الفصل الحادي عشر

4.7K 183 50
                                    

( الفصل الحادي عشر 🥀🥀)

كان يقف امامها بهدوء مغلف بالغضب .. نظراته لا تبشر بخير .. بلعت ريقها بصعوبة ثم قالت بثبات جاهدت كثيرآ لإتقانه:
_ في ايه
كان غيث يتأمل ملامحها بهدوء.. لأول مرة  يتمعن  ملامحها ... يشعر وكأنه يراها لأول مرة ولا يعلم تفسيرآ لشعور الذى شعره في ذلك الوقت ، أخرجه من شروده بها صوت والدته التى تقدمت باتجاههم وقالت بقلق :
_ في ايه يا ابني
بقيت أنظاره على أية وهو يقول :
_ مفيش حاجة يا أمي بس كنت بسأل  أية رايحة على فين
كانت دقات قلبها تدق كالطبول .. لوهلة شعرت ان قلبها سيخرج من جسدها من نظراته .. وخصوصآ بعدما نطق اسمها
_ هتروح فين يعني يا غيث على شغلها يا ابني
ابتسم غيث باستخفاف وقال:
_ شغلها ... ومين أداها الازن علشان تروح الشغل

كان ليث صامتآ منذ بداية حديثهم .. يراقب تصرفات ابنه التى ان دلت فتدل على شيئآ واحد ألا وهو أن الأيام القادمة ستكون صعبة ، نهض عن مقعده وقال :
_ هي استأزنت مني
نظر غيث لوالده وقال :
_ معلش يا والدي .. بس انا مش موافق
_ مش موافق على ايه بزبط
غيث وهو يطالع أية نظرات غير مفهومة :
_ مش موافق انو مراتي تشتغل وأظن دا  من حقي
الصدمة ... هذا ما تشعر به بعد حديثه وخصوصآ عندما قال " مراتي" .. أمسك غيث يدها ثم صعد بها لأعلى وهو يقول :
_بعد أذنكوا عاوز اتكلم مع مراتي على انفراد

كان يمسك يدها وهو يصعد لأعلى تاركآ من خلفه ينظرون لهم ببلاهة ..  اما أية هي حتى الان صامتة لا تستوعب ما يحدث ، فتح غيث باب جناحه ثم دخل واقفل الباب وترك يدها ..وتقدم من الشرفة المغلقة وبدأ ينظر للخارج بهدوء وقال:
_ شغل عند كمال ابو المجد مفيش .. وأعتقد من حقي امنع مراتي انها تشتغل
حسنآ .. هي حتى الان لا تستوعب ولا تعرف ان كان ما حدث امامها حقيقةام خيال ، استدار غيث لها وقال :
_ ايه .. ساكتة ليه
_ انت بتهزر مش كدا
تقدم باتجاهها ووقف امامها وقال :
_ وانتي تعرفي عني حاجة زي دي
_ مهو مش ممكن تبقى بتتكلم جد .. انت الظاهر نسيت احنا اتجوزنا ليه
_ اتجوزنا ليه ؟!
_ افندم
_ بصي بقا علشان اوفر وقت عليا وعليكي ... انتي دلوقتي مراتي وانا جوزك يعني من دلوقتي  كلمتي هي إلي هتمشي وان كنتي فاكرة انو جوازنا مجرد جواز على ورق فأحب أقلك انه للأسف دا مش هيحصل
_ الظاهر كدا انه الصدمة إلتى اتعرضت ليها بفرحك لسى مأثرة عليك .. ومش عارف بتقول ايه
دار حولها ببرود وقال :
_ لأ عارف بقول ايه وعارف اوي .. انتي دلوقتي مراتي ومن حقي انك تسمعي كلامي
صرخت به بقوة وقالت:
_ بطل بقا الكلام الفارغ..... إلي بتقوله دا مش هاممني وكويس اوي انك رجعت علشان ننهي المهزلة دي
_ تقصدي ايه
_ قصدي واضح يا غيث باشا ... انا بقالي فترة منتظرة ساعدتك علشان ننهي الحكاية دي
_ ههههه اي حكاية بزبط
صرخت به بقوة وقالت:
_ كفاية بقا .. انتى هتطلقني وكل واحد يروح لحاله
اقترب منها غيث أكثر ونظر لعينيها  وقال بهدوء مخيف :
_ أنا مش هطلق وانتي مراتي وإلي أقول عليه يتنفد يا أية وشغل مش هتشتغلي ووريني كدا هتعملي إيه
_ لا انت اتجننت رسمي .. انا ان كنت بقيت هنا فدا علشان الناس متقلش حاجة وعلشان خاطر أُنكل ليث ... لكن لحد كدا وكفاية أنا هرجع بيتي وياريت الموضوع دا يتحل بسرعة
استدارت لتغادر ولكنها توقفت عندما شعرت بقبضة من حديد تمسك معصمها بقوة ... شدها غيث بقوة وقال :
_ اسمعي بقا علشان انا زهقت .. خروج من هنا مش هتخرجي وشغل مفيش وطلاق مش هطلق فمن سكات تتهدي وتسمعي الكلام
في تلك اللحظة شعرت أية بانه يهينها وبقوة... يبدوا انه فقد عقله ..  وان لم توقفه عند حده ستخسر الكثير ..  يظن انه يستطيع التحكم بها ويعوض رجولته التى أهينت بها هي ... ولكن هي لن تسمح بهذا أبدآ .. سحبت يدها منه وقالت بعناد عكس شخصيتها الهادئة :
_ مفيش حاجة تجبرني على حاجة مش عايزها .. لا انت ولا غيرك يقدر يتحكم بيا ولحد هنا وكفاية يا ريت يا غيث باشا ورقتي توصلي
انهت حديثها ثم اتجهت لتغادر وعندما امسكت أُكرة الباب لتفتحه شعرت بقوة كبيرة تسحبها ..
سبحها غيث بقوة ثم دفعها لسريره الكبير .. ارتمت اية على السرير بقوة ألامتها ... وما ان فتحت أعينها التى اغلقتهم بسبب دفعه لها حتى وجدته يعتليها وينظر لها بغضب :
_ بقلك ايه متجبرنيش اعمل حاجة اندم عليها .. الكلام يتسمع من غير مناقشة .. ولازم تعرفي حاجة مهمة
طالعته بخوف فقد فاجئها بفعلته
اقترب غيث من أذنها وهمس لها :
_ أنا مش هسيبك وهتفضلي مراتي وجوازنا هيبقى حقيقي .. وانا واثق انك مش هتعترضي على  كدا أو بالأحرى من هتقدري تقاومي لانك بتحبيني

أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن