حديث النّفس

13 0 0
                                    

أراضي الجِمار-قلعة الآريز.

[نجم في ذاكِرتِه]
-(ركض) أخِــي!..أنظُـر وجدتُ دودةً خَضراء! ...
-أخِي؟ هل سَأكُون ذكيّةً مثلكَ عندمَا أذهبُ إلى المَدرَسة؟.
-(بِدمُوعٍ غزيرة) أخي! ، أرجُوك!.. لا تَفعَل ستُعاقِبُك أمي، أرجوك!.
-أخي! لقَد أخبَرني أبي أنّني أصبَحتُ شابّةً كبِيرة (ضحِك)
-أخي.. عِندما نَكبَر سنعِيشُ معاً في مكانٍ بعِيدٍ وجَميل! .
-يونس: (قامَ والِدُكَ بفِعلٍ شنيع)..(وقامَت والِدَتُك بتعذِيبِها).
ما يراهُ في خياله.. أصابِع صَغيرة مُقطّعة.. أمعاء مُتدليّة.. عَينان مقلُوعتَان.

يجْلِسُ نجم بِخشُوعٍ على عَرشِه، يستَرجِعُ تفاصِيل أيّامِه معَ شقيقَتِه "نور" بوجهٍ مُتبلّد ، بحِقدٍ لا يُشفى غليلُهُ بمجرّد الإنتقَام..
ويَتوقّفُ على جُملةِ يونس (قامَ والِدُك بفعلٍ شنيع) ، ليَنهَضَ و ينْهَض الغَضَبُ معه.

-رَغمَ كُلّ ما فَعلتُهُ لكَ يا أبي ، إلّا أنّني لم أكتَفِي أبداً، ولم يُهدّئني تمزيقُك إرباً واحِداً بالمائة .. أتعلَمُ لِمَ؟ .. لأنّكَما أَنتَ والّتي أنجبتني أخذتُما منّي الشّيء الوحيدَ الذي أحبَبْتُه في هذا العالَم ، والّذي قَد بَنيتُ عليهِ كلّ أحلامي المُستَقبَليّة، فالأساسَ المبدئيُّ من حيَاتي قد هُدِم ، فَهُدِمت حياتي بأكملِها معه، و أيضاً أنتَ سَلبتَ منّي لذاذَة الإنتقام منها  ولو أنهّا مازالَت تعيش، لَجَعلتُها أتعَس الكائناتِ الحيّة .

على كُلٍ .. حانَ موعِدُ العذَابِ العظِيم الذّي دبّرتُه لك..
لعلّهُ يكونُ الشّيء الذي سيُهدّئُني ..
لِتُجرّبَ مذاقَ أن يُسلَبَ مِنكَ شيئاً عزيزاً ، وتَـذَكّر.. أنّني ذُقتُ ذاتَ الشّيءِ قَبلَ خمسَةِ سنوات.. أي عندما كُنتُ في التاسِعة، وبَعدَ أن أفْعَل.. أُودّعُكَ و تَنْتَقِلُ للجَحيم.

في أثينا - منزل ياسمين وبدر.

بدر: ألَكِ أن تَتَخيّلِي..أنّ تِلكَ الحوادِثِ يا روز.. كَانَت من تَدبير أخي الصّغير.. أليسَ هذا مُضْحِكاً؟ ، لَقَد تراجَعَ تعدادُ العَالم بالمليَارات وكُلّ ذلِك مُجرّدُ أمرٍ من أخي الصّغير.. أليسَ مُفجعاً أن أوضَعَ في عَرضِ المَوضوع ، و أُصفَعَ بالحَقائِق حتى أُدرِكَ أن من قَتَل أمي هو أخي! ، وأنّ أخي قَتَل مِليـارات الأُمّهاتِ و الأجِنّة!.. و أنّهُ يسْلِبُ من ملياراتِ الأطفَال أمهاتِهِم ، وأنّهُ يقُـومُ بتَعذيبِ أبي و يستَمِرُّ بأفعالِه دونَ أن أنتَفِضَ قَدرَ شَعرَةٍ لإيقافِه!! .

روز:إيّاكَ أن تُفكّرَ بهذِة الطّريقَة ، إنّها تستَنزفُ طاقَتَك فقَط ،  فأنتَ لستَ مُذنِباً..لا تُلقِ الملامَةَ على نفسك! ، هو يَملِكُ جنوداً من الوحوش لن تَستَطيعَ فعل شيءٍ بالطّبع! يكفي أنّك تُريد إيقافه ذلكَ لشَيءٌ جميل جداً ! .

لَقَد.. ذُقتُ ذرعاً ممَا رأيتُ في الآوِنةِ الأخِيرة.. لَقد أوتيتُ حقائِقَ كثيرة لا يُمكنُني تحمُلُها أكثر.. أنا أكتَفي لا يُمكنُني معرفةُ أمرٍ آخر ، لم أتوقّع أنّ المَعرفة تؤلِمُ لهذا الْحّد.

في العاصمة أستيباليا - منزل قمر.

تقف قمر على الشرفة في طقسٍ مُمطِر مُحدّثةً ذاتها:
تبقّت أسابِيع قليلة لأنجِبْ طِفلنا ، و أنا لَم أرَ عثمان منذُ بدايَةِ هذا الحمل ، لقد تأخّرَ كثيراً وأنا لا أريدُ تخيُّل ما حدَثَ له لا أريدُ أن يأتي طفلٌ دونَ والِده ووالِدٍ لم يرَ إبنَه!.. عثمان... أيْـنَ أنـت!؟ .

نَجم: سَترينَهُ الآن. 

المنقلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن