الفصل الرابع

553 24 4
                                    

*مر الوقت سريعا عليهم ولم يشعر كلا منهما بمرور الساعات وهم يمشيان بين اورقه الشوارع في المدينة التي لا تنام...ظلت ساره تضحك من أعماق قلبها وهي تستمع إلى أحاديث أدهم الممتعة و تتأمله بإعجاب شديد...وهو الآخر كان يستمع إليها وهي تؤشر على الأشياء بفرحه وكأنها أصبحت طفله صغيره بصحبه والدها والغريب بالامر انه هو الاخر يشعر بسعاده ارتياح يسكنه شعور بلذه ومتعة الحياه ....ومع نسمات الصباح العليل وهدوء المكان وقد انبعث من بعيد رائحه البحر الجميلة الممزوجة مع رائحه القهوة والمعجنات الساخنة.
*ضحكت ساره وهي تضم ذراعيها حول صدرها.
_اممم رائحه البحر منعشه...اعتقد يوجد مكان قريب يصنع القهوة الرائحة تفوح.
*ابتسم بكل جاذبيه دغدغت مشاعرها.
_نعم يوجد مقهي صغير قريب من الشاطي يصنع كافه أنواع القهوة مع الفطائر.
*ضحك أدهم يقل بمرح آثار استغرابها.
_اشعر بالجوع وانتي.
أؤمت رأسها وهي تبتسم بحبور شديد.
_وانا ايضا مثلك أشعر بجوع شديد.
*غمز لها وهو يقل بشفه ملتوية حمرا.
_انتظريني هنا سأقوم بعمل طلب.
*تنهدت وهي تراقبه من ضهره وهمست:
_سانتظرك.
*وبعد وقت قصير كانوا يجلسان على مقربه من بعضهم على أحد المقاعد أمام شاطي البحر الهادي سألته وهي مازالت تحدق فيه بإعجاب.
_يبدو أنك تأتي هنا كثيرا.
*مطت شفتيه وهو يشرب القهوة بهدوء.
_نعم أتيت كثيرا الي هنا.
*كانت إجابته مختصره شديده الحدود شعرت بالفضول يأكلها لتهمس بصوت مبحوح.
_كنت تأتي بمفردك أو مع كمال صديقك أو مع حبيبتك..
*ارتفعت زاويه فمه مبتسم بمكر وهو يرفع حاجبيه ثم أجاب بنفس نبرته الباردة كالصقيع.
_كنت أتى دائما مع نادين زوجتي السابقة قبل أن ننفصل.
*هزت رأسها بتوتر تحرك اناملها الناعمه فوق حافه كوب القهوة حتى سمعت صوته الاجش يسالها هو الآخر.
_تعشين في لندن بمفردك ام مع عائلتك.
*همست بحزن وابتسامه حزينه ترتسم فوق شفتيها.
_ليس لدي عائله...كنت أعيش مع زوجي والان بعد وفاه اعيش وحيده.
*بتلك النبرة الهادئة التي تحمل خلفها صدمه لم يكن يتوقعها غمغم.
_مات زوجك انتي ارمله.
*هزت رأسها تهمهم وهي تنظر في عمق عيناه الغامضة.
_نعم انتحر زوجي بعد أن خسر ثروته في البورصة ولعب القمار وأصبحت ارمله وانا في السابعة والعشرين من عمري.
*همهم بأسف وهو يحني راسه وهناك الكثير والكثير من الأسئلة تدور في خلده...شعرت بتشتت أفكاره من ملامحه التي أصبحت جامده كالصخر لتهتف بصوتها الحزين الأقرب إلى الشجن وكأنها كانت تنتظر تلك اللحظة لتبوح عن ماضيها القاسي لشخص كل مهمتها الإيقاع به.
_كنت اسعد الفتيات اعيش في امان وراحه حتى توفي ابي وانا في الثامنة عشر من عمري وتزوجت امي من صديق ابي.
*رفع رأسه يرمقها بدهشه لتكمل وهي مازالت تنظر إليه وعيناها تلمع بالدموع.
_وبعدها تركت دراستي الجامعية لعمل نادله في إحد النوادي الليلة التي يعمل بها زوج امي مدير وهناك تعرفت على فريد... فريد أبو المجد.
*غمغم بصدمه لا يتوقعها.
_فريد ابو المجد ...كان زوجك.
*ساد صمت مرعب في المكان بعد أن انطلقت جملته ولم يتحرك تعبير وجهه الأ من انقباض عضله صغيره بجانب فكه لم يدري ما الذي أصابه بعد ما سمع اسم فريد أبو المجد ونادله في إحدى النوادي الليلة في الثامنة عشر من عمرها فتاه بعمر الزهور...جميله وناعمه تعمل نادله وسط بؤره من السكر والانحطاط الأخلاقي زم شفتيه بقسوة لا يريد أن يستمع ولكنه تفاجي بها تكمل وهي شارده تنظر للبحر وكأنها استشعرت أفكاره ودموعها تنساب فوق وجهها.
_نعم ما تفكر به صحيح...حاول فريد أن يمتلكني مثل أي فتاه يعجب بها وذلك بمساعدة السيد عاطف زوج امي ولكني رفضت بشده وكنت احافظ على ماتبقى لي من كرامه وشرف ولكن شخص مثل فريد أبو المجد لا يستسلم بسهوله لفتاه مثلي حاول بشتى الطرق أن يمتلكني ولكن لا مفر من الامتلاك أدهم في ظل حياه قاسيه مع زوج ام حقير يحاول استغلالي في أعماله القذرة وأم فقط تعيش لتحقيق رغبات زوجها الحقير ولا تهتم لأمري.
فكان الحل الأمثل بالنسبة لي هو شرط الزوج من فريد حتى يمتلكني وبالطبع وافق وتزوجني ودفع ثمني إلى أمي وزوجها....وعشت معه أسوأ سنين حياتي ست سنوات من الذل والمهانة والخيانة بأبشع صورها.
*زمت شفتيها وهي تقل من بين أسنانها بغل وقهر ينبعث من داخل اعماقها.
_حتى أنهى حياته فوق طاوله القمار بعد أن خسر كل ما يملك وذهب إلى الجحيم.
*اخذ نفسا عميقا والنيران تشتعل داخل جنبات صدره لا يعرف ما أصابه من قهر يؤلمه...فهي فتاه لا تعني له شيء لماذا إصابته تلك الرغبه بالانتقام من امها و زوجها تاجروا بفتاة ضعيفة مثلها.
_ساره انا اسف لأنني جعلتك تتذكرين تلك السنوات القاسية.
*ظهرت ابتسامه حزينه على شفتيها وهي تجفف دموعها وتستعيد قوتها.
_لا عليك أدهم لن أنسى حتى اتذكر...انا التي يجب أن تعتذر لك عن حديثي الدرامي السخيف ولكن لا أعرف لماذا تكلمت معك عن حياتي السابقة.
*ربت على كفها الصغير البارد بيده الكبيرة الدافئة يحتويها.
_لا عليكي كل منا في حياته ماضي يعكر عليه صفو حياته.
*ارتبكت وتشوش عقلها وقالت بخفوت.
_انت ايضا لديك ماضي قاسي...اعتقد رجل كامل مثلك لا يملك الا ماضي وحاضر مشرق.
*ضحك بسخرية وهو يقف أمامها منتصب الجسد مبهم الملامح.
_لا تنخدعي بالمظاهر ساره لا يوجد إنسان على وجه الأرض مكتمل الكامل...الكامل لله عز وجل هيا بينا لقد غلبني النعاس وأعتقد انتي أيضا.
*وقفت أمامه تنظر له بإعجاب شديد هذا الرجل الجاد الملامح الوسيم الوجه يبدو من الخارج قاسي بارد عنيف ولكنه عكس ذلك تماما فهو يملك قلب ناصع لا يعرف الخداع برغم انه كصندوق مغلق من الأسرار.
**********................**********
*دخلت نادين بخيلاء وكعب حذائها العالي يدق البلاط المصقول فيصدر صوت رنان...التفت إليها جميع العاملين بالمؤسسة الصحفية الكبيرة والتي يديرها أدهم علوان بيد من حديد فتجمع حولها بعض المعجبين بفنها لتحيتها والتقاط بعد الصور وبعد تلك الضجة الإعلامية الكبيره التي افتعلتها نادين بكل غرور وتكبر أكملت طريقها إلى مكتب مهيتاب عز مساعده أدهم.
*كانت تجلس على كرسي مكتبها واضعه ساق فوق الأخرى بأناقة وبغرور لا يقل عن غرور نادين علوي....
* كانت تعمل مهيتاب عندما لامحت سيقان طويل تقف أمامها رفعت رأسها ببط تبتسم.
_سيده نادين اهلا وسهلا تفضلي.
*نظرت لها نادين باشمئزاز تهتف.
_اسمعيني لما أتى إلى هنا لجلس بجانبك واتحدث معك انا هنا لأنذرك مهيتاب ابتعدي عن زوجي.
*ضحكت مهيتاب بصوت عالي يملأه السخرية وهي تلف خصلات شعرها حول أصبعها.
_نعم...يبدو أنني أساءت السمع زوجك.
*انحنت نادين بجسدها تستند بذراعيها فوق مكتب مهيتاب والشرار يتطاير من عينيها.
_سمعتي جيدا عزيزتي...زوجي والد أطفالي انا وادهم قريبا سنكون معا لذلك أنصحك بالابتعاد عنه وترك أفعالك الوحقه للوقوع به والا ستندمين مهيتاب لأنك ببساطه لا تعرفي من هي نادين فهمي.
*وقفت مهيتاب مقابلها وهي تصرخ بغضب.
_انا لا اتهدد يا نادين هانم...مهيتاب عز لا يجرا احد على تهددها ابدا حتى إذا كانت نادين علوي المسكينة يبدو أنك في غفله من أمرك السيد أدهم لا يتذكرك اساسا حتى يعود لكي مره اخري...
*رفعت نادين كفها بغل بوجه مهيتاب لتصفعها بكل قوتها وهي تصرخ.
_اخرسي يا حقيره يا واطيه.
*ولكن مهيتاب تفادت الصفعة قائله بغضب أقوى.
_اسمعي يا نادين علوي يا فنانة...كل قذراتك وفضائحك مع منتجين افلامك عندي احتفظ بها لجمهورك الكبيرالذي يريد أن يرى نجمته المفضلة في وضع حميمي فلا تستفزيني.
*صاحت نادين من بين اسنانها بقسوة.
_انتي حقيره ويمكن أن ادمرك أشد تدمير لا تلعبي معي يا جميله انا ايضا لدى الكثير من الفضائح التي تخص السيدة المثيرة بدأيه من رائد عابد حتى عبد الحميد عثمان وغيرهم فلا تلعبي معي لعبه الاخلاق والفضيلة.
*تراجعت مهيتاب للخلف وشعرت بالقلق من أين تعرف هذه المرأة الشيطانة كل علاقتها مع هؤلاء الرجال والخوف أن تعرف علاقتها مع.......
*قطعت نادين أفكارها وهي تجلس بالمقعد أمام مكتبها تشعل سيجارتها قائله.
_اريد فنجان من القهوة واجلسي أمامي عزيزتي لا نتفاهم بود كسيدات مجتمع متحضرات.
*جلست مهيتاب وقد شحب وجهها وتحاول إلى الاصفرار تغمغم.
_ماذا تريدين مني تكلمي.
*ظلت تحدق نادين فيها بصمت هائج لتقل بعدها بصلف.
_ادهم فقط...اريد ان تبتعدي عنه.
*ارتفعت زاويتي شفتيها قليلا وقالت بصوت عميق ناقوسي ذو بحه غاضبه.
_اسمعيني جيدا سيده نادين...لن أنكر محاولاتي الكثيره في التقرب من السيد أدهم ولكني فشلت السيد أدهم يبني بينه وبين اي فتاه أو سيده جدار عالي من الفولاذ كنت أتمنى الان ان اتحداكي واقف أمامك قائله لن ابتعد ولكن للأسف علاقتي بسيد أدهم لا تتعدى علاقه مدير بمساعدته الشخصية فقط.
*سالتها نادين بغيظ وهي تعض شفتيها.
_هل هناك أخرى في حياته...ثريا علوان أكدت لي بأنه سيتزوج قريبا.
*ضمت مهيتاب شفتيها تقل
_لا أعلم ربما يكون هناك أخرى ولكن لا أعرف السيد أدهم كما تعرفي لا يبوح بأسراره الشخصية ابدا...اسالي السيد كمال.
*هزت نادين رأسها وهي تبتسم.
_انتي محقه كمال يعرف كل شيء عن أدهم بالتأكيد يعرف اذا كانت هناك أخرى ام لا.
*هزت مهيتاب اكتافها تهمس.
_إذا جوابك ليس عندي مدام نادين.
*وقفت نادين ترفع رأسها بنفس الغرور.
_برغم من ذلك دورك لن ينتهي عزيزتي أريدك أن تكوني عيوني على أدهم وعلى كل تحركاته.
*ارتسمت السخرية القاسية على وجه مهيتاب تغمغم بضحكه عالية.
_والمقابل انا لا اعمل لله و الوطن يا فنانة.
*صاحت نادين بنفور.
_لا تقلقي على حقك سنتفق بالتأكيد.
*أؤمت مهيتاب برأسها تقل.
_تمام نتفق....
*********...............*********
*صاحت مهيتاب باستعلاء وتهديد مقصود.
_ساره اريد الفيديو بعد غدا لا أريد منك اي مبررات تافهة أمامك يوم واحد تصرفي.
*هتفت ساره بتوتر وهي تنتفض من الخوف.
_اقسم لكي بأنني حولت ولكنه صعب... رجل يصعب الوصول إليه مهيتاب.
_سيده مهيتاب لا تتعدى حدودك معي وضعي براسك شيء مهم حياتك مرتبطه  بتلك الفيديو والا سادمرك ساره.
*ابتلعت ساره ريقها الجاف تقل بصوت أقرب إلى البكاء.
_الرجل صعب حولت معه ولكنه دائما يتشاجر معي أشعر بأنه لا يطيق وجودي صدقيني.
*زفرت مهيتاب أنفاسها تصرخ بغضب.
_باولو لم يعلمك طريقه اللعبة ام انتي تجيدين تمثيل الشرف والعفة....حاولي معه بشتى الطرق المهم الفيديو والا لا تلومين الا حالك.
*أغلقت مهيتاب الهاتف بوجه ساره التي صرخت بالبكاء ترمي بالهاتف.
_ماذا أفعل انا...ماذا أفعل الرجل لا يستحق.
*هتفت بغضب وهي تقرص ذراعها النحيف.
_استيقظي ساره من اوهامك وكفى احلام غبيه باولو وتلك المغرورة لن يسمحوا لكي وهو أيضا يبدو أنه مازال يحب زوجته...ماذا أفعل انا.
********................... *******
*نظر كمال باستغراب إلى أدهم الذي يلتفت حوله بتوتر.
_ماذا بك يا صديقي هل تنتظر احد؟
*همس أدهم بتوتر وهو يحاول تهدئة نفسه.
_لا انتظر احد..... ماذا انا بخير.
*ضحك كمال وهو يشرب البير المثلج أمامه.
_بخير لا أظن انت تلفت حولك من وقت لآخر ماذا تخفي عني تكلم يا رجل.
*تأفف أدهم معترض وهو يرمق كمال غاضبا.
_كمال...قولت لك أنني بخير لا تزعجني بإلحاحك.
*قال كمال بوجه مبتسم.
_بالمناسبة انا دعوت ساره لتناول الغدا معانا ارجوك كف عن ازعاج الفتاه بأسلوبك الجاف الفتاه رقيقه كن لطيفا معاها لأجلي.
*ابتلع آدهم ريقه يقل بصلابه.
_دعوت ساره لتناول الطعام معانا الان.
*أومأ كمال براسه.
_نعم في الحقيقه الفتاه جميله وانا معجب بها جدا ارجوك لا تضيع مني فرصه التقرب منها وابتسم في وجهها.
*همهم بضيق وهو يجز أسنانه.
_معجب بها! وهي تبادلك هذا الإعجاب ياتري.
*مط كمال شفتيه منزعج يهتف.
_لا أعرف ولكن سأحاول معاها ربما ينجح الأمر تخيل انها ارمله توفي زوجها من فتره لأسباب لا أعرفها حولت أن أعرف أكثر عن حياتها ولكنها اكتفت بتلك الكلمات البسيطة.
*لاحت الابتسامة على شفتيه وشرد قليلا فيها فهي تحدثت معه بكل صراحه ولم تخفي عنه شيء عن حياتها السابقة ...سأله كمال بدهشه.
_لماذا تبتسم؟
*هز أدهم راسه يهمس.
_تذكرت شيء اضحكني لا تهتم.
*صاح كمال بفرحه.
_ارجوك ابقى على تلك الابتسامة أمام ساره ولا تزعجها بكلماتك تمام يا صديقي.
*أومأ أدهم براسه وهو مازال يبتسم بجاذبيه ليرمقها تأتي من بعيد وتبادله نفس الابتسامة بسعادة.
*همهمت بصوتها الناعم وهي تنظر له.
_مرحبا...اسفه على التأخير
*وقف كمال يستقبلها بفرحه بعد أن قبل يدها أمام عينان حاده منزعجه...بينما اكتفي أدهم بهزه من راسه وهو يقل بصوت يبدو عليه الانزعاج
_اهلا ساره تفضلي.
*جلست بجانب كمال بعد أن أزاح المعقد لها يقل.
_لا داعي للأسف كنا ننتظرك تفضلي.
*بدأوا في تناول طعام الغداء وكل منهم يرمق الآخر بنظرات مختلسه هو ملتزم الصمت ولم ينبس بكلمه فقط كان يكتفي بالنظر إلى وجهها الجميل من وقت لآخر وضربات قلبه في تزايد مستمر أما هي فكانت مضطرة لتبادل الحديث مع كمال برقه شديده وخجل وعيناها لا تتزحزح عنه.
*ووسط الطعام قال كمال بمرح وهو ينظر لكل منهما.
_غدا ستكون هناك رحله بحريه إلى إحدى الجزر ما رائيك ساره أن تأتي معانا وانت أدهم أيضا وارجوك لا تعتذر اعرفك تعشق الرحلات البحرية.
*ظل كل منهم صامت ينتظر رد الآخر... نطق اخيرا بصوت خالي من أي تعبير.
_سآتي كمال لا تقلق لن اعتذر.
*لتقل هي الأخرى مبتسمه برقه وكأنها كانت تنظر موافقته.
_وانا ايضا سآتي برغم أنني اخاف من البحر كثيرا ولكن لا مانع لدي من التجربة.
*صاح كمال بمرح.
_عظيم اتفقنا اخيرا.
*دق هاتف أدهم بإلحاح لينظر إلى هاتفه بعينان ضيقه قائلا.
_عن اذنكم سأجيب ع الهاتف.
*قال كمال بتذمر واضح.
_اوووف بالتأكيد هذه المكالمة من مهيتاب فهي لا تكف عن ملاحقتك.
*قام أدهم بضيق وهو يرمقها بطرف عيناه وقد لاحظ  تهجم وجهها وتغير ملامحها عند سماع اسم مهيتاب.
_كمال لا تبدأ...إنها نادين بالتأكيد هناك مشكله مع امي.
*ابتعد أدهم عنهم بالهاتف يتحدث...تحت نظرات ساره الغاضبة لتنحنح قائله.
_كمال...من مهيتاب اقصد ماذا تعني لسيد أدهم.
_مهيتاب مساعده أدهم بالجريدة سيده مغرورة انا لا أحبها ولكن أدهم متمسك بها وبشده لا أعرف لماذا.
*شعرت بالهواء ينفذ من بينهما اغمضت عيونها وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها الضائعة من شده التوتر.
_تقصد انهم على علاقه.
*قال كمال نافيا.
_لا أعتقد أدهم رجل منعزل عن عالم النساء بعد طلاقه من نادين أصبح يكره جميع النساء في الحقيقه أدهم كان صاحب حظ سيء نادين أيضا امرأه مزعجه لا تهتم الا بحالها حتى أولادها من آدم تركتهم من أجل الشهرة وفضلت الانفصال عن ادهم
وتركته.
*هتفت بخفوت وارتياح وهي مازالت تراقبه من بعيد.
_يالها من غبيه مغفلة.
_نعم نادين انا في رحله استجمام بعد الحادث هل لديكي مانع.
*هكذا كان رد أدهم على سؤال نادين التي قالت بصوتها الناعم.
_لو اعرف كنت أتيت معك انا ايضا احتاج الى عطله من العمل.
*هتف أدهم بنفاذ صبر وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعره.
_نادين انا وانتي منفصلين انتهى الأمر بيننا لا يجمعنا شيء.
*صاحت غاضبه.
_يجمعنا أدهم...اطفالنا أحمد ولارا أدهم ارجوك اعطيني فرصه ولو صغيره انا احبك.
*هتف بغضب وقد استفذت كل طاقته في التحمل.
_نادين كفى...الحياه بيننا أصبحت مستحيلة انتي اختارتي طريقك من سنوات والأمر انتهى انسى أمر الحب وهذه الكلمات الغبيه.
*قالت بسخرية وهي تبتسم.
_إذا الكلام صحيح هناك أخرى في حياتك وستتزوجها قريبا.
*التفت أدهم ينظر إلى ساره من بعيد ليزداد غضبه وهو يراها تضحك بشده ويبدو أنها انسجمت مع كمال في الحديث.
_نادين سأغلق الان وإذا هناك أمر يخص أحمد ولارا تكلمي مع امي وارجوكي لا تكلميني مره اخري.
*وقبل أن تتكلم كان أدهم يغلق الهاتف بشده متوجه إلى الطاولة وهو يشعر بأنه يحترق من الغيره.
*ألقت نادين بالهاتف تصرخ بغل وغيظ شديد.
_بالتأكيد هناك أخرى في حياتك أدهم لأن اترك أخرى تستحوذ عليك لن اتركك لغيري مهما كلفني الأمر... سأعرف من هي ووقتها لن ارحمها.
*********.............. *********
*لأول مره يستيقظ من نومه سعيد لا يحمل هموم العمل... ومشاكل طلقته التي لا تنتهي...هم يغلف قلبه من نظره والدته الحزينة والخوف الذي يسكن عيناها...الخوف من مجهول لا يعلمه إلا الله يحرمه من قرة عينه أطفاله....لاول مره يشعر بابتسامه طبيعية مرسومه فوق شفتيه بالأمس معاها شعر انه أدهم علوان الشاب العفوي المرح...ضحك من قلبه وتمنى أن لا تنتهي تلك الليلة أو تنتهي تلك الهدنه ابدا لا يعلم لماذا ولكن الأهم انه سعيد...تأنق بمظهر شبابي رائع في شورت ابيض وستره زرقاء بلون السماء...وصفف شعره الأسود الغزير مع بعض نفحات من عطره المميز واستقل المصعد متجه إلى بهو الفندق على امل ان يراها.
*بحث عنها بعينان شارده تتأمل لقائها والتمتع بوجهها الناعم البريء ولكن خاب أمله وتهدلت شفتيه وهو يبحث عنها دون فأئده ولكنه ولأول مره استمع إلى قلبه الذي أمره أن ينتظرها حتى تأتي وتطل عليه ببهجتها وجمالها الأسير.
*خرج آدهم إلى كافتيريا المسبح يجلس فوق المعقد المستدير العالي ويطلب مشروبه المفضل البرتقال....حتي استرق سمعه وبشده حديث شابين أو بمعنى أوضح رجلين في منتصف العقد الرابع يتحدثون بمنتهى الجوع والنهم عن فتات المايوه الأحمر والتي تثير جنون كل من ينظر لها.

إمـــــــــراة سيئـــــــــة السمعــــــــــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن