الفصل 17

1.8K 70 15
                                    


في المساء في فيلا خالد، تجلس حنين بجوار الفراش الذي كان ينام عليه جدها وهي تبكي بحرقة، بينما تقول من بين بكائها: "ليه يا جدو مشيت وسبتني أواجه العالم الظالم اللي مش بيرحم حد لوحدي؟! أنت واحشني أوي يا جدو، ووحشني لمستك وكلامك، وحشتني ووحشني كل حاجة فيك."..

تظل حنين تبكي إلى أن ذهبت في سبات عميق دون أن تشعر بذلك.

**اليوم التالي**

تستيقظ حنين على أصوات زقزقة العصافير، وهي تضع يديها على وجهها، تُبعد خصلة شعرها المبعثرة من على وجهها، وتقول بنعاس: "يا رب استغفر الله العظيم، راحت عليّ نومة ومش صليت الفجر."

ثم تنظر إلى الساعة وهي تقول: "الحمد لله، لسة الساعة خمسة. هقوم أصلي، وبعدين أخلص شغل الفيلا علشان ألحق أنزل جامعتي، وبعدها أبقى أروح شغلي عند الست نوال، وأشوف لو عاوزة حاجة مني أعملها. وبعد ما أرجع أذاكر لي شويه."

وبالفعل تنهض حنين، وبعد أن انتهت من الصلاة ذهبت باتجاه المطبخ وأحضرت الفطار إلى خالد. بعد ذلك قامت بترتيب مائدة الطعام، وبعد أن انتهت من كل شيء، ذهبت إلى غرفتها مرة ثانية وجهزت نفسها، وخرجت من الغرفة وذهبت إلى الخارج. تقف أمام البوابة وهي تقول: "معلش يا عم أحمد، أنا خلصت شغلي جوه ونزله الجامعة، ولو الأستاذ خالد أو حد سأل عليّ عرفوا إني نزلت."

يرد العم أحمد قائلاً: "ماشي يا بنتي، ربنا معاكي."

حنين: "يارب، يلا سلام عليكم."

أحمد: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."

تذهب حنين، وقبل أن توقف السيارة تنظر إلى الساعة التي توجد في يدها وهي تقول: "لسه الساعة سبعة، هروح للست نوال أشوف لو عاوزة حاجة، وبعدين أروح الكلية."

وبالفعل ذهبت حنين إلى منزل عائلة عاصي. عندما تصل، تجد نوال تجلس بمفردها. تردف قائلة بهدوء وهي تقف أمام باب المنزل:

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا ست الكل."

نوال بفرح: "حنين يا حبيبتي، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تعالي يا حبيبتي، ادخلي، واقفة عندك ليه؟"

تدخل حنين، بينما تقول نوال بخجل مما حدث أمس: "عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي؟ طمنيني عليكي."

حنين بحب وابتسامة هادئة: "والله الحمد لله. إنتي عاملة إيه؟ طمنيني عليكي يا قمر."

نوال: "أهو قاعدة، مش قادرة والله يا بنتي، بس هانقول إيه غير الحمد لله، والحمد لله على كل حال."

حنين: "يدوم الحمد، بس خير، مالك؟"

نوال: "والله يا بنتي، رجلي تعباني خالص."

حنين: "من إيه؟ وكشفتي ولا إيه؟"

نوال: "ده عادي يا حبيبتي، ما تخافيش. ده بس من تقدمي في السن، خلاص عجزنا وراحت علينا."

قصة حنين /الكاتبة صباح عبدالله فتحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن