الجزء السابع

443 13 0
                                    

فتحت أبواب الغرفة التي بحد ذاتها قصر من شدة اتساعها واختلاف تصميمها عن باقي القصر ،دخلت ملاذ بخطوات واثقة للداخل لاتعلم ماسيحدث لكنها ابنة ملك عربي لذا لن تقبل بالذل والانكسار وان كان الموت هو ما ينتهي به هذا الطريق .
كان الحاكم يراقبها من الشرفة إلى أن دخلت فذهب إليها وكان من عادة الجواري أن يقبلن ثوب الحاكم ويجثون على ركبهم إلا أنها لم تفعل كانت نظراتها للأرض وهذا بنظرها بمثابة الانحناء لاتستطيع فعل أكثر من ذلك كرامتها تردعها من المزيد .
الحاكم مستغرب من تصرفاتها فهي الوحيدة على وجه الارض من لم تنحني له !
فاقترب منها ليبدأ جمالها الفاتن بالظهور وان يكون هو سيد الموقف وبطل المشهد ...
ملامحها مختلط مابين العرب والعجم ، عيناها الحادة كالمهرة العربية الأصيلة وشفتها كالتوت من شدة تورده ،حاجبها سبحان الخالق كأنه مرسوم ، شعرها كثيف وسواد الليل فيه ، جسمها نحيف وخصرها منحوت نحت ، رأسها مرفوع وظهرها مشدود  للخلف رمزا للثقة والاعتزاز بالنفس ، عطرها النفاث الذي ملأ الغرفة منذ وطئت قدمها المكان ،يالله هل هي انسية أم من بني الجن ؟!
اقترب منها أكثر فإذا بجسدها بدأ يرتعش تحاول السيطرة عليه لكن لم تستطع ، حاولت التنفس وتشجيع نفسها للنظر بعينه فلا سبيل لتفادي مايحدث ايا كان ، وهو يراقبها بصمت تبسم وقال : لا تخافي
هي لم تكن تعلم بأنه يقصدها فعلا ظنت أنه يسخر منها لما سمعت به من صفاته فهو ابعد كل البعد عن التعاطف مع البشر
لذلك رفعت عيناها واطلقت نظراتها الحادة لترى أمامها ذلك الحارس في ثياب الحاكم
- أنت..!!
- إهدأي
- ماذا يحدث ؟! ارى صاحبك عند الباب وانت هنا !
- تمهلي سأشرح لك كل شئ ، فأخذ يخبرها بالأمر كله وأنه حاكم وليس حارس
- لماذا لم تخبرني حينها ؟
- كنت أرغب بذلك لكنك بدأتي تمطرين علي بالشتائم
- أنا .....لم أكن أقصد
- هههههه كنت أظنك لا تخافين إلا من الله العزيز القدير!
- وهل جلبتني إلى هنا لتقتلني؟ › وهي تنظر بخوف في عين الحاكم
- لا ، لاتخافي لم اخبرك حينها حتى لاتهلعين ، وكنت أظن أن مابك يكفيك لم ارد أن أنزل هم جديد على عاتقك
صدمت لكلامه وبدأت تنظر له وتتفقد ملامحه
- لماذا تنظرين هكذا ؟
- آه اسفه ...لكن ماسمعته عنك يجعلني استنكر ماتقوله وانك رأفت بي رغم ماقلته عنك ،
- نعم اعلم مايقال عني
- والأن ؟
-الأن ماذا ؟!
- ماذا ستفعل بي ؟
بدأ يتأملها للحظات وهو يعلم بأنه شعورها الان بالخوف أو الاطمئنان مرهون بكلمات ينطق بها لسانه ،لسبب ما أراد أن تنقضي ملامح الخوف من وجهها لانه سيشعر حينها بالسعادة لكن لماذا ؟! لا يعلم بعد...
- ما اسمك ؟
- ملاذ
- يا ملاذ لن يمسك ضر مني ولن المسك اليوم لاتقلقي
-هل استطيع إذا المغادرة ؟
- صحبتي ليست بهذا السوء ؟ أم مازلتي خائفة مني ؟!
- لم أكن أقصد ذلك يامولاي ، وانا اعلم أن من سمات الملوك أن لاينقضون وعودهم
- للمرة الأولى تخاطبيني بمولاي هذا تقدم هههههه ، لن ادعك تذهبين لأني أعلم أنه إذا علموا بأن لم يحدث شيئا بيننا سيحملونك الذنب وستكون عواقبه وخيمه عليك
- شكرا يامولاي ، لكن لم أكن اتعمد عدم احترامك أو التقليل منك لكني اجد صعوبه في مجارات أعراف القصر اعذرني
- لا بأس ستتعلمينها . ثم أخذ ردائه ليغطيها به كانت ليلة باردة وجسمها لايقوى على تحمله بالإضافة إلى ملابسها الخفيفة
- شكرا لك يامولاي لكن لا استطيع أخذه
- الليلة باردة ،وملابسك لاتستطيع حجب برودة الجو من التخلل في عظامك خذي هذا الرداء ليحجب البرد وجمالك أيضا
- جمالي ؟
- نعم ياملاذ جمالك الساحر يجعلني أعجز عن تنفيذ وعدي لذلك اقبليه ..وهو أمر من الحاكم
- توردت وجنتاها من الخجل وبدأ شعور الاعجاب يتسلل إلى قلبها دون أن تلحظ . امرك مولاي

وفعلا لم يقترب منها الحاكم  أو يهينها باي شكل من الأشكال بل كان عطوف ورحيما معها على عكس عادته لقد أخرجت الإنسان الذي بداخله هذه الفتاة .

ملاذي 🤍..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن