الجزء الحادي عشر

376 13 0
                                    

على السرير ، وبعد لحظات من الرومانسية التي تخللتها القبل والاحضان واعترافات الحب المتبادلة بينهما، صاح احد الخدم: مولاي العشاء وصل ،اين تريدنا أن نضعه
- اين تريدينه ياجميلتي
- امممم على الشرفة
- إذن ، ضعه على الشرفة
- أمر مولاي
أخذوا يرتدون ملابسهم ثم خرجوا للشرفة
- حسافه ، كنت أظن أن القمر سيتقاسم معنا العشاء لكنه التحف السحاب
- لابأس فأنا ما زلت سأتناول عشائي مع القمر الذي يمشي على الارض
احمرت وجنتاها من الخجل ،فأخذ يقبلهما حتى يرتوي فؤادة
- تفضلي وكلي من ماتشتهين ،لقد امرتهم بإحضار جميع أصناف الاكل لاني لم اعلم ماذا تفضلين
- شكرا لك ولإهتمامك بي
حاولت ملاذ أن تتصنع الانبهار بهذه المائدة حتى لايعلم أنها أتت من بيئة مترفة وجاهدت لتقلد اكل الجواري فأتقنت ذلك مع العلم أنها لم تفعل ذلك من قبل لأن من خالطتهم لم يكونوا بفطنة الحاكم .
- ملاذ ماذا كنت تقرئين في المكتبة ؟ لقد كنت مندمجة بالقراءة !
- كتاب عن الفلسفة ،للكاتب ميخائيل
- ميخائيل لقد زار البلاد قبل سنوات وحضر مجلسي للأدباء والحكماء ، عقلية نادرة وثمينة
- نعم بالفعل ، أخلاقه الحسنة مضرب مثل
- هل قابلته يوما ؟!
- نع... لا لا فقط اقول ماسمعته من الناس ثم حاولت تغير الموضوع كي لاتدع للشك فرصة ، احب ان اطلع على العلوم والفلسفة والأدب والشعر....آه الشعر !
- أتحبين الشعر ؟
- بل أعشقه .
- فاجأتني ، لم اخمن ولو للحظة انك مثقفة ومطلعه على الأدب والشعر لابد أن هذا مصدر فصاحتك
- لكم وددت أن أحضر مجلس يضم الشعراء واستمع لقصائدهم
- سأجعلك ترافقيني في اجتماع الشعراء القادم
عيناها بدأت تلمع والإبتسامة على شفتيها ثم قفزت في احضان الحاكم من شدة الفرح : شكرا شكرا لك أسعدتني جدا لا تعلم مدى رغبتي بذلك أنا ممتنه لك
- هههه سنسقط على الأرض تمهلي ، بل أنا ممتن لك على دخولك حياتي يا حبيبتي ثم اجلسها امامه و وجهها الجميل محمر خجلا وقال :
وضعت الكفين على خديها واحتضن كفها أغلى ما عندي
وجها جميلا يبعث في الروح الحب والطمأنينة والراحة
قلت لها: لقد أصبح فؤادي أسيرا عندك
فهل من سبيلٍ لأسرى أن يذوقوا طعم الحرية!
فأطبقت كفيها كالحصن بيني وبينها
واخفت الشمس فانجلى النور
وأصبح سمائي بلا ضياء، معتمًا!
قلت ماذا دهاك؟! إن قلت شيئا يضايقك،
فقد عصا اللسان صاحبه، فلا حرج علي
ردي لي شمسي يا شمسي
واغمري فتى هزيلًا ببعض من نورك
ضحكت وقالت: لقد احمرت شمسك خجلًا
فأطبقت كفي عليها
كي لا تظن أن الكسوف قد حلّ بها
مولاتي وعشقي الأبدي
ما ضرني منك كسوف ولا إشراق
فقد أحببتك بكل أطوارك
وأحببت فؤادا مستوطنًا صدرك
فإن حلّ الكسوف على الخديّ
فقد أبى القلب أن يخسفَ

ثم قبل جبينها واحتضنها بقوة .

ملاذي 🤍..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن