إستيقظت مبكرا و انا أشعر بالدوار من شدة التوتر... سيتم إختباري اليوم ! فكرت و انا احاول النهوض من السرير. بعد حمام سريع و بينما كنت اجفف شعري المبلل... أتى دابي الذي كان مستيقظا منذ فترة طويلة، إتكئ على الباب و هو يقول " حسنا... هل نمتِ جيدا... "لم أجبه بل بقيت أمشط شعري و انا افكر في أسوء ما قد يحصل فأضاف" لقد امضيتي الليلة في التقلب و الدوران لدرجة انكي ضربتني... أعلم انكي تكادين تنفجرين من توترك لذا هذا ما سأقوله لك... أنت ستنجحين، لقد بذلتي جهدك، أنت فتاة ذكية و اراهن انكِ تعرفين ذلك لكنكِ تواصلين انكار الامر... المهم، هل أكلتي شيئ؟" هززت رأسي بالنفي
"هذا ما توقعته..." قال وهو يرمي منشفة على رأسي، لم أدرك ما كان سيفعله إلى ان بدأ بفرك شعري بقوة و بسرعة لدرجة ان شعري قد تحول إلى كتلة منفوشة و جافة. أمسك بكتفي و قادني إلى المطبخ حيث قدم لي خبزا محمص بالزبدة و قهوة، بقي يحدق في و انا آكل إلى ان قال أخيرا
"لقد رأيت هذا القميص من قبل ؟"
كنت أرتدي قميصا أسود بأكمام طويلة و واسع للغاية،انه قميصه
"إنه قميصك... حتى أشعر انك معي" قلت متظاهرة بالبراءة
"حتى تبقى معي" قال مقلدا صوتي مما أضحكني ذهب إلى عمله بينما انطلقت إلى العيادة حيث كان الطبيب في انتظاري
"لقد حضرت لكي إمتحان صعبا... لنرى قدراتك التي تفتخرين بها "
جلست في مكتبه حيث بدأت بالحل مباشرة و ثقتي تزداد شيئ فشيئ بينما كان الدكتور يرى إجاباتي برضا. إنتهيت بعد ساعة و نصف و عندما قرأ الطبيب ما كتبت صافحني برضى معلنا عن نجاحي في الامتحان الكتابي. بدأ يشرح لي طبيعة الاسبوع التدريبي الذي سأمضيه تحت إشرافه
"مشكلتي الكبرى هي ان معظم المرضى يفضلون أن آتي إليهم شخصيا بينما لا استطيع ترك من هنا... نظرا لكونكي تعرفين هذه المهنة اكثر مما أتوقع و اضافة الى الكويرك الخاص بك سأجعل مهلة التدريب شهرا كاملا أقوم فيه بتعليمك أساسيات الطب. و بعد تأكدي من تعلمك بالشكل المطلوب ستبدئين في الذهاب إلى الزبائن بينما أبقى أنا هنا..." قال لي الطبيب بجدية فاخبرته ان المدة تبدوا قصيرة لتعلم مهنة كالطب فقال
"أنا مدرك لهذا لكن الوقت يداهمني و المرضى يزدادون في الداخل و الخارج لذا سيمتد دوامك اثناء التدرب من السابعة صباحا للحادية عشرة مساءًا و بعد الانتهاء يصبح الدوام أقصر... اعتقد انكي صالحة لهذه المهمة رغم صعوبتها... هل نبدأ غدا؟"
نظرت إليه مذهولة من طول الدوام. يبدو الامر مستحيلا لكنني أحب فعل المستحيل لذا صافحته بلطف و انا أؤكد له انني سأكون مستعدة غدا...بعد خروجي من المشفى إتصلت بفرقة غربان كافكا لإخبارهم ان بإمكانهم المجيئ الليلة لبدأ عملهم و قد أكدوا لي حضورهم و هم يدعونني للرؤية آدائهم... لم أستطع رفض طلبهم لذا قررت ان أذهب اليوم انا و دابي للاحتفال بنجاحي في الامتحان الكتابي.
وافق دابي لكنه شعر بالفزع من طول الدوام الذي سأقضيه كل يوم
ألن يتعبكي الامر ؟ أخشى ان تنهاري مجددا قال بقلق جاد بينما كانت اصوات الفرقة تعلوا. كانت معظم أغانيهم لفرقةthe doors و nirvana التي كان دابي يحبها لذا بقي يصغي باستمتاع
أوه دابي... شكرا على قلك لكنني سأكون بخير. شكرا لاهتمامك بي قلت و انا أقبل خده بينما بقي يشعر بعدم الارتياح لمدة العمل
ستبدئين من الغد؟
أومئت بالإيجاب
و قد أتيتي هنا لتسهري أيتها العبقرية الصغيرة؟ صحيح ان الموسيقى رائعة لكن النوم أهم ... هل ستشربين ؟ قال و هو يمد لي كأس بيرة فإمتنعن قائلة انني سأتوقف عن الشرب
تتوقفين... حظا موفقا قال بسخرية و هو يشرب ما في كأسي فقلت له
انت تعلم ان الكحول مضرة فلما لا تحاول التقليل منها؟
كاميل... أنتِ اردتي التوقف و انا احترم هذا لكت لا تحرميني متعتي، حسنا ؟ قال بإنزعاج ثم أضاف تذكرينني بذلك العجوز و ترهاته حول متع الدنيا و ضرورة الابتعاد عنها و هراء الشيتو الخاص به (ديانة الشيتو هي الديانة الاولى لليابانيين مند آلاف السنين). كل هذا التدين و هو يخلق الجحيم لمن حوله. نظرت إليه بأسف ثم إستأذنت للخروج لاستنشاق بعض الهواء البارد.فكرت ان هذه أول مرة يتكلم فيها دابي عن أهله... تذكرت قول الطبيب " كل هؤلاء أتوا من بيئات سيئة حولتهم إلى قتلة و مجرمين " اراهن أن أحد والديه كانا عنيفا مما جعله هكذا. قطع حبل تفكيري شيئ بارد على رقبتي فاستدرت لأجد دابي حاملا قهوة مثلجة و هو يقول قال العجوز أوتشو انه يعلم مسبقا امر ترككي للكحول لذا قرر صنع شيئ لك. إبتسمت بينما بقينا متكئين على الحائط نراقب القمر و هو يخرج من السحب مؤكدا _حسب اعتقادي _
ان الامل غير قابل للاخفاء و انه سيظهر دائما
أنت تقرأ
Pink période
Fanfictionمن كان يدري أن افضل العلاقات و أجمل الفترات قد يكون سببها أقذر الناس. الحياة جميلة مع الحثالة لا سيما إن كنت منهم