- آه رأسي....ماذا حدث لي ؟ من انت ؟
- أنا رئيس الأطباء في القصر ... أمرني الحاكم بعلاجك والأن ولله الحمد أصبحت حالتك مستقرة
- ماذا أصابني ؟
- جسدك ضعيف، اعتقد انه بسبب سوء التغذية أو أنك بذلت مجهود كبير في الآونة الأخيرة. والله أعلم
- ملاذي استيقضتِ ؟ هل تشعرين بألم ..
- لاتقلق يامولاي أنا بخير
- أستأذن يامولاي سأعد بعض الأعشاب الطبيعية التي ستساعدها في التحسن سريعاً
- حسنا اذهب بسرعه
- أمر مولاي
حين حاولت ملاذ ان تقف على قدماها بصعوبه ، منعها الحاكم وبدأ توبيخها
- لا يزال جسمك ضعيف يا ملاذ ، ماذا تريدين ؟ سأجلبه لك لكن ارتاحي قليلا
- أريد الخروج للشرفه ، ذلك أنسب علاج لي الان
- آه ..عنيدة ! ، لماذا لا استطيع رفض طلبك ؟! ...إذًا سأحملك للشرفة
- لا جلالتك ....لم ينصت لها الحاكم فحملها بين ذراعيه
- هذا أمر الحاكم
خرجا للشرفه ، تنفست ملاذ بعمق وأعادت تكرار طقوسها المعتادة
- الأن أشعر بأني أفضل ...تنفست بعمق مرة أخرى ، ثم نظرت بعين الحاكم لتحاول رؤية مايدور في ذهنه، لانه لم يسألها عن شئ وفضل البقاء صامتًا فهو لايهمه الان الا صحتها فقط .
- كنت أعلم بأن يوما ما سينكشف سري ، لكن لم أكن أتخيل بأني أنا من سيرغب في مشاركته مع إنسان ، وان يكون هذا الشخص حب حياتي وأكثر من أثق به في هذه الدنيا ، نعم لقد أتى هذا اليوم ساخبرك بحكايتي ذات البداية الجميلة والنهاية الأليمة ، بشرط أن تعدني بأنه سيضل بيننا إلى الأبد
- ملاذي عشقي وجنتي ، حبيبة قلبي وآسرت فؤادي إلى يوم الدين ، أعدك بأن أكون كاتم سرك ورفيق دربك ،حامل همومك و أوجاعك .- لقد كنت يوما ما أميرة ...أميرة على شعبي ولدى والدي ...آه يا أبي، غدر به أقرب الناس إليه طمعا في عرشه لقد تعاون مع أحد القادة الذي يثق به والدي كثيرا لكن لم يكن أهل للثقة ذلك اللعين تأمر مع عمي لإغتياله وتنصيب عمي حاكم للبلاد ،حاولت تحذير والدي منهم لكن لم يصغي الي ، وبعد وفاته رحمة الله عليه ....تنفست وأكملت ، استطعت أن أجعل الوزراء والقادة يقفون في صفي ضد عمي وأجمعوا على أن اتولى شؤون البلاد إلى أن يصل اخي ولي العهد لسن الرشد ، لكن عمي اللعين عندما علم بذلك خاف أن أقتله بمجرد أن أجلس على العرش ...في الحقيقة هذا ماكنت افكر فيه ..الانتقام لابي من عمي ومن ذلك القائد ، بدأ بتدبير مؤامرة لاختطاف والدتي و إرغامي على تسليمه العرش ، أقنعته بأني سأرضخ لطلباته إلى أن القيت القبض عليه لكن حينها قد فات الآوان.....لقد قتل أمي ، عيناي لم ترى شيئا من الغضب فقمت بقتله بنفسي ، سمع ابن عمي بما حدث فأقنع الوزراء بأن والده مظلوم وليس له ذنب ،طبعا كان الجميع يعلم بكذبته لكن الوزراء أرادوا تصديق هذه الرواية فعندها سيتم إعدامي ، لانه ليس من السهل السيطرة علي على عكس ابن عمي الذي وعدهم بأن يلبي طلباتهم في حال عين وصي على العرش ، لكن خططه الشريرة لم تكن تلك فحسب بل أراد قتلي أنا واخوتي في نفس اليوم حتى يضطر القادة والوزراء والشعب على قبوله حاكم البلاد ولن يكون هناك بديل له سوى احد أولاده ويستمر الحكم من صلبه كادت تنجح خطته لولا أن أحد قادة الجيش الأوفياء أنقذني في أخر لحظه و أخبرني بأنه سيقتل إخوتي حاولت أن امنع ذلك لكنهم أصبحوا عند خالقهم ....إستطاع القائد تهريبي من القصر الى مكان آمن لكن قطاع الطرق هاجمونا ، بعدها تنقلت بين اسواق العبيد حتى وصلت للقصر . هذه حكايتي .
- كيف فعلتي هذا ؟! كيف صبرتي على كل تلك المصائب و بمفردك ! طول هذا الوقت وأنتِ تصارعين هذه الآلام!
وضعت رأسها على صدره تستمع لنبضات قلبه : هذه مواساتي الوحيدة ، أن رزقني الله إياك ، انت النعمه التي أخشى أن لااستطيع شكر الله عليها من عظمتها !..أحبك ..أحبك بكل ما تعنيه الكلمة ، عشقت ملامحك الحادة لاني رأيت من خلالها الرجل الحنون الذي كان يتظاهر بعكس ذلك . أشعر بأني أقوى من قبل لانك بجانبي .
- ملاذي ، ماذا حدث للقائد الذي أنقذك ؟
- ليتني أعلم !...من المؤكد أنه يعتقد أني قتلت ، اتمنى أن يكون على قيد الحياة ...
-لكن لم تخبريني بعد من اين انتِ؟
بدأت معالم المُلك تبرز على ملاذ عندما وقفت أمام الحاكم بشموخ وقد أصبحت الآن ندًا له ، قالت بفخر : أنا سليلة آل جسار ، الأميرة / ملاذ بنت محمد بن همدان ، حفيدة الملوك ، ابنة ملك ، واختٌ لملك ، من مملكة (الأنباط) .
ذهل الحاكم بطبيعة الحال ، قبل رأسها وقال : ونعم النسب .
انتهت هذه الليلة الصعبة وتم إقفال ملف الذكريات الأليمة معه ...هذا ماظنه الحاكم ، لم يعلم بأن لدى ملاذ خطط أخرى ، ماهي ياترى ؟... ستعلمونها قريبا ..وقد يكون قريبا جدددا !.
أنت تقرأ
ملاذي 🤍..
Historical Fictionقصة الأميرة ملاذ التي شاء القدر أن تكون مشردة من ديارها ، متجردة من لقبها كأميرة ، قصة كفاح وصبر و...حب !