يقف عاصي وهو ينظر إلى حنين بعد أن أخرج كاظم من المنزل، بينما قالت نوال: "خير، مالك يا عاصي، يا ابني، ساكت ليه كده؟ قول حاجة للأستاذ خالد وللشباب عاوزين ياخدوا حنين من البيت."
وهنا يكتشف عاصي أنه كان يحلم لا أكثر، ينظر إلى حنين بخجل وهو يقول: "أنا عارف يا آنسة حنين أن اللي عمله كاظم ما كانش سهل، وأكيد ما فيش حد هيغصبك على حاجة، والقرار في الأول والآخر هيكون ليكِ. إذا حابة تفضلي في شغلك، هتكوني فرد من العيلة. حابة ترجعي مع عمي خالد برحتك، بس اللي أنا مش موافق عليه إنك تروحي وتعيشي مع خمس شباب تحت سقف واحد."
يرد محمد بحنق قائلاً: "حنين عاشت معنا أسبوعين في البيت، ويشهد ربنا أنه ما فيش واحد فينا بص لحنين أكتر من أخت وهي تقول بكذب لو أنا كذاب."
يردف خالد قائلاً وهو ينظر إلى محمد: "يا ابني، إحنا مش بنقول العيب فيكم ولا أنتم مش كويسين. بالعكس، أنتم عملتم اللي كان المفروض أنا أعمله، بس يا ابني، إحنا مش عايشين لوحدنا في مجتمع مش بيرحم ومش بيسيب حد في حاله."
كل هذا يحدث وحنين تنظر إلى رياض والدموع تتسابق على خديها، ولا تصدق أنها اكتشفت أن لديها أخاً يكون هو السبب في تدمير حياتها. تذهب سلوي اتجاه حنين وهي تقول بمكر الثعالب: "أنا بعتذر منك، مدام نوال، أنتي وعاصي والشباب، بس حنين بنتنا وإحنا اللي مربينها. بس للأسف اللي حصل ده كان سوء فهم، عمل كسر صغير في العلاقة الجميلة اللي بتجمعنا بحنين، وإن شاء الله هيتصلح وحنين هترجع تعيش في بيتها من أول وجديد."
تنظر حنين ونوران إلى سلوي باندهاش، وهم أكثر اثنين يعلموا أن سلوي لا تحب حنين، ولا يقدر أحد أن يستوعب ما تنوي هذه الشيطانة فعله. بينما ذهب خالد اتجاه حنين وهو يقول بتوسل: "بترجّكي يا بنتي، وافقي ترجعي على البيت معايا، خليني أعوضك على كل اللي حصل لك. عارف أن كلنا غلطنا في حقك، بس واثق أن قلبك أبيض وبتسامحي. رجاءً وافقي يا حنين."
يقول كذلك وهو يمسك يدي حنين بين يديه، بينما شعرت حنين بشيء دافئ يسقط على كف يديها. تنظر إلى خالد الذي هربت من عينيه دمعة، وهي تقول بحزن من رؤية دموع هذا الرجل الذي طوال عمرها لم تَرَ منه غير كل خير: "معقولة في أب في الدنيا يطلب السماح من ابنته؟ وبعدين ما فيش بنت تزعل من أبوها لو عقابها أو زعق لها. أكيد بيكون علشان مصلحتها أو علشان خايف عليها، وأنا مش زعلت أبداً منك."
ثم تنظر إلى رياض بكسر وهي تقول ببكاء: "ربنا يسامح بقى اللي كان السبب."
ينظر رياض إلى حنين بخجل ودموع الندم تسارع على وجهه: "أنا آسف يا حنين، مش هاطلب منك السماح علشان عارف أني ما أستهلش، بس ها طلب منك طلب صغير. رجاءً عاقبني أو اضربني، اعملي أي حاجة، المهم أني أتعاقب وأرتاح من تأنيب الضمير ده."
أنت تقرأ
قصة حنين /الكاتبة صباح عبدالله فتحي
Randomفي بداية قصة حياتها، تجد نفسها تتحدى التمييز والتوقعات الاجتماعية بينما تسعى لتحقيق أحلامها في جامعة مرموقة. لكن رحلة الاندماج في هذا العالم الجديد تقودها إلى مواجهة عوائق غير متوقعة وتكشف أسراراً قد تكون أكثر تعقيداً من أي شيء تصورته. في خضم الصراع...