حين كُنا أطفالاً بما لا يكفي لمضغ رغيفين يابسين دون ماء، كنت أقف كثيراً أمام المرآة، أنفذ من حدقة عيني لأشاهد خبايا السنوات القادمة. أشد وجهي وأعقد حاجبي، وأرسم شاربا محشورا بملامحي الطفولية، أخاطب نفسي بصوت رجولي. حين كُنا أطفالا ً كنا ننتظر بشوق مفرط متى نرتفع عن الأرض أكثر ونشاهد العالم من الأعلى بعين الرجال. وحين كبرنا رأينا كل مشاكل العالم من الأعلى، وصرنا نصارع خيبة الأعوام التي تسكن أعمارنا، نحمل أرواحا مثقوبة. وأياماً صفراء شاحبة تشبه جسد الموتى، وذكريات واهية تلاشت كخيوط الشمس، أقف الآن أمام المرآة بكل خيبة أحدق في ملامحي التي أكلتها الأعوام أحاول العودة مجددا من حدقة عيني إلى زمن الطفولة الأولى. أجري خلف ذكرياتها الجميلة وأنا أصرخ: "أماه ليتني لم أكبُر..." ليتني لم أكبُر..."
أنت تقرأ
خفايا الروح. (مجهول)
Misteri / Thrillerمرحبًا يارفاق جميعًا، ثم تبًا لكِ أنتِ فقط، وبعد ... قبل عام من الآن تمامًا، حاولت أن أكتب نصًا يصفُ فاجِعتُكَ التي ألحقتها بي في بضعة ايام، و كيف أستطعتَ أن تُقلّصِ مكانتكَ في قلبي تدريجيًا، لكن للأسف لم أستطع!! حاولت خلق كل الأجواء الملائمة ل...