تقف حنين في منتصف الطريق وتواجه الشخص المجهول، تنظر إليه بذهول عندما قال الشخص: "أيوا فعلاً يا حنين، أنتِ قد نوران، بنتي."
حنين بصدمة: "نوران مين اللي بنتك؟"
الشخص: "تعالي معايا يا حنين، وأنا هافهمك على كل حاجة، وصدقيني مش هكذب عليكِ في حرف واحد."
تنظر حنين إلى الشخص بذهول وتقول بصوت عالٍ: "لا، مش هاروح لأي مكان قبل ما أعرف نوران مين اللي بنتك."
يرد الشخص بحزن: "نوران خالد بتكون بنتي أنا وسلوي، مش بنت خالد وعبير."
ترجع حنين للخلف من شدة الصدمة وتقول: "أنت بتخرف! بتقول إيه؟ نوران بنتك أنت وسلوي؟ مين؟"
الشخص: "عارف إنك مش هتصدقي، بس أنا هاحكي لكِ كل حاجة علشان أموت وبالي وضميري مرتاحين. أنا عندي الخبيث وفي المرحلة الأخيرة، وعندي أمنية واحدة نفسي تتحقق. أمنيتي هي إني آخد نوران في حضني ولو مرة واحدة، وترجعي أنتِ وأخوكي لبوكم. أنتِ ورياض عيال خالد وعبير. عبير جابت توأم وفي نفس الوقت كانت سلوي ولدت بنت غير شرعية مني. اترجيتها كتير إننا نتجوز ونربي بنتنا مع بعض، لكن للأسف هي كانت ترفض كل مرة. أنا فاكر كل حاجة زي ما تكون لسة كانت إمبارح."
**فلاش باك**
الشخص المجهول (عثمان) يترجى: "بترجاكي يا سلوي وافقي نتجوز ونربي بنتنا مع بعض. رجاءً، أنا عاوز بنتي تتربى في حضني وأسمع منها كلمة 'بابا'."
سلوي بغضب: "أنت بتخرف! بتقول إيه يا عثمان؟ أنت عارف لو حد اكتشف إن كان بيني وبينك علاقة غير شرعية إيه اللي ممكن يحصل؟ ولا خالد ممكن يعمل إيه؟"
يرد عثمان قائلاً: "ما كده كده الكل هيعرف يا سلوي إنك كنتِ حامل. أنتِ سافرتِ طول شهور الحمل علشان مافيش حد يعرف حاجة، بس دلوقتي ولدتِ وفي بين إيديكِ روح."
سلوي: "ماتخافش يا عثمان، بنتي مافيش حد هيعرف إنها بنتي غير أنا وأنت."
عثمان بقلق: "إزاي؟ أنتِ ناوية تعملي إيه؟"
سلوي بشرود: "عبير، مرات خالد، هتولد يا النهاردة يا بكره بالكثير."
عثمان بتساؤل: "مش فاهم قصدك إيه؟ وعبير مرات أخوكي مالها ومال اللي هيحصل؟"
سلوي بخبث: "هبدل الجنين، هحط بنتي بدل اللي هتجيبه عبير."
عثمان بدهشة وصوت عالٍ: "أنتِ اتجننتي!"
سلوي بغضب: "اهدى يا عثمان واعرف أنت بتكلم مين، واللي أنا بقول عليه هو اللي هيتنفذ، فاهم؟"
وبالفعل، في اليوم الثاني، أنجبت عبير، زوجة خالد، اثنين: ذكر وأنثى. وقبل أن ترى أولادها أو أن يعلم أحد بما أنجبت، كانت سلوي قد اتفقت مع الطبيب الذي باع ضميره من أجل بعض المال واستبدلت الأطفال، وضعت ابنتها بدل ابنة أخيها.
أنت تقرأ
قصة حنين /الكاتبة صباح عبدالله فتحي
Randomفي بداية قصة حياتها، تجد نفسها تتحدى التمييز والتوقعات الاجتماعية بينما تسعى لتحقيق أحلامها في جامعة مرموقة. لكن رحلة الاندماج في هذا العالم الجديد تقودها إلى مواجهة عوائق غير متوقعة وتكشف أسراراً قد تكون أكثر تعقيداً من أي شيء تصورته. في خضم الصراع...