الزمن البائد..

895 14 1
                                    


النهايات ليست حقيقية..لا يهتريء الزمن كما يقولون..مادامت تروس الوقت تدور فإن كل الأحداث تعيد نفسها من جديد و لكن في ثياب مختلفة..
تهيم الأرواح فتتخطى حواجز الأزمان البائدة إلى أزمان أخرى..وتعلق في دوامات الماضي المنسي  و الخيارات البالية..
و يبقى السؤال قائما..هل لتلك الأرواح من نجاة إذا تغيرت النهاية؟!
###

هوراي..فاتنة هي..تحمل كل معاني الأنوثة في جسدها..إلا..
إلا أن شيئا ما كان ناقصا..
اختفت بهجة ديان الأولى فور دخول هوراي عليه..انقبض قلبه و عاد الوهن في جسده ليصبح سيد الموقف..
اختفت تلك الحمرة التي دبت في وجهة ليعود الذبول سيرته الأولى و يتربع على عرش جلده..

وقفوا جميعا في صمت مطبق و كأنهم في حداد لا ينتهي إلا بموتهم..أرادت هوراي كسر حجاب الصمت بالبراءة..بدموع التماسيح..و لكن شيئا ما في قلب ديان أبدًا لم يلن..

هوراي كان اسما مكملا للخطة..و لكن سيدا هي غضب فصل عن روح ميران لتبقى روحها نقية..سيدا لم تكن أبدًا تجسيدا لحياة أخرى صلى يوان أن تحصل ميران عليها..

تغيب التفاصيل عن ديان..فنارام لم يعرف أبدًا أسماء أخرى لحبيبته و لو كان بيده الخيار لما أراد أن يعلم..قد ارتكب في حقها آثام كثيرة..و ها هي سيدا تقف أمامه تغتصب ارثا لا يعلم عنه شيئا..تندس ملكية مقدسة ليس لها صك و مات كل من شهدوا عليها..

كان ديان جاهلا بآثام الماضي و لكن فور وقوف تلك الفتاة أمامه علم جيدا أنها جلادته..
أنها خلاصه المؤلم و عقابه ليتطهر من ذنوبه..

-" سيدي.." هرعت سيدا إليه فور انهياره متشنجا على الكرسي و أمسكها الخادم المخلص مبعدا اياها عنه..
و هكذا صمتت أصوات الماضي مرة أخرى ليسمع صداها من جديد في مكان آخر..
###

يارين..روح منكسرة..تحمل أعباء حيواتها السابقة كندوب عميقة في روحها الهشة..تبدل نظراتها بين ينار تارة و بين البحر تارة أخرى..
ترى علامات القلق بادية عليه..و قد كان محقا فيما شعر..

تلك الليلة كانت الليلة حيث تعود تروس الزمن لدورانها العكسي..و اعود نذور الزمن البائد لتتلى مرة أخرى على مسامع الأرواح المعذبة..فإما أن يتعظوا أو تسلب منهم فرصة أخرى و يعذبوا في ذات النهاية..

القدر يومها ارتدى زي العاصفة..عاصفة عاتية تمنع سفينتهم من المواصلة إلى جزيرة التجار..البحارة يتساقطون في البحر واحدا تلو الآخر..و الجنود يحلون في تلك الأماكن الفارغة فيزيدونها فراغا..

كانت هي هادئة جدا..و كأن روحها ترى المحتوم يقترب من خلف لوح زجاجي..تشعر و كأنها ماتت مرة فلا تجد ضررا بأن يلحق روحها الجسد..

عالقان هما في وسط الموت..يصرخ هو بأعلى صوت محاولا الوصول إلى جانبها من القارب..يرى يديها و هي تفلت الأحبال رويدا رويدا..
يصارع الرياح و المياة..يمسك بأيد دامية ما بقى متماسكا من الأحبال..

الفاكهة المحرمة ( عشيقة الملك )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن