اللحظة الثالثة

5K 99 6
                                    

ما أن خرجت ملك من المصعد الكهربائي تودعه امتعض وجهه :
-أنجي مشيت و ملك رجعت ثاني ده أيه الحظ المنيل ده

ابتسامة شيطانية ارتسمت علي شفتيه وصول هذه الشقراء في منتصف الليل

عينان قابعتان تحت الحاجبين تراقبه ما أن تلاقت أعينهم سألها
-في حاجة عايزة الأمن يجي يخرجك برة الشركة

ما أن خرج من المصعد الكهربائي تبعته تنزل على الدرج الداخلي الخاص بالعاملين علمت أنها لن تقبل بتلك الوظيفة

"مساء"حائرة لاتستطيع النوم صورته لم تفارقها
صراع بين عقلها و قلبها أحساس معقد للغاية و غير مفهوم تعجز عن وصفه تريد رؤيته حسمت أمرها بأخذها جرعة من المنوم

#Adam
أنهيت ليلتي مع هذه العاهرة مستلقي بجسدي فوق السرير بعد أن أقفلت باب الشقة نفثت دخان لفافة التبغ و أنا أحترق من الداخل مثلها حياتي مؤلمة ناتجة عن علاقاتي الجنسية ؟! حاولت
كبح نفسي عند جموحها؟ و لكنني فشلت!!

"صباحا" أستيقظ علي كلمات والده المهينة بالتزامن مع سكب الماء فوق رأسه :
-اصحي بقينا العصر أنت أيه حيوان كل ليلة شرب و سهر

مسح وجه بكفيه يسأل عن أسباب مجيئه :
-في أيه

زم 'عزالدين' شفتيه قائلاً :
-في أيه أنت أبن صاحب الشركة و آخر واحد بيجي أنت حتي مش بطيق تقعد ساعة علي بعض و الساعة اللي بتكون موجودة فيها بتفضل تعاكس الموظفات

قلب عيونه وهو يرتدي التيشيرت :
-أنا هلبس و رايح الشركة

تبسم بسخرية :
-هتروح الشركة ده ليه التكرم ده

تمسك برقبته :
-و ديني لو ما اتعدلت لرميك في الشارع و مفيش شركة و لا عربية و لا حساب في البنك و طقم البنات ده كله هيتغير و يجي بداله رجالة

أعتذر له :
-طيب أهدي

دفعه بعيداً عنه :
-كلامي يتسمع

كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل ولكن النوم استعصى على كارمن فقد كانت تذرف عيونها الدمع بسبب آلام قلبها يدق لرجل.. لماذا تريد رؤيته؟ مر يومين و ها هي تفكر فيه !! تبحث عن أخباره عن طريق تطبيق الفيسبوك ..

ما أن وقعت عيونها علي إعلانات المبوبة الوظائف الرجال لمعت عيونها فكرة العمل معه :
-مطلوب مدير مكتب

'صباحا' دلفت شركة الجارحي مرتدية بدلة سوداء رسمية مع الشعر المستعار للرجال و ها هي علي بعد  خطوات قليلة من السكرتير الجالس خلف المكتب الخشبي وقعت عيونها علي الملف التعريفي لشخص ما..علي الأغلب أنه آتي للتقديم على وظيفة شاغرة و فقد أوراقه في مكان ما ..
نزعت الصورة الموضوعة داخل الملف الشخصي اقفلته مرة أخرى متوقفة أمام السكرتير:
-أهلا وسهلاً بك في شركة الجارحي للسياحة

ردت عليه :
-أهلاً و سهلاً بك أنا جيت اقدم علي وظيفة مدير مكتب

سألها :
-أهم حاجة تنظيم الوقت و اللغات تقدر تدخل مكتب
آدم بيه آخر الممر

شردت في كلمات السكرتيرة:
-مكتب آدم بيه في الدور الثاني

خطوات قليلة تفصلها عن رؤيته ما أن دارت يدها اليمني مزلاج الباب رأت انعكاس صورته في المرآة يتحدث مع والده :
-خليني أخرج بالعربية

صدح صوته من الهاتف المحمول:
-أركب عربية الشركة مش لازم المنظرة لو مش عاجبك أركب تاكسي أو مواصلات علي حسابك

أنهي مكالمته الهاتفية و الآخر مازال يعتذر له

استدار بجسده يسأل الواقفة التي يرتجف جسدها خوفاً :
-أنت مين

لعقت شفتيها ببعضها تخبره :
-أنا زين الموظف الجديد قدمت في إعلان الجريدة

قطع حديثها صوته :
-مدير مكتب

قلب عيونه وهو يسألها :
-أنا عايز مدير مكتب للبيت كمان يا زين

ازدقت ريقها خوفاً من القادم علي رأسها
-
نهاية اللحظة الثالثة

لحظات أنوثة/ Nahla Zaghloul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن