُبلت في احدى الوكالات للعرض في احدى مجلات الازياء. تعانقنا و نحن نقفز بسعادة و بدأت اعطيها نصائح لضمان امنها في هذه الصناعة التي تستغل المبتدئات مثلها .
"و هل سيتركك ذلك الوغد تقومين بذلك" قلت بقلق أُمسد على يدها
"نعم بالتأكيد... إن كان مزاجه جيدا" قالت بتردد
"لا... لا يجب ان يكون مزاجه هو ما يتحكم في حياتك ، ان لم يترككي تفعلين ما تحبين و ما تسعين إليه فأتركيه "قلت بغضب
جلست إيرينا على الدرج و هي تلعب بالخواتم في يدها بتوتر. ثم نظرت إلي
"هاي؟ لِم تحملين كوب سكر ؟ "قالت إيرينا متعجبة
"لا لشيئ... "اجبت بسرعةقلت بعد صمت طويل
"حسنا... تحدثي معه اليوم بهدوء، حاولي عدم إغاظته. حسنا؟ "
"و ماذا إن لم يرد ؟" قالت بإنفعال
"لقد اعطيتكِ رأيي الصريح, لكن أنت اكبر مني و اكثر حكمة و تعرفين كيفية التعامل معه..."
لكنكي فتاة عاقلة يا كميل، رأيكِ يهمني... كل كل حال..""مرحبا؟! "قاطعنا دابي و هو صاعد الدرج ناظرا إلينا.
"هل هناك أي مشكلة... "قال و هو يرمقها بشك
"ل... لقد كانت تحتاج بعض السكر" قلت و انا أسارع بإعطائها الكوب الذي كنت أحمله (دماغ شغالة مش بتنام )
" سكر ؟هممم...حسنا" قال و هو يدخل المنزل بخطى متثاقلة و قد رمقني بنظرة ادركت معناها جيدا.
"إهتمي بنفسك" همست إيرينا و هي نازلة
"إنتبهي لنفسك." أجبت و انا اغلق الباب بهدوء"حسنا، من صديقتكي قال و هو يحدق في روحي بعيونه الزرقاء
"كانت مصابة... لذا قدمت العلاج اللازم "
"تتكلمين كطبيبة محنكة و انت لم تنهي المدرسة الثانوية يا صغيرتي" قال
"كنت أستطيع المساعدة لهذا ساعدتها. هذا واجبي كإنسان "قلت بثقة
"واجبكي كإنسان ؟! لا تضحكيني... على أي حال متى كنت تنوين إخباري بهذا العمل البطولي" قال و هو يمسك يدي بشدة
"ال... اليوم ، كنت سأخبرك اليوم. أترك يدي يا دابي " قلت و انا احاول سحب يدي
"سأتركها عندما أريد... و منذ متي إفتتحتي مركز العلاج هنا أيتها الأم تريزا (كانت الام تريزا معروفة بتقديم المساعدات للفقراء و المساكين ) "
لم أستطع الاجابة، إذ سمعنا صوت تحطم و صراه في الاسفل... كان الصراخ أعلى من المعتاد. سمعنا صوت صراخ أنثوي ثم حشرجة (صوت من الحلق) عالية لا تنبئ بخير و كاِختتام لهذا الرعب صوت فتح الباب ثم سقوط على الدرج الخارجي.
خرجت و انا ادعو من كل قلبي ان يكون هذا كابوس او على الاقل سوء تفاهم... ربما يكون مجموعة من الشباب قد اوقعو أريكة اثناء محاولة رفعها على الدرج.... يا إلهي يا إلهي لتكن مجرد أريكة يا إلهي
أنت تقرأ
Pink période
Fanfictionمن كان يدري أن افضل العلاقات و أجمل الفترات قد يكون سببها أقذر الناس. الحياة جميلة مع الحثالة لا سيما إن كنت منهم