زهرة العشق

8.7K 282 8
                                    

الحب الحقيقي لا ينبت في الرخاء..الحب ينبت من الجروح متغذيا بالدماء..
  كوردة وحيدة قررت ألا تستسلم للشتاء فأينعت من شق صخرة وسط الجليد
     معلنة أنه مهما كانت جراح الأحباء عميقة..فإن العشق لا يموت!!
                                  ###
متأملا ظلها الذاهب بتروي..خطواتها المتأنية و عيناها الباحثتان عن الطريق وسط ظلمة لم يكسرها سوى ضوء خافت لشمعة أوشكت على الانتهاء..
    قد أغمض عينيه و لكن عقله ظل مشغولا بها..بكلماتها التي تحمل له المواساة..
     مواساة لم يستطع هو أن يمنحها لنفسه..و العالم لم يكن يوما عادلا تجاهه!! الآن..و الآن فقط يشعر بأمل ما..ربما ليس أملا في الحياة
    و لكن على الأقل في هذه اللحظة فهو يعرف حق المعرفة أن أحدهم سيتذكره في الموت..
     و هذا كان أكبر احتياجاته..أن يقيم عليه أحدهم صلاة و لو كانت بلغة لن يتمكن هو يوما من فهمها..إنه يحتاج ذلك!!
وسط كل الهراء حوله..المال و السلطة و الجاه..و أخيرا الحب..الحب الذي كان مجبرا عليه ليصبح مسؤولية تثقل كاهله مرة أخرى..
لم يظن يوما أنه قد يجد قلبا صادقا يشيعه إلى القبر..
إلى هذا الحد كان هو يائسا جدا من هذه الحياة..

الصباح مجددا..كالعادة كل عظمة من عظامه تئن من النوم على هذا الكرسي..
كم عاما مضى على هذه العادة..سؤال لا يكلف نفسه بأن يجيب عليه..فقد توقف عن العد منذ زمن طويل
طرق على الباب جعله يقيم ظهره سريعا و من ثم أذن للطارق بالدخول..
كان ذلك ساري خادمه الوفي

-" سيدي..لقد أمرت بتحضير الحمام بالفعل..بعدها سيكون عليك اللقاء بالوزير شاد و أخيرا هناك العرض المسرحي على شرف الأميرة داليدا
و لتسمح لي أن أقترح لك زيارة الأميرة الأولى و الثانية أيضا..
اجتنابا للمشاكل علينا كسب رضا الجميع خاصة في يوم مثل هذا.."

استمع دلير لساري بحرص و بعد ذلك ابتسامة ساخرة مرت على وجهه..
عالمه ينهار و لا يشعر به أحد..عليه أن يحارب طوال الوقت و لكنه للآن لا يعرف لم ؟! حياته كلها تقع في نطاق الأسئلة..كيف انتهى به الأمر وحيدا على هذا الكرسي..
تلك الحادثة تبدو و كأنها البارحة..كانوا قريبين جدا من الهزيمة..
الدماء غطت الشوارع و كأنها فيضان رافضة الجفاف..
والده..زوجات والده و الإخوة..فقدهم جميعا في لمح البصر..
ثقل هذه الأيام لا ينزاح من على صدره..لذلك حرم على نفسه الراحة..
ينام جالسا على الكرسي..يأكل ما يقيم أوده..يفعل ما عليه متناسيا أنه بشر
أنه يرغب..يتنمى..يسأم..يضعف..يمل و يشعر بالألم..
دمعة كادت أن تفر من عينيه أخرجته من شروده فمنعها سريعا..
و خرج ليتبعه ساري إلى الحمام ليبدأ هذا اليوم الملئ بالمفاجآت..
###
خرج من حمامه الذي لم يستمر طويلا..شكل آخر من أشكال عقابه لنفسه
لم يكن ليتمتع برفاهية الاسترخاء..بل و الأسوأ من ذلك فإنه لا يتمتع برفاهية الإنهيار..
بخطوات سريعة كان ذهابه إلى قاعة شئون الحكم..فوجود الوزير شاد يعني أن أمرا على وشك الحدوث..و على الأرجح فإنه أمر جلل..

الفاكهة المحرمة ( عشيقة الملك )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن