الجزء الأول

1.5K 23 2
                                    

في احد الايام ذهب خادم القصر الى السوق ليستمتع بكل طاقته لأن هذا هو اليوم الوحيد  الذي استطاع ان يحصل عليه بعد عناء اشهر من المطالبه بيوم اجازه ، فإذا به يسمع صوت صراخ وتجمع الناس حول منصه العبيد قال في نفسه لن اذهب دعهم يتقاتلون بين بعضهم البعض ليس من شأني من ترفع جنازته اليوم ..مر بجانبه رجلان يقول أحدهم للآخر يا إلهي كم هي جميله ! ما رأيك لو تشتريها ؟ نعم ! اشتريها! ..والله لو كانت من حور العين لم اقربها ، الم ترا ماذا فعلت بالرجل المسكين ؟! 
بدأ الفضول ينصب على الخادم وهو في داخله يقول : حسنا  سأذهب وارى تلك التي يتحدثون عنها ثم أعود للقصر .

مابكم يابشر لو كانت الجنة لما تدافعتم لأجلها بهذا الشكل ! افسحوا لي المجال قليلا......لا اله الا الله سبحان الخالق !
لقد رأى فتاة يعجز اللسان عن وصفها ، جمعت كل الأضداد في وجهها حتى أصبح ماهو عليه ،  ملامحها مابين طفله بريئة وأنثى قويه لا تهاب شيء ، رأسها مرفوع لا ينحني مثل باقي العبيد بجانبها ونظراتها حادة تخترق كل من يحاول لمسها .
ذهل الخادم لما رأته عيناه فسأل البائع: بكم الجارية ؟
قال: بالسعر الذي تريده فأنا أريد التخلص من هذه العنيدة باسرع وقت
- حسنا ، سأبعث لك من القصر رجلا يدفع لك حقك وسأخذها معي الآن
- من القصر ! مهلا يا سيدي لا اظن أنها تصلح للقصر فإنها كما رأيت يصعب التعامل معها ولا أريد أن يقطع عنقي بسببها
- هههه لاتقلق راسك لن يبرح مكانه ، وهذه الجاريه ستجد في القصر من يستطيع ترويضها جيدا .
نادى الرجل الجاريه : اذهبي معه أصبح هو صاحبك وحاولي أن لا تفتقديني هه
- والله لو بعت لخنزير لكان أفضل منك وكنت بخدمته اسعد البشر ..عبد وضيع !
- ياغبيه انتِ العبد ولست أنا يا....
- دعها وشأنها ، الم اشتريها منك للتو وأصبحت ملك للحاكم قد يصبح لها شأن عظيم يوما ما وتشتريني أنا وإياك .

في طريقهم للقصر والصمت يعم المكان قال لها الخادم ألم تتسائلي إلى اين سنذهب ؟
قالت دون اكتراث: لايهم ... وعيناها مليئة بالحزن كأنها جثة هامدة فعلى الرغم من جمالها إلا أنه لم يستطع اخفاء بؤسها
وقفت العربة أمام بوابات القصر الشاهقه وقال لها الخادم :  اهلا بك في قصر حاكم هذه البلاد
فإذا بصوتها يرتعش كي..كيف ؟  قصر ! العيون التي كانت لاتبالي بشي حتى الموت ،تملكها الخوف بذكر كلمة قصر
ساور الشك الخادم للحظات ثم ظن  أنها لم ترى قصرا قط لابد أنها اندهشت من البنيان .

ملاذي 🤍..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن