الفصل الثاني والعشرون

5.5K 204 54
                                    

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[١]

( الفصل الثاني والعشرون 🥀🥀)

ممددآ على السرير بارهاق وتعب .. ينظر لسقف الغرفة بشرود .. لا يعلم ماذا يفعل .. طوال العشرة الايام الماضية فعل العديد من الأشياء علها تلين قليلآ وتعود له .. منذ اخر حوار بينه وبين والده وهو يحاول ولكن دون فائدة .. يبدوا انها قد تعبت منه ويأست ولم تعد تريد ان تمضي بهذه العلاقة .. اعتدل وجلس على السرير وهو ينظر للغرفة بشرود .. منذ مغادرتها الغرفة وهو لا يتحمل البقاء وحده بها .. منذ رحيلها من البيت وهو يشعر بالضياع .. ليتها تعلم كيف اصبح من بعدها ... ليتها تعلم ماذا فعل به الشوق .. ليتها تعلم انها الحب والراحة التى طالما بحث عنهما ..

منذ عملها معه بالشركة وهو اصبح أسيرها ولكن لم يكن يعلم او بالأحرى  لم يكن يسمع لقلبه .. هي كانت مختلفة عن الباقي .. هي  الفتاة الخجولة والجريئة والجميلة .. ابتسم بحنين وهو يتذكر خجلها وغضبها وهدوئها .. لا يعلم كيف تستطيع ان تجمع كل تلك الصفات بها .. كيف تكون جريئة وخجولة بنفس الوقت .. كيف تكون ضعيفة وقوية في آن واحد ..
تنهد بحرقة ثم استلقى مرة أخرى مغمض عينيه باشتياق .. من كان يصدق ان حاله أصبح هكذا .. اصبح كالمراهقين .. الذين يحاولون لفت انتباه احدى الفتيات ... وهذا حاله .. يفعل المستحيل لكي يجعلها ترضى عنه وتعود له .. أمسك هاتفه الملقى بجانبه واصبح يسجل رسالة صويتة لمعذبة قلبه ..

أما هي .. جالسة على المقعد وهي تتأمل الورود التى بين يديها .. ورودآ ذات رائحة جميلة ومنظر جميل ..
كل صباح .. تستيقظ على باقة من الزهور تجدها أمامها ومعها  بطاقة صغيرة مكتوب ٌ عليها كلمة واحدة وهي " أحبك " لم تتخيل بحياتها ان غيث الذى طالما كان سببآ بألام قلبها سيفعل هكذا لها..
سمعت صوت هاتفها يصدر رنين رسالة .. فابتسمت وفتحته بسرعة فهي تعلم هوية مرسل الرسالة .. وكالعادته في الأيام الأخيرة وجدته مرسل لها رسالة صوتية بصوته .. فتحت الرسالة لتسمعه يقول :
_ النهاردة اليوم ١٥ ... ١٥يوم وانتي بعيدة عني .. ١٥ يوم وانا بتعذب ومش عارف أعيش حياتي .. تعرفي انا متفاجئ من نفسي جدآ ... مكنتش متصور اني بحبك لدرجة دي .. بقيت مفكرش الي بيكي ..
تنهد بقوة ثم تابع بألم :
_ أية أنتي بجد وحشتيني .. أرجوكي أرجعي

انتهت الرسالة وأغلقت الهاتف وهي تتنهد بشوق .. هي تشتاقه حد الجنون .. ولا تعلم نهاية هذا العذاب  .. ما زالت تخشى العودة له .. تخشى أن يعود معها كالسابق .. هي ليست مستعدة لألام أخرى .. لا تريد ان تنصدم مرة أخرى .. لا تريد ان تتحطم فقلبها لن يتحمل أكثر ..

غادرت غرفتها واتجهت حيث تجمع العائلة
_ صباح الخير
أجابتها جدتها التى كانت تجلس على المائدة تنتظر قدوم الجميع لتناول الطعام :
_ صباح النور  .. طمنيني عنك النهاردة يا بنتي  ان شاء الله كويسة

أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن