اللحظة الأولي

23.2K 244 25
                                    

البداية كانت عند 'كارمن' وقفت في شرفة المنزل أغمضت عينيها تنهدت بضيق علي حالتها :
-حاسة أن تعبانة أوي محدش حاسس بيا بموت كل ليلة بقيت الراجل و الست أجيب لها حق العلاج منين

مسحت دموعها خوفاً من أن فضخ أمرها أمام نفسها :
-خايفة احكي لها مش عارفة هتعمل أيه و هتساعدني و لا لأ

دخلت المطبخ بدأت بإعداد وجبة الإفطار دقائق من الوقت كانت منتهية متوقفة أمام باب غرفة والدتها :
-صباح الفل يا ست الكل أنا حضرت الفطار

عند 'آدم' خرج من الحمام يجفف خصلات شعره المنشفة التي تتوسط يديه :
-اصحي يا أنجي

تبسمت 'العاهرة' تسأله:
-آدم خليني نايمة شوية

زفر لاعنا هذه الحالة  :
كملي نوم في بيتك

سألته
-أجي لك أمتي

لعق شفتيه بلسانه :
هبقي أتصل بيك

ما أن أقفلت باب الحمام خلفها أستمع رنين هاتفه المحمول تبسم بعد أن علم أنه صديقه :
-شكلي اتقفشت

ضغط على زر الرد واضعه على أذنه :
-أتهدي بقي عايزين نجوزك علشان أنت حالتك بقيت خطر

قهقه 'آدم' يخبره :
-بحبهم يا عمر

سأله 'عمر' :
-أنت لما سافرت و اختفيت الأسبوع اللي فات كنت فين

لعق 'آدم 'شفته السفلية بأسنانه :
-كنت مع فوج ألماني

قهقه 'عمر' يخبره :
طول عمرك بتموت في الألماني

فتح 'آدم' ضلفة الدولاب يكمل ارتداء ملابسه :
-أنا أي حاجة فيها تاء التأنيث أو تاء مربوطة أنا راشق فيه
__
Carmen :
بدأت بالبحث عن وظيفة شاغرة بالجريدة التي أحملها بين يدي
ما أن وقعت عيناي علي الإعلان المبوب الذي يتوسط تلك الإعلانات المبوبة الأخري الخاصة بشركات 'الجارحي'تمتمات شفتي :
-مرشدة سياحية حسنة المظهر

رفعت حاجبيها عالياً مبتسمة ببلاهة :
-حسنة المظهر يعني أيه

عادت تستند ظهرها إلي مسند الأريكة حملت هاتفها المحمول ضاغطة علي زر المكالمات الهاتفية :
-عاملة أيه يا عبير و النبي عايزاك تقعدي مع ماما عشان عندي مشوار و جاية

لتجيب الأخري..
-من عينيا يا ست كارمن

نهضت من مكانها :
-مستنية يا عبير

ما أن أقفلت الهاتف وضعته علي الأريكة بجانبها نظرت إلي إعلان الجريدة مرة أخرى :
-المقابلة كانت امبارح

صوت رنين جرس الباب كان كفيل لأخذها جرعة زائدة من الأقراص المهدئة التي تبتلعها كل ليلة :
-خلاص

تبسمت 'عبير' معتذرة لها :
-عاملة أيه يا ست كارمن

تنهدت 'كارمن' بضيق :
الحمد لله يا عبير و النبي ركزي معاها مش تفضلي قاعدة علي التليفون و تفصلي عن العالم الخارجي

أقفلت 'عبير' هاتفها المحمول تلوح به أمام عيونها :
-و لا يهمك يا ست كارمن

ما أن جلست 'عبير' علي الأريكة  تحمل بين يديها هاتفها المحمول تبدأ بالتصفح علي تطبيق الفيسبوك

دخلت 'كارمن' غرفة نومها تقفل الباب خلفها فتحت الدولاب تنتقي شيئاً ترتدي تبسمت بعد أن وقعت عيونها علي ملابسها التي ترتديها كل ليلة فهي تشعرها أنوثتها و الراحة النفسية و في صباح اليوم التالي ترتدي ملابس الرجال نفضت عن رأسها هذه الأفكار التي تسببت في اعترافها بأنوثتها حسمت أمرها ارتدائها تيشيرت أبيض اللون يعلو افارول من قماشة الجينز
---
نهاية اللحظة الأولى

لحظات أنوثة/ Nahla Zaghloul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن