الجزء التاسع عشر ( النهاية)

476 26 1
                                    

الاوضاع في القصر تغيرت بالطبع ، تم نقل ملاذ إلى قصر اخر فقد اتضح للجميع أنها أميرة بالتالي هي حرة ليست جارية .
جمع الحاكم رجال الدولة واخبرهم برغبته في الزواج من الأميرة ملاذ ، فأثنوا على حسن اختياره فهي عربية أصيلة ابنة ال جسار لذا هي تكافئه بالنسب وهي اميره وتعتبر ملكة شرعية عن قريب لذا تكافئه بالمكانة ، ذات حسن وجمال وثقافة واسعه وفصاحة مبهرة ، تمتلك ذكاء وحكمة في إدارة الدولة ، لقد تم تربيتها لذلك ، أيضا تعتبر حليف قوي لهم .
أمر الحاكم بحضورها ليسمع رأيها الجميع . استقبلها الجميع كما يليق بأميرة...لأول مره منذ فترة طويلة لم تعامل كما يجب ، أخبرها الحاكم بطلب الزواج وقال : اخبرينا رأيك يا اميرة ملاذ ؟ لن يتم اجبارك على شئ لاتقلقي
- أصلح الله الحاكم ، أنا موافقه على هذا الزواج لكن لدي شرط واحد
- ماهو ؟
- أريد استعادة ملك اجدادي ، الإرث الذي تركه والدي لي ، أريد أن أحكم مملكة الأنباط
تفاجأ الجميع بطلبها فذلك سيدخل الدولة في حرب لايعرف نهايتها وقد تتضرر الدولة اقتصاديا وعسكريا ، أبدا الجميع إستياءة فقد كانوا يريدونها أن تتصالح مع ابن عمها ويكون حليفا لهم لا أن يتحاربوا معه ، لكن ملاذ أقنعتهم بذكائها :
- أعلم جيداً ماتفكرون فيه ، إن أصبحت الملكة سيكون ولدي هو ولي العهد وملكا من بعدي كذلك الحال على بلادكم وبالتالي سيصبح ملكا لكلا المملكتين ونكون حلفاء أبد الدهر ، هذا سيعود بالنفع عليكم وعلينا . أما عن ابن عمي فأنا لا استطيع أن أعدكم بأنه سيكون حليفا لكم ولا ليوم واحد ، أنا أفضل من يعرفه .
بالمقابل لو وافق مولاي على شرطي أعدكم بأن أمهد للتجار طريقا من خلال مملكة الأنباط للغرب ،لأدع اقتصادكم يزدهر كذلك سمعت أن الملك أنمار يريد غزوكم لذا سأقدم لكم المساندة في حروبكم معه ومع غيره ماديا وعسكرياً ، ماذا تقولون ؟
ألجمتهم بردودها فما كان لهم إلا أن يوافقوا على شرطها .

دارت الايام والأشهر و أصبحت ملاذ ملكة ..نعم ملكة فقد انتصرت على ابن عمها بمساعدة زوجها وتم تنصيبها ملكة لمملكة الأنباط ، وجدت القائد عمر الذي أنقذها وكان وفي لوالدها حتى بعد موته طلبت منه أن يتولى شؤون البلاد إلى أن تلد بطفلها فقد كانت اخر الاشهر متعبة عليها لاقتراب موعد ولادتها فقبل بذلك وأحسن تأدية مسؤوليته . لن ننسى صديقتها سندس وصلاح فقد تم اعتاقهم وتزوجوا في حفل كبير أعدته ملاذ لهم .

أتت اللحظة التي انتظرتها ملاذ والبرآء ،إحتضنوا ابنهم محمد ( أسمته على والدها العزيز) ، في الشرفة حمل البرآء ابنه محمد وبجانبه تقف زوجته ملاذ ينظرون  إلى السماء تارة وتارة إلى أنفسهم وهم في قمة السعادة ، في تلك اللحظه لم يكونا  الحاكم البرآء والملكة ملاذ بل ...الأب والأم لهذا الطفل .

انتهت حكاية البرآء وملاذ .

🎉 لقد انتهيت من قراءة ملاذي 🤍.. 🎉
ملاذي 🤍..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن