المنقلب

لستُ منكم

[بعد يومين من دفن نور]
يمضي الوقت كالسُّم على قلبِ نجم.. وكالعسل مع أبيه المُجرم!، فيبدو لعثمان أن ربيعهُ قد بدأ للتو، وأنه سيعيش حياتهُ كما تمنى وخطط لها..
حدث ذلك أثناء عمله في الصباح الباكر حين قدوم فتاةٍ جديدة للعمل.

[في المطبعة الصحافية، صباحاً]
فتاة : مرحباً ، أنا جديدة بالعمل هُنا.. هل يُمكنك إطلاعي على المكان ؟
عثمان : {يقع بالحب من أول نظرة} نعم!، بالطبع! ، تفضلي معي .
الفتاة : شكراً لك .

{ عثمان يُحدث نفسه اثناء سيره معها }
إلهي!، إنها كتلةٌ من الجمال ، تمتلك كل الصفات التي أحِبُها !.. بما أنني قد تخلصتُ للتو من تلك المتوحشة البغيضة و تحرّرت كلياً منها ومن أطفالها .. لربما بإمكاني طلب رفقة هذة الشابة لبقية حياتي !.

[ في المنزل المتروك، صباحاً ]
حيثُ هنالك نجم نائمٌ على الأرض بإنهاك، وبجانبه الرجل الطويل يقرأ كتاباً يتحدّث عن علم الخيمياء لكاتبٍ غنيٍ عن التعريف، فجأةً..

[صوت غامض يتحدث]:
-أتتركُه ينام على الأرض!!
:هو من نام هكذا بمفرده.
-وماذا لو كان فعلاً (الآريـز) القادم!!
:لا بأس، لن يفعل شيئاً لي.
-إحذر ، يجب أن تكسب رِضاهُ عنك!.
:إنه من البشر، كسبهم سهل.
-لقد حذرتُك وحسب! ، سأُغادر الآن.

[ نجم يستيقظ ]
إلى من تتحدث؟
-لا أحد ، كنت أقرأ حواراً بصوتٍ عالِ.
:لماذا لم تَنَم؟
-لستُ منكم.
:لماذا تُكرر هذه الجملة اللعينة؟
-لأنني لستُ منكم.
:وممن تكون؟
-أنا لستُ إنساً أو حيواناً ..
:شبح؟

-عزيزي نجم، يصعب إخبارك ولكن.. أنا أنتمي لمخلوقاتٍ يخشاها البشرُ كثيراً دون سببٍ واضح ، مخلوقاتٌ تُسمّى بـ"الجن"، قُل لي أيها البشري.. أتخافنا كالبقية؟.
:لستُ خائفاً بتاتاً، أنتم برأيي مجرّد مخلوقاتٍ تسعى لأهدافٍ شتّى مثلنا.
[الرجل الطويل يبتسم بصدمة]

:كُنتُ مرتاباً تجاهك والآن أيقنت بإختلافك، الأهمُّ من ذلك.. لِماذا أنتَ على شاكلة إنسان؟
-لن تُحبّ مظهري الحقيقي، إضافةً إلى هذا أحببتُ هيئة البشري هذة.
:{يجيب دون مبالاة متمتماً} هكذا إذن.. على كُلٍ، لم أعرف إسمك بعد
-أُدعى هنا يونس.
:(يُتمتم) اوه.. تشرّفت.
-وأنا أيضاً.

بدأت رحلة نجم في العالم دون نور.. وأول مرافقٍ يكتسبهُ، من بعد نور، ليس إنساناً!، هل سيمضي حياته طبيعياً أم ستتغير الدّفة بسبب نوع الصداقة العجيب هذا؟!.. لنُكمل!!..