|لوحةٌ مقابل فكرة|

85 27 17
                                        

أنس

عم النشاط بالمكان ما إن صحونا، سمعنا المنبه فوثبنا من أماكننا باسمين بحماسة، بالطبع ذلك باستثناء نوح الذي لم يكن يريد لليوم أن يبدأ من الأصل، فأيقظناه وجعلناه ينهض قصرًا.

كان يتبقى ساعة على موعد استيقاظ الجدة فلم نكن لنفطر الآن، توضأنا وصلينا نحن الخمسة صلاة الصبح جماعة، بقينا نتشاجر لعشرة دقائق على من يقوم بدور الإمام، ورسى نهايةً على براء، صلينا في شرفة المنزل المربعة الواسعة، هذه البناية أكثر المجاوين علوًا، مما يجعلنا الآن نبصر جزءًا كبيرًا من السماء.

أحب نسيم الصباح هذا، ما يرافق إشراق الشمس، إنه هادئ ومطمئن.

كان يقبع بالشرفة أربعة أرائك للجلوس صنعوا على الطراز القديم، وتتوسطهم طاولة..

طاولة! دائرية بأرجل خشبية صغيرة الحجم!

«أتحتاجون هذه الطاولة كثيرًا عمير؟»

«فكرة رائعة.. جدتي إن علمت ستطردك من بيتها حتمًا، ولكنني لدي خطة.»

«اشجينا!»

قال موسى الجالس على أحد الأرائك واضعًا قدمًا على الأخرى، قص علينا عمير خطته، كانت محكمة بدقة، هذا الفتى لديه خبرة مسبقة في التواري.

ذهب عمير ليجلب يارا أخته لبدء تنفيذ الخطة، وقبل أن يذهب أتى لنا بمفرشٍ أبيض صغير، يكفي لتغطية الطاولة وسيتدلى منها جزءًا صغيرًا.

«يجب علينا تلوينه وتركه يجف قبل أن تستيقظ الجدة، أي قبل نصف ساعة من الآن! تبًا نحن سارقون!»

صاح بي براء حينما وجدني شاردًا أنظر للمفرش والطاولة، لقد أفزعني.

«تبًا لك أنت اهدأ! سنعيد لها المفرش والطاولة ما إن نبدأ بكسب المال!»

خلال ذلك كان قد جلب براء ألوانه ووضعها على الأرض لعدم وجود طاولة غير التي سنضع عليها المفرش لنلونه.

«ماذا سنفعل أنس؟»

«اسكب الألوان.»

«ماذا؟»

«اسكب الألوان!»

«ألواني!»

قال بعد ما وجدني لم أنتظره وأمسكت بكل علبة ألوان واسكب منها جزءًا ليس بصغيرٍ على المفرش في أجزاءه بتفرق.

«ستعجبك صدقني! هيا قم بدمج الألوان بهذه الفرشة لأنني أحبها.»

«لا نحتاج إلى فرشاة!»

قال محاولًا تمالك أعصابه، لديه حق، لقد نفذ نصف كل لون من ألوانه يعتبر.

أمسك بالجهة الأولى من المفرش ينفضه بخفة فتندمج الألوان بسلاسة، فعل الشيء نفسه في كل جهة بمهارة حتى أصبح المفرش مكون من تدرجات البنفسجي والأزرق واللون والأحمر والأسود ممتزجين سويًا!

مرسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن