في العقائد القديمة كل روح ناقصة تعود للعالم من جديد..كغائب شريد لا يجد مثواه الأخير إلا بعد أن يتم مهامه و يكفر عن ذنوبه فبعدها يكون له الحق في الموت الأكيد بلا بعث إلى ديار فانية..
بل يكون بعدها البعث إلى ديار اليقين !!###
عشرون عامًا مرت على الفاجعة..على موت العشاق في عناق اختلطت فيه المشاعر و تناثرت الدموع كما تناثرت الدماء..
و خيم الندم على الأجساد الصريعة و طوى الأرواح تحت ظلاله فما كان لها أن تستقر إلى مآلها الأخير..تلك الأرض الموعودة شهدت كثيرا من الموت..كثيرا من العذاب و الشقاء على حد سواء..تخصبت الخضرة فيها بالدم..و الطيور بدل أن تغرد صدحت أصواتها بالنواح !!
صرخات يوان المكتومة ملأت الأرض لسنوات طويلة بعد الفاجعة..و تغير العالم و البحر غسل الدماء التي لم تستطع الأرض امتصاصها و الأدهى أن دماء أخرى سفكت و تبعثرت الأشلاء..الحقيقة كتبت في ألواح محفوظة..على رقوق من جلود فخمة و حفظت في قصر راميلا..راميلا التي تعني الميعاد
!! و بعد كل تلك السنون حان الوقت ليكتب سطر جديد في تلك الحكاية..أن تفصح الأقدار عن خططها الدفينة و أن تتحرك تروس و عجلات الزمن ليعود من غابوا و تدور الدوائر..
تعاد القصة من حيث انتهت..ذلك قانون..إذا بدأت القصة حيث انتهت فلا نهاية حقيقة ستكتب..
النهاية وحدها ستكون للزمان فإذا امتدت الزمان امتدت القصة و امتدت العناء !!
###
المكان : قصر سادان ( المعروف الآن بقصر ثرم )
الزمان : بعد عشرين عاما من الفاجعة..كان الشاب الثلاثيني جالسا في غرفته التي تطل على ما تبقى من آثار القبور و أطلالها..
كما كان يجلس المدعو عمه في الأزمنة الغابرة..و إن قصة ذلك الشاب لتثير العجب و تشيب منها الرؤوس و تتقطع لها الأفئدة..دخل خادمه المخلص بعد طرق طويل لم يسمع له إجابة فتنازعته شكوكه و هواجسه ففتح الباب دون إذن ليجد أميره شاخصا بنظره إلى الظلمة..
مهموم الوجه و مثقل الكاهل من كثرة التفكير..-" سيدي الأمير.." نادى أكيل الخادم الوفي سيده و للأسى في نبرته نصيب
تنهد ديان - أو كما يعرف سابقًا روسلس - و التفت إليه برأسه في تثاقل شديد مما دعى أكيل أن يقترب منه و يستند على الحائط ليكون قريبا منه فيسمع له و يخفف عنه..
-" كفاك مناداتي بألقاب تافهة..لست أمير أحد..كفاني ما بي جنون و سقم..
كفاني و قد تقطعني نفسي فلم أعد أدري من أكون..هل أنا روسلس أم ديان..ما حدث قبل عشرين عاما يضنيني..
كلما تحركت بس السنون و مر بي الزمن أشعر بالماضي كطوق من الأشواك حول رقبتي..
و أخجل من نفسي بسبب الفظائع و الجرائم الشنعاء التي افتعلها أبي..
و تتخطفني الظنون..و يحترق عقلي حتى أقع فريسة لآلام الجسد..
و ما من طبيب وجد دواء لعلتي و لا تفسير..
أنت تقرأ
الفاكهة المحرمة ( عشيقة الملك )
Romanceعندما نقع في العشق فإن الأمر لا يكون سهلا.. فجأة نضحى عميانا..غرقى في شعور لا فرار لنا منه كل شئ مباح للملوك..فهل يأتي يوم يكون الحب عليهم محرما ؟! و ماذا إن أصبح ملك متيم بامرأة ليست له ؟! ماذا إن أعياه عشقها المدفون في صدره ؟! هل تصبح يوما...