أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)

(الفصل السادس)

(الفصل السادس 🥀)

كان يجلس على سريره وهو يستمع لها بإنصات فهي كلما جائت لزيارته تحدثه عن ما حصل معها هي وأولادها ... لم يكن يتخيل بحياته أن تكون علاقته معها بهذا الشكل ... ابتسم عليها وهي تتذمر من غيث ومخطوبته التى لم تحبها إلى الآن.
لن تتغير أبدا... ما زالت من الداخل طفلة مشاكسة من يراها يتفاجى بأنها ام لشابآ سيتزوج عما قريب
_ انتي لازم تتقبليها يا سلمى علشان خاطر ابنك الي بحبها
_ بردوا هتقولي بحبها ... انتو هتشلوني والله
_ هههه خلاص هدي نفسك هو انبهر بجمالها زي ما بتقولي
_ انتي بتاخدني على قد عقلي يا صابر
_ هههههههه غلبت معاكي والله يا سلمى طيب انتي عاوزة ايه دلوقتي
تنهدت بقوة وقالت :
_ عاوزة ابني يرجعلي ... غيث من وقت ما عرف البت دي مبقاش ابني الي اعرفوا يا صابر وانا خايف عليه
_ ابنك راجل يا سلمى وهو عارف بعمل ايه خليه يخوض بالحياة ويتعلم ... حتى لو البنت زي ما بتقولي بتحبوش وبتضحك عليه ... هو لازم يشوف  دا بنفسه .. انتي لو فضلتي تتكلمي على خطيبته بطريقة وحشة انتي كدا هتخسريه
_ طيب اعمل ايه يا صابر
_ انتي مش هتعلمي حاجة ابنك كبير وفاهم وواعي وانا واثق أنو فاهم هايدي وعارف بتفكر ازاي
_ أووووف بقا
_ هههههه والله مجنونة وعمرك ما هتتغيري
_ سيبك بقا من الكلام دا وقلي فكرت بالي قلتلك عليه
_ تاني يا سلمى .
_ تاني وتالت يا صابر ، انتي ليه رافض الفكرة صدقني انا هبقى مبسوطة ومطمنة عليك كدا
_ يا بنتي انا مبسوط هنا وانتي كل فترة بتيجي وبتطمني عليا ملوش لازمة اجي وأعيش معاكي
_انا هبقى مطمنة عليك اكتر ... انا عاوزة اعرف انت رافض  ليه
ابتسم صابر بألم وقال:
_ صدقيني محدش هيتقبلني ولا هيحبني
_ ليه بتقول كدا بس ..
_ بزمتك زوجك هيوافق بعد كل الي حصل
_ وميوافقش ليه يعني ... صدقني يا صابر ليث مش هيعترض بالعكس أنا واثقة انو هيوافق
_ يا بنتي أنا مرتاح هنا ومبسوط ، ولاقي ونس يونسني ... الدار مليانة ناس زي ...وكلنا بنوانس بعض ...دا غير الممرضات الي موصياهم عليا واخدين بالهم مني اوي .. والأكل الي بتجبيه كل يوم ليا ... والحاجات التانية الي بتجبيها معاكي  ليا ولدار ... صدقيني أنا مرتاح ومبسوط بالمكان دا
_  عارف انا بفكر اجوزك واجيبلك شقة تعيش فيها بدال المكان دا
_ ههههههههه أتجوز هههه
نظرت له بتذمر وقالت:
_ انت بتضحك على ايه
توقف صابر عن الضحك وقال:
_ اعمل ايه طيب .. انتي الي بتقولي كلام مش معقول
_ وايه الي مش معقول بكلامي ... عادي يعني رجالة كتيرة بسنك بتتزوج وبتخلف كمان
تنهد صابر وقال :
_ انا بعد مامتك صعب احب أو اشوف حد غيرها
_ لدرجادي بتحبها يا صابر
ابتسم صبر بألم وقال :
_ اول حب واخر حب بحياتي .. عارفة انا امنيتي الوحيدة كانت مماتك بس للاسف لما بقت ليا  مقدرتش احافظ عليها وأسعدها بالعكس أنا كنت وجع بالنسبلها... حتى حياة الي بتربطني بيها راحت وسبتني ...
قالت سلمى بحزن
_ ربنا يرحمهم ويحسن ليهم ... ادعلهم يا صابر دي الحاجة الوحيدة الي نقدر نعملها
_ انا مقدرتش احافظ عليها يا سلمى مقدرتش احميها انا انسان سيئ وبستحقش أعيش
بدأت دموع سلمى بالنزول وقالت بدموع :
_ خلاص بقا يا صابر هو انت لازم تخليني أعيط كل ما اجيلك
مسح صابر دموعه وقال:
_ سامحيني يا بنتي بس قلبي محروق ومش قادر انسى .. بسببي وبسبب انانيتي وطمعي حياة راحت
سلمى وهي تمسح دموعها :
_ دا نصيبها يا صابر ومنقدرش نعمل حاجة .. ادعلها يا صابر ادعلها
_ ربنا يرحمها ويحسن ليها
_ طيب مش هتيجي معاية بقا
ضحك صابر ومسح باقي دموعه وقال:
_  هههه ملكيش حل والله يا سلمى
_ أيوة اضحك يا راجل ..
_  أنا مرتاح ومبسوط والله يا سلمى سبيني على راحتي
تنهدت سلمى بقوة وقالت:
_ خلاص الي يريحك .. أقوم أنا بقا ارجع البيت قبل ما ليث يجي
_ تمام يا بنتي خلي بالك من نفسك ومن ولادك وسلميلي على جوزك
أومأت له برأسها ثم غادرت المكان .. تمدد صابر على سريره بعد رحيلها وشرد بما حدث معه.. وكيف أن سلمى أخرجته من السجن بعدما علمت ما حدث معه وكيف سامحته ووفرت له كل ما يحتاجه ... رغم كل الأذى الذى تعرضت له بسببها إلا أنها لم تتركه وبقيت بجانبه وتأتي دائما لزيارته تلك هي سلمى تمتلك قلبآ من ذهب