طريق طويل على حافتيه تنبت الزهور و في وسطه ينبت الألم..
يضللنا الجمال فنتبع الحب و ننسى ما ينتظرنا من العذاب..
نستيقظ متأخرا جدا و نجد أقدامنا نازفة بعد احتضانها الأشواك..
و هكذا ينتهي بِنَا الحال في صالحين للحب !!
###
وقفت داليدا أمام سحر الملك معقودة اللسان..رجل قد بلغ أشده و له من الهيبة و الجمال ما قد يسحر أي امرأة..لليوم كان قد ترك قناعه جانبا فخروجه لم يكن لاستقبال حرب ما كما اعتاد..
و أيضا هالة حزينة تحاوطه..ابتسامة منكسرة تزين حواف شفتيه
الآن تتمنى لو أنها ملكته و ليست فقط أميرته..
له كثير من الزوجات و لكن قلبه لم يختر واحدة أبدا كي تشاركه الجلوس على العرش..
هل هذا لأنه لم يُمنح ابنا قط ؟! أم لأنه ام يقع في العشق أبدا؟!مد يده إليها مخرجا إياها من حالة الذهول التي سيطرت عليها..
و باتسامة كبيرة مدت يدها إليه هي الأخرى..
رفع يدها إليها ليطبع عليها قبلة خفيفة مرحبا بها..-" مرحبا بداليدا أميرة ماريم..إن مملكة سادن ترحب بقدومك و إنه لشرف لي أن أتخذكِ زوجة "
كلماته رسمية جدا كما موكبه و كأنه ارتداها صباحا كما ارتدى زيه..
جمالها لا يحرك شعرة واحدة به و كأن غطاء الحزن على عينيه أعماه
للحظة اهتز كل شئ في عالمها و اختفت ابتسامتها..لأول مرة لا تتسع عين لرؤية جمالها
و لا ينحنِ رجل طالبا رضاها..كيف له أن يكون كذلك؟!
صحيح لم يؤذِ كبريائها أمام الناس و لكن أمام نفسها تعرف جيدا أن انعكاسها ليس موجودا حتى في عينيه و ذلك يضايقها و بشدة..في اللحظات التالية عاد كل شئ كما كان..الأميرة و ميران في العربة و الملك على صهوة جواده من جديد متابعين سيرهم إلى القصر
الذي كانت فيه كل مظاهر الاحتفال جاهزة لاستقبال الأميرة..
###
حفلة عظيمة تليق بمكانة ملك مثله..موائد طعام بُسطت للشعب كافة..
رقص..طبل..زمر و غناء ! و لكن لا تزال بعض الأعين تنظر من وراء حجاب نظرات غير مريحة..
بعضها شفقة و بعضها خوف و لربما حتى شماتة !!لا تستطيع داليدا التركيز على مظاهر الاحتفال..الحزن و الغضب يسيطران عليها..
تجرب ذلك الشعور لأول مرة..شعور كونها عادية و غير مرغوبة!!-" ميران.."
أمالت رأسها محدثة ميران التي كانت تقف بجانبها..-" أمركِ مولاتي.."
انحنت لها ميران في استجابة..-" أعطنِ المرآة.."
أمرت داليدا و هي تحاول السيطرة على نفسها بصعوبة..
و بكل هدوء نفذت ميران أمرها..-" ما الأمر يا مولاتي ؟! "
سألت ميران الأميرة الغاضبة التي أحرقت أصابعها و هي تمررهم مرارا و تكرارا على قسمات وجهها و معالمه..-" أي شئ خطأ بجمالي اليوم و زينتي يا ميران ؟! "
أنفاس حارقة تخرج من صدرها بخروج هذه الكلمات و رماد كبريائها المحترق يملأ الأجواء..
أنت تقرأ
الفاكهة المحرمة ( عشيقة الملك )
Romanceعندما نقع في العشق فإن الأمر لا يكون سهلا.. فجأة نضحى عميانا..غرقى في شعور لا فرار لنا منه كل شئ مباح للملوك..فهل يأتي يوم يكون الحب عليهم محرما ؟! و ماذا إن أصبح ملك متيم بامرأة ليست له ؟! ماذا إن أعياه عشقها المدفون في صدره ؟! هل تصبح يوما...