أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)

الفصل الواحد والعشرون

ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-: (عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّماً، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ).[١]

( الفصل الواحد والعشرون🥀🥀)

بكل هدوء يجلس على المقعد وهو يسمع ابنه الذى يقص له ما حدث .. نظراته تطلق الشرار .. فما فعله ابنه ليس بالهين  .. يشعر ان الماضي يلاحقه اينما يذهب  .. في البداية ما حدث لإبنته التى حمّل نفسه ما حدث لها ، لما فعله بسلمى والان يذكره ابنه حينما فعل هو بسلمى هكذا .. حين قام بضربها ورميها بالشارع ... رغم كل السنوات التى مرت إلا انه لم ينسى أي شيئ فعله بحبيبته .. وها هو ابنه يخطأ خطأه ولكن بصورة أخرى ..
توقف غيث عن قص ما حدث .. لينظر لوالده الصامت منذ البداية فقال بقلق :
_ بابا انت ساكت ليه
ليث بهدوء :
_ عاوزني أقول ايه بعد  الكلام إلي  قلته
_ يعني ايه انت مش هتساعدني علشان ارجع أية
ابتسم بسخرية وقال :
_ هو انت بعد كل الي حصل فاكر انك تقدر ترجعها  بسهولة
غيث بغضب واصرار :
_ هرجعها حتى لو هاخطفها
_ يا راجل  .. قول كلام غير كدا
_ ليث انت بتهزر
_ عاوزاني اعمل ايه يعني يا سلمى بعد كلام ابنك .. انا مش عارف جايب الثقة الي بتتكلم بيها دي منين .. غرورك مصورك انك بكل سهولة هترجعها ولا كأنك عملت حاجة ..
_ بابا انا عارف اني غلطت بس هي ..
_ هي إيه يا ابن المهدي ... عاوزها تعمل ايه يعني لما تشوفك واخد هايدي بايدك  وخارج بيها .. طبيعي تعمل الي عملته ..
_ طيب اعمل ايه دلوقتي انا عاوز مراتي ..
_ قبل موضوع مراتك عملت ايه بهايدي و أخدتها على فين
_ ويهمك أمرها بأيه ..
_ غيث .. شغل الاستعباط مش عليا عملت ايه بالبنت
غيث ببرود :
_ معملتش حاجة عرفتها قيمتها بس
_ وهي فين دلوقتي
_ معرفش
_ له يا راجل .. وعاوزني اصدق .. ايه يا ابن المهدي بقيت بلطجي تخطف وتضرب وتهدد
غيث بغضب :
_ موضوع هايدي بذات محدش يجيبلي سرته .. أنا لو عليا كنت دفنتها .. وتحمد ربنا اني استكفيت بالي عملته .. انا دلوقتي إلي شاغل بالي أية أنا بحبها ومش عاوزها تبعد عني

تنهد ليث بقوة وقال :
_ احنا هنسبها يومين ترتاح .. بعد كدا هنشوف هنعمل ايه
_ انا لسى هستنى يومين
_انت ليه محسسني اني قلت سنتين .. ايه يا خويا مش قادر على بعدها يعني .. بما انها مهمة ليك لدرجادي بتزعلها ليه يا ابن المهدي ..
_ يووو بقا مش هنخلص
_ انت ليك عين تتكلم .. انت تدعي ربك ان اية متقلش لجاد على الي عملته .. لانه جاد لو عرف انك ضربت بنته   هيسجنك و مش بعيد  يخلعك يا حبيبي وتبقى غيث المهدي المخلوع