في مَنزِل عُثمان وقَمَر ، على العشاء ، يَجْتمعُ الأربعةُ على الطاولة ، نجم يُساعد في إعداد العشاء مع قمر :
:طهوُك لذيذ جداً شكراً لك على المساعدة يا نجم ! .
-العفو، كنتُ أفعَلُ ذلكَ عِوضاً عن أمي، وأختي الصُغرى كانت تُساعدُني.
:أنتَ لطيف حقاً.. مهلاً ألديك أختٌ صُغرى؟ ، أرغبُ في رؤيتها!.
-لقد ماتت.
: المعذِرة ، هذا مؤسِف ... كيـ..كيفَ ماتت؟
-قُتِلَت.
:ماذا!؟؟! ، ومن الذي قتلها !؟؟
-أمي.
:وماذا حدثَ لأمك؟!
-قَتلها أبي.
: (تذرف الدّموع) يإلهي !!!.. هذا كثيرٌ حقاً عليك!!
: ووالدُك؟، هـ...
يُقاطِعُ كلامها بإنفِعـال :
-إنهُ بخيرٍ جداً ، وسعيدٌ جداً ، شكراً على قلقِكِ ولُطفك!.تنتهي المُحادثة المُفاجِئة بالصَمْـت ، وتسمحُ قمر له بالمبيتِ في منزِلِهم لإنها شعرت بتعاطفٍ أُموميٍّ تجاهه ، وتجاه قصتهِ الغامضة، الحزينة والصادمة ، في الواقع لم تَكُن المُحادثة مُريحة بالنسبةِ لِعُثمان كانَ شديدَ التوتُرِ والخوف من أن يَرفع نجم السِتار عن ماضيه وجرائِمه..
لذلك بينما كان نجم نائماً على الأريكة في غرفة المعيشة ، يقتَرِبُ عُثمان حاملاً سِكّيناً بيدهِ ، مُقرراً الإجهازَ على إبنهِ الذي يحْمِلُ حقيقةَ الماضي ، يُصوّب ، يُثبّتُ هدَفه ، يدفع يدهُ نحو عُنُقِ إبنه..
في هذهِ الأثناء كُنتَ يا عزيزي القارئ قد نسيت أمرَ شخصٍ كان موجوداً طوال الأحداث السابقة ، إنهُ يونس حارِسُ الآريز الذي لا يُمكنُ للبشرِ رؤيتهُ سوى نجم ، بِحُكم أنهُ الآريز..في آخر لحظة يدفعُ يونس يدَ عُثمان ويتمكّن من حماية نجم ، إلا أن الدفعة المُفاجئة لعُثمان قد تسبّبَت بسقوط السّكين وجَرْحِ خدّ نجم الأيسَر مِمّا أدَى إلى إستِيقَاظِه متعجباً.
عثمان يحدّقُ بتعابيرِ ذُعْرٍ وتعجُب تغشى محْيَاهُ تماماً.. ينظُرُ نجم إليهِ بوجهٍ غاضِب مُلطّخاً بالدِماء.. يركُضُ عثمان لإخفاء السِكّين بإنفعالٍ وذُعر ، كي لا تَستيقظَ قمر وتَراه.. فيعودُ الأب المذعُور الذي طغى عَليهِ خبثُه لمَسْحِ الدَم من وجه نَجم وتهْديدهِ بعَدم ذِكْرِ سبَبْ جُرحِه حينما تسألُه قَمر.
نجم : كُنتَ ستقْتُلني على كُلِ حال وسيفضَحُ بحرٌ من دمي جَريمَتك وتَتْرُككَ من تُحِبُها كثيراً، أيها الأحمق!.
يُتمتم عُثمان قائلاً: اللعنة مالشيءُ الذي أصابَ يدي!.. إذا تفوّهتَ عن شيءٍ مما حدث اللّيلة فسَأقتـ...
يُقاطعُ نداء قمر لعثمان حديثَهُما بخبَرٍ ما حدَثَ لها ، وهو أنّها أجرَت فحصاً منزلياً وكانت نتيجَتُه طِفلٌ وأخ جديد قادِم ...

أنت تقرأ
المنقلب
Fantasiينشأ الطفل نجم مع شقيقته الصُغرى نور في ظِلّ أبوان قاسيين.. فجأة يطرأ حدثٌ ما يتسبب بتغييرٍ هائل لمسار العالم بأسرِه !! .