في الجامعة، تقف حنين أمام الجميع وهي تنظر إلى الهاتف بدهشة ودموعها تتسابق على خديها وهي تردد:
"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. حسبي الله ونعم الوكيل. حسبي الله ونعم الوكيل."
ينظر إليها عاصي الذي يقف بجوارها، وعقله وقلبه لا يصدقان ما تراه عيناه في الهاتف، ويردف بهدوء قائلاً:
"دي انتي؟ معقولة؟ أنا مش مصدق إن واحدة زيك تعمل كده."
يأخذ كاظم الهاتف من يدي حنين وهو يقول بصوت عالٍ:
"مش مصدق إيه؟ شوف بعينك. دي واحدة وسخ***ة. شوف إزاي نايمة في ح***ضن الراجل وشوف كتابة إيه؟ ليلة سخنة للعشاق وبتشرح بالتفصيل ده كله ومش مصدق."
حنين، بدموع:
"والله دي مش أنا. أنا والله مستحيل أعمل حاجة زي دي. والله يا دكتور دي مش أنا. أنا مستحيل أعمل كده. حتى اسألوا نوران."
وتذهب باتجاه نوران وتحاول أن تجعلها تستيقظ. وبعد أكثر من مرة، تنجح في ذلك وتردف ببكاء:
"بالله عليكي يا نوران، قولي للكل إني مستحيل أعمل كده. إحنا متربين مع بعض وانتي أكتر حد يعرفني. بالله عليكي قولي لهم إن أنا مش كده."
نوران، وهي تضع يديها على رأسها:
"ابعدي عني يا بنت. انتي إيه اللي بتتكلمي عليه؟ أقول إيه؟ مش فاهمة حاجة."
تبعد حنين عن نوران وتذهب وتأخذ الهاتف من كاظم دون أن تستأذن منه، وتجلس على الأرض أمام نوران مرة ثانية وهي تضع الفيديو الذي يسئ إلى سمعتها وشرفها أمام نوران، وهي تقول ببكاء:
"شوفي يا نوران. بيقولوا إن دي أنا. بذمتك أنا ممكن أعمل حاجة زي دي؟ بذمتك يا نوران، أنا من النوع ده؟"
تنظر نوران إلى الهاتف بصدمة وتقول بدهشة:
"معقولة انتي دي؟"
حنين، بدموع:
"والله ما أنا. والله ما أنا. بالله عليكي قولي لهم إن دي مش أنا. انتي تعرفيني أكتر منهم كلهم."
تقف نوران من فوق الأرض وهي تقول ما جعل قلب حنين يتمزق من شدة الحزن:
"أنا كنت متأكدة إنك واحدة تربية شوارع بس ما تخيلتش إنك عا***هرة بشكل ده. انتي واحدة عا***هرة وبتمثلي البراءة قدام الكل. أنا مستحيل أسمح لواحدة زيك تفضل في بيتي. أنا هرجع البيت وهاخلي بابا يرميكي في الشارع علشان اللي زيك ما ينفعش يعيشوا مع الناس المحترمين."
حنين ببكاء وهي تنظر إلى نوران بذهول: "أنتِ بتقولي إيه يا نوران؟ معقولة أنتِ مصدقة إن أنا اللي في الفيديوهات دي؟"
نوران: "ومش أصدق ليه إن شاء الله؟ ده أنا أكتر واحدة عارفاكي وعارفة وشك الحقيقي."
كاظم بضيق: "البنت دي لازم تنطرد من الجامعة."
أنت تقرأ
قصة حنين /الكاتبة صباح عبدالله فتحي
Casualeفي بداية قصة حياتها، تجد نفسها تتحدى التمييز والتوقعات الاجتماعية بينما تسعى لتحقيق أحلامها في جامعة مرموقة. لكن رحلة الاندماج في هذا العالم الجديد تقودها إلى مواجهة عوائق غير متوقعة وتكشف أسراراً قد تكون أكثر تعقيداً من أي شيء تصورته. في خضم الصراع...