تَمْضِي الشُهورُ ، كَـ مُضِّيِ الوَرَقةِ الساقِطَة في مَهبّ الرِيح ..
تِسعَةُ أشْهُر .. مِن التَدريب ، تِسعَةُ أشهُر .. من التَخطيط
تِسعَةُ أشهُر .. لِقدومِ أخٍ جديد.في ذلِك اليوم قَبْلَ خرُوجهِ من رَحِم أُمه بِساعات ، كانَ نَجم في منْزِل والِده ، يُراقِبُ قَمر بِدقّة ، يُحلل ماهِيتِهَا ، شَخْصُها ، وطريقَة حدِيثِها ، وأثناءَ إعدادهِم عشاء اللّيلة تحدّثوا كثيراً...
يبدأ نجم بالحديث سائلاً: كيفَ تَعرّفتِ على أبـ.. أب زين.
: من العَمل
-الصحَافة؟
: نَعم ، لقد دعاني.. مهلاً كيفَ عرفت عملنا؟
-أوه.. لقَد رأيتُ أوراقاً وطوابِعَ مُبعثرةً في منزِلكُم، فعَرفتُ ذلك.
: دَقيقُ المُلاحظة ! كما توقّعت أنتَ ذكيٌ بشكلٍ ملحوظ!.
-شُكراً على الإطْراء ، بالمُناسبة.. لقد مَضت تِسعة أشهُرٍ منذُ حَملِك طفلاً ، ألَم يَحِنْ الوَقت لقُدومِه؟
: نعم.. هَذا صحيح في أي لحظة قد تَخرُج
-فتاة؟
: نعم! ، ألَيسَ لطيفاً أن يكُون زين أخاً أكبر لشقيقة!
-سيكُون رائعاً ، أتطلّع لرُؤيتها.وحالما وُضِعَ العَشاء .. بدأت أقدامٌ صغيرة بالركْل ، تُعلن أن صَاحِبتَها قادِمةٌ لعالمِنا ، ملامِحُ الألَمِ الشّديد على وجْهِ قَمر يُوضّح ذلِك.. تسقُطُ أرضاً ويبدأ ماءُ الرّحِمِ بالنّفاد..
يهرَعُ عُثمان بأخذِها لأقرَبِ طبيب في المنطقة، ويُساعِدهُ نجم في ذلِك
( فضولاً لا تعاطُفاً ).بينما يجلِسانِ في إنتِظَار مولودةٍ جديدة بوجهِ والدٍ متحمس ومُتوتّر ،
و مَلِكٍ باردٍ وهادئ يُفكّر، إذا بنجم يتحدّث :-لم أكُن أعلَمُ أنني وُلِدْتُ بهذة الطَريقة.
: أقزَزُ مما تتوقّع ، بالأخصِ أنّك من تلكَ المرأة.
يردف بإبتسامة مُتمتماً ومُمدّداً نُطقه: آخر منظرٍ تراه، سيكونُ مُـقزّزاً جداً.
(عثمان دون تركيز) : ماذا ؟..
بُكاء رضِيعة يقطعُ ذلِك الحَديث ، يَركُضُ الإثنَان لِرُؤيتها بفضول .. صَغِيرَةُ الحَجم ، حَمراء اللّون ، مُغلقة العينين ، يَحْمِلُها والدُها بإبتسامةٍ غبيّة ويتأملُها ، يَنظُر نَجم إليها بِحُزنٍ وتعجُّب..قَمر بنبرةٍ ضعيفة: ما أجملها..هل ستَختارُ لها إسماً ثُلاثياً أيضاً؟
عثمان : نعم !
قمر : ماذا إخترت ؟
عثمان : نـور.
أنت تقرأ
المنقلب
Fantastikينشأ الطفل نجم مع شقيقته الصُغرى نور في ظِلّ أبوان قاسيين.. فجأة يطرأ حدثٌ ما يتسبب بتغييرٍ هائل لمسار العالم بأسرِه !! .