الممالِك -٢-

46 4 0
                                    

[ يونس يتحدث ]
وهُنا قلعة حاكم أراضي الجِمـار ، التي لم تُحْكَم منذ ٣٠٠ سنة.
نجم : قلعةٌ جميلة!.
-أتتمنّى الحُكم؟
:ومن الأحمقُ الذي لا يرغب في ذلك.
-جميل ، ستكون الحاكم بالفِعل.
: تبدو واثقاً.
-نعم ، لأن الجميع يتنبأ بأنّ الحاكم الرابع "بشري" لا يهابُ بنينا وكأنهُ فردٌ منّا.. بلا شكٍ أنّهُ أنـت.
(نجم بنظرات صدمة يحدق ويبتسم).

:إلهي غيرُ معقول!!، لا يخال لي أنني سأحكُم ملايين الجيوش من الجِن! أولئك ذوي القدرات الخارقة ! ،ذلك سيُسهّل علي ردع أولئك الذين اُعدِمَت قلوبهم أبصارهُم من الحماقة والخبث ! ،ما أن يحدُث ذلك.. سأنتقم لنور جيداً، عليهم التوقّفُ عن العيش عليهم إنهاء نسلهم، وإيقاف إنجاب الأطفال لئلا يُقتَلوا أو يصبحوا آباءاً خُبثاء!! ، ستُنسى البشرية على يدي إن حدث!.

ومِن هُنا تبدأ القصة الأُخرى ، قِصّة "المُنقلِب" نجم الذي إنقلَبَ ضِدّاً وعدواً للبشرية كافة وليس والديهِ فقط.. فورَ ما علِمَ الأنباء عن الحاكم القادم، تلقّى أملاً وشرارةً ليُعظَّمَ ويُمجّد ويمحو الذي أغاضه ، فأصبح يُخطط في هذهِ السن المُبكّرة لـ مَحْو كل من خُلِق من طين ، كي لا يتكرر ما حدث له ولأخته العزيزة "نور" .

كرّس نفسه لدراسة عوالم البشر والجن معاً، القارات، الدول ،الأنظمة الإمبراطوريات.. أتقن بعض المهارات التي علّمهُ يونس بها مثل : ( إستدعاء مارد للإختِفاء ) ، ( أو أن يسيرَ بلا وحيْ ) .. وتم إنضمامهُ الى مدينة القمر ليصبح أول مواطن بشري يعيش فرداً  بينَ الجن ، ومعظم سُكّان القمر احبوه وأُعجِبوا به ، نظراً لذكاءهِ وطريقة تفكيره المنطقيّة والعبقرية ، ويتوعد أن يُعيد العالم الخارجي( الأرض) ملكاً للجن ويكونوا أكثر هيمنةً على العالم الآخر.

وبينما ينسى عثمان أمرَ إبنه الذي أوشَكَ على أن يُصبح ذا شأنٍ في عالمٍ آخر.. أصبح نجم من كِبار المُخططين للهَجْمات والحروب المنسوبة لمدينة القمر في بضعة أشهر، رُغم أنه في العاشرة من عمره الآن ، إلا أنه ذكاءه يفوق عمره اضعافاً كثيرة ، ثم بعد شهر آخر أصبح من كِبار الضبّاط ، يُدرّب جيوش القمر حسب ما يعرفهُ عن البشر ، ويخبرهم حول نقاط ضعفهم وأين تكمنُ قِواهُم .

يُمكن لسُكّـان مدينة القمر معرفة مكان أي شخص يُريدونه بواسطة "العين الثالثة" التي يملكونها بمقابل الدخول في نوم عميق لمدّة إسبوع تقريباً فور إستخدامها.

نجم يُحدث أحد الجيوش:
-أُريدُك أن تجد مكان أبي في عالم البشر.
:سأفعـل.
-هل رأيته؟
: نعم سيّدي.. يبدو.. سعيداً جداً، برفقة سيدةٍ سعيدة أيضاً. 
-أين هو؟
:إنّهُ ذاهبٌ بواسطة عربة خيول، نحو ساحةٍ منتظمة قبال متجرٍ ضخم.
-حسناً يكفي بإمكانك النوم [يسقط الجندي نائماً] .
:خذوني الى مكانه خفيةً.
مارد يتحدث: لكَ ذلك.

[من سطح أحد المنازل حول الزفاف]
المارد :أظنّهُ يا نجم، قد تزوّج للتو.
-هه، أتركوه يفرح قليلاً ، ليغرق في النعيم قدر ما يشاء حتى يظنّه غير زائل ، ثم أنتشلهُ من فرحه وأُلقيه في الجحيم.

المنقلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن