الماضي..الحاضر..و المستقبل..ومضات و ذكريات..هكذا تنسج حياتنا..
ما بين لحن سعيدة..ترنيمة خاشعة و أغنية حزينة يموت المرء و يحيا
و يظل الحال متقلبا حتى يصل إلى مآله الأخير..
هكذا هي أغنية الحياة !!
###
ثلاثة أيام بلياليهن قضاها غائبا عن الوعي..بجانبه هي تبكي و تحزن كأنها هي من كتب عليها الألم و الانتهاء..
يصارع شياطينه في نومه..يصرخ و يعارك و ينتفض و من ثم لا يستيقظ أبدا..يهدأ قليلا ليعاود نفس المسيرة من جديد !!
تغير ملابسه ثلاثة مرات في اليوم و تمرر القماش المبلل بماء الورد على جسده لعل نيرانه تنطفأ..
أما عن الشراب و الطعام فما كان منها إلا أن تمسح على شفاهه بقطرات من الماء و الحساء فهو لم يستجب لمحاولاتها الشديدة في جعل وعيه يعود ليواجه قسوة العالم من جديد..
في ظلمته الخاصة لن يعاتبه أحد على صراعه و لا انهياره..
هناك سيفعل و يقول ما يريد!!يفتح عينيه أخيرا بعد أن طغت أشعة الشمس على ظلمة الغرفة فأفنتها..
الحركة فعل أقرب المستحيل و كالعادة فإن عناده يكسر كل شئ
يرفع نفسه بتثاقل إلى أعلى ليجلس نصف جلسة
أخرج نفسا كان محبوسا في صدره بعد أن استقر دلالة على حصوله على بعض الارتياح..
الذكريات تتوافد على عقله..ميران..ذكراه الأخيرة..دموعها الحارة التي تساقطت على يديه لا يزال يشعر بأثرها..و كأنها دموع من نار ذُرفت فقط لأجله !!
التفت إلى يمينه ليجدها بجوار فراشه..منكمشة في ركن ضئيل..تنام جالسة كما رآها ليلية خروجه من مهجع داليدا..
قلبه يؤلمه..تنهيدة معترضة تحمل بعضا من الغضب و الشفقة خرجت من بين شفتيه..-" مي.."
حاول نداءها ففاجأه حلقه بجفاف حاد..رفع يده و مررها على شفاهه ليجدها هي الأخرى متشققة..
لكم من الوقت كان غائبا عن الوعي ؟! لكم من الوقت كانت تعاني وحدها بجواره ؟!
تساءل بينما هز جسدها بهدوء محاولا إيقاظها و مناداتها مرة أخرى..-" مي..ران.."
صوته غريب..أحباله الصوتية كآلة تركت للنسيان و هجرتها الألحان منذ زمن..
فتحت عينيها في سرعة و فزع..غشاء النوم يغطي كل خلية من خلاياها..
لحظات مرت و سرعان ما أفاقت و استوعبت الأمر..-" مولاي..هل استيقظت أخيرا ؟! كيف تشعر الآن ؟! هل لازلت تعاني من أي ألم ؟! ماذا عن الحمى ؟! "
ذعر الأيام الماضية فرض نفسه و خرج فجأة..قد تماسكت كثيرا بينما كان غائبا..أفلا يحق لها و لو لمرة واحدة أن تنزل كل المسؤوليات عن كاهلها و تنهار ؟!
لاحظت حالته..فهرعت إلى جانبه وصبت كأسا من الماء فشربه هو على مرة واحدة..ثلاثة كؤوس فعل بهم نفس الشئ حتى كان قادرًا أخيرا على أن يستعيد بعضا من قوته..-" منذ متى..و أنا على هذه الحال ؟! "
الحقيقة أنه يريد سؤالها كيف حالها هي..عيناها متورمتان و يبدو أن النوم كان عدوا لها في الأيام السابقة فتركت فريسة الاستيقاظ الطويل
أنت تقرأ
الفاكهة المحرمة ( عشيقة الملك )
Romanceعندما نقع في العشق فإن الأمر لا يكون سهلا.. فجأة نضحى عميانا..غرقى في شعور لا فرار لنا منه كل شئ مباح للملوك..فهل يأتي يوم يكون الحب عليهم محرما ؟! و ماذا إن أصبح ملك متيم بامرأة ليست له ؟! ماذا إن أعياه عشقها المدفون في صدره ؟! هل تصبح يوما...