رياض ينظر إلى كل من محمد وعلي وزياد وعماد بخجل. يذهب إليه محمد وهو يشتعل من شدة الغضب، ويمسك برياض من قميصه بقوة ليجعله يقف أمامه، ويقوم بلكمه فيسقط رياض على الأرض مرة ثانية، ثم يمسكه ويوقفه ويلكمه مرة أخرى وهو يقول بغضب:
محمد: انت يا ابن... إزاي تعمل حاجة زي كده في بنات الناس؟ حتى لو مش تعرف حنين ولا كنت تعرفها، ما فكرتش إيه اللي هيحصل للبنت؟ ولا أهلها هيعملوا إيه فيها؟ ولا الناس هتقول عليها إيه؟ طيب، ما فكرتش إن البنت دي ممكن تكون أخت حد، ولا بنت حد، ولا مرات حد؟ ما فكرتش ليه إيه اللي ممكن يحصل للبنت دي قبل ما تعمل عملتك الوسخة دي؟ ولا علشان انت يتيم وتربية ملجأ تعمل اللي انت عاوزه من غير ما تفكر في الناس يا ابن...؟
ثم يلكمه مرة بعد مرة، لدرجة أن رياض ينزف من كل فتحة في وجهه. يذهب كلا من علي وزياد وعماد ليفصلوا محمد عن رياض قبل أن يقتله دون أن يشعر بذلك.
عماد بصوت عالي: انت اتجننت يا محمد؟ هتموته؟
محمد بغضب: أيوة، هقت..له علشان تاني مرة ما يعملش كده في بنات الناس.
علي بصوت عالي: اهدي يا محمد، كلنا عارفين إن رياض غلط، بس مش هو اللي عمل كده من نفسه.
زياد وهو يجلس بجوار رياض الذي يضع يديه على أنفه وفمه ويحاول كتم الدماء:
_قصدك إيه يا علي؟ مش فاهم. يعني في حد هو اللي سلط رياض يعمل كده؟
علي بحنق وهو ينظر إلى رياض: الأستاذ كان بيعمل الفيديوهات دي علشان الفلوس.
محمد بضيق: فلوس إيه؟ ومين اللي ليه مصلحة يعمل كده في بنت غلبانة زي حنين؟
علي: ما عرفش، بس أنا روحت أوصل حنين عند الست نوال زي ما أنتم عارفين، بس شفت الأستاذ هناك وسمعت صدفة...
(فلاش باك)
**في منزل عائلة عاصي**
بعد ما فتح علي الباب لكل من خالد ونوران وسلوى، ودخل الجميع، يردف علي قائلاً وهو يتحدث لنفسه:
_ أما أروح أطمن على حنين قبل ما أمشي وأشوفها لو عاوزه حاجة.
وبالفعل، ذهب علي من أجل أن يرى حنين بينما يسير رياض وهو يبحث عن مخرج.
رياض بتوتر: يارب، أنا في متاهة مش عارف أخرج منها. أطلع من هنا إزاي بس؟
وفجأة يرى كاظم أمامه وهو يحمل الهاتف في يده. يركض تجاه كاظم وهو يقول: كاظم، ساعدني أطلع من هنا.
قاظم بدهشة: انت لسه هنا؟ بتعمل إيه؟
رياض بتوتر: كنت ماشي، بس علي هنا، ولو شافني هنا هتكون مصيبة. ساعدني أطلع من هنا قبل ما يشوفني.
كاظم: علي مين ده؟
رياض: ده أخويا، كان معي في الملجأ وهو أكبر مني، وخايف يعرف حاجة عن الفيديوهات اللي أنا عملتها لحنين.
أنت تقرأ
قصة حنين /الكاتبة صباح عبدالله فتحي
Alteleفي بداية قصة حياتها، تجد نفسها تتحدى التمييز والتوقعات الاجتماعية بينما تسعى لتحقيق أحلامها في جامعة مرموقة. لكن رحلة الاندماج في هذا العالم الجديد تقودها إلى مواجهة عوائق غير متوقعة وتكشف أسراراً قد تكون أكثر تعقيداً من أي شيء تصورته. في خضم الصراع...