السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الفصل الأخير
في أحد المستشفيات، يقف الشباب أمام غرفة العمليات بينما يحارب رياض في الداخل من أجل أن يستمر في العيش في هذه الحياة الظالمة. قال زياد وهو يبكي، وكلماته مقطعة: "إحنا السبب، إحنا اللي قتلنا رياض. لو كنا حضناه وقلنا له إننا مسامحينه، مش كان نزل زعلان. ليه؟ ليه مش أخدناه في حضننا؟"
ثم صرخ بصوت عالٍ وهو يمسك محمد من قميصه الأزرق الملطخ بدماء رياض: "ها، ليه مش أخدنا رياض في حضننا ومش خليناه ينزل زعلان؟ ليه يا محمد؟ ها! كنت بتقول علشان يتربى صح، هو كده بيتربى ولا إحنا؟"
ينظر محمد إلى زياد بحزن شديد، ولا يقدر على قول شيء، فقد كان يبكي وينتحب مثل الأطفال. ولم يكن علي وعماد أفضل منه في شيء. يبكي زياد وهو يقول: "لو أخويا حصل له حاجة، أنا مش هاسمحكم، فاهمين؟"
وفجأة، تدخل حنين من باب المستشفى وهي تقول ببكاء، موجهة حديثها إلى موظفة الاستقبال: "لو سمحتي، فين رياض، أخويا فين؟"
موظفة الاستقبال: "اهدي يا آنسة وقولي لي البيانات بشكل صحيح علشان أقدر أساعدك."
يرد عاصي بحزن وهو يضم حنين إلى صدره: "لو سمحتي، ابحثي عن آخر حالة طوارئ نُقلت هنا ومع المريض أربعة شباب."
تمسك حنين قميص عاصي وهي تبكي بشدة، بينما وضعت رأسها على هذا الصدر الصلب. وفجأة تلمح عيناها الشباب واقفين أمام غرفة العمليات. تخرج من أحضان هذا العاشق وتركض باتجاه الشباب وهي تقول بصوت عالٍ: "رياض فين؟ رياض، أخويا فين؟"
ينظر الشباب إلى حنين بدهشة، بينما قال محمد بصوت مخنوق من شدة البكاء وهو يضع يده على وجهه لينزع آثار بكائه: "حنين، إنتي بتعملي إيه هنا؟ وعرفتي إزاي إن إحنا هنا؟"
وفي هذه اللحظة، تتذكر حنين كل شيء حدث قبل أن تأتي إلى المستشفى.
رجوع للماضي
في الفيلا خالد
تدخل حنين إلى الفيلا وهي تضع يديها على قلبها بينما تقول بصوت رخيم مليء بالحزن: "يا رب استرها، هو ليه حاسه الإحساس الوحش ده من وقت ما نزلت من الجامعة؟ خير اللهم اجعله خير."
تتجاهل حنين هذا الشعور الذي بداخلها وتتقدم إلى الداخل، لكنها تقف مندهشة عندما تسمع أحدهم يقول: "انت متأكد أنك خلصت عليه؟"
يرد شخص مجهول: "أيوة، متأكد إنه هايموت ومش هايعيش."
يخرج الشخص بعض المال ويعطيه إلى المجهول وهو يقول: "طيب خد دول والباقي بعد ما تكمل اللي اتفقنا عليه. عايزة أخلص منهم هم الاثنين، انت فاهم؟"
يرد المجهول: "طيب يا ست الكل، أنا خلصت من الولد، وإن شاء الله خلال اليوم هاكون خلصتك من البنت كمان."
أنت تقرأ
قصة حنين /الكاتبة صباح عبدالله فتحي
Casualeفي بداية قصة حياتها، تجد نفسها تتحدى التمييز والتوقعات الاجتماعية بينما تسعى لتحقيق أحلامها في جامعة مرموقة. لكن رحلة الاندماج في هذا العالم الجديد تقودها إلى مواجهة عوائق غير متوقعة وتكشف أسراراً قد تكون أكثر تعقيداً من أي شيء تصورته. في خضم الصراع...