الحياهُ لا تسيرُ دائمًا كما نَبغِي، فـ الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، وليسَ كلُ ما يتمناهُ المرء يُدركه، إن اشتريتَ بطيخًا وكنتَ تَرجو أن يكونَ احمرًا، ليس بالضرورة أن يكون كذلك، فَـ تجِده اصفرًا عندما تشُقُه...
EREN'S POV:
عُدنا من عندِ الطبيبةِ ووصلنا الى المنزل، اجبرتُها على البقاء اليومَ في السريرِ رغم جميعِ توسُلاتها، لطالما كانت عنيدةً هكذا... ولكن في الماضي لم أكن أستطيع أن ارُد كَلِمتها وكانت تُنَفِذُ ما برأسها، ولكن الوضعُ الآن مُختلف
لاسّيما إن كان الأمر يتعلقُ بِصحتها وسلامتها، فـ لن أستطيع مُجاراتها في رغباتها
بينما ادفعُها بخفةٍ لتستلقي على السرير برطَمت وهي تترجاني
" ايرين توقف عن هذا! هل نسيتَ بأنه يجب علينا مُساعدةُ ارمين؟! "تجاهلتُها ثم اجبت بهدوءٍ وانا ابسِطُ الغطاءَ عليها
" أنتِ تَحتاجينَ للراحة، سأذهب أنا لمساعدة ارمين والرفاق، اما أنتِ فـ دورُكِ اليومَ هو مُلازمةُ السرير والنوم.. "نظَرت إليها نظرةً أخيرةً قبل أن ارحل، ومازالت بِنفسِ عُبوسها عادِمةً المسافةَ التي بين حاجِبيها، وحين لاحظت نظراتي إليها، رأيت تلكَ الحُمرةَ التي تظهر على خديها حينَ تَخجَل مني، فـ التفتت إلى الناحيةِ الأخرى تَختَبئ تحت الغطاءِ مُوَلِيةً ظهرها إليّ
فـ ابتسمتُ لا إراديًا واقتربت منها وقَبّلتُها على خَدّها، ثم همَستُ بجانبِ أذنها
" ارتاحي جيدًا.. "
بعثرتُ شعرها قبل أن أذهب واردفت بصوتٍ عالٍ وانا في طريقي للخروج
" سأعود مساءًا انتظريني! ... "خرجتُ من المَنزِل وفي طريقي الى منزل ارمين، كنت افكر بكلامِ الطبيبة، حقًا أشعر بالذنب كلَ ما تذكرتُ كلماتها
' اطمئن إنها بخير..ولكن يبدو بأنها بذلت جهدًا رهيبًا في الفترةِ الماضية مما أدى إلى تدهورِ حالتها الصحية، ستحتاجُ فقط لبعضِ الراحةِ.. '
وللاسف كانت مُحِقة..
لقد شغلني امرُ آني في الفترة الماضيةِ حتى غَفِلتُ عن أمرها، لقد كانت اكثرَ من يبذُل جهدًا بيننا، كانت تُساعدُ ساشا في الطبخِ ثم تأتي لايصال الطعامِ لنا ومن ثُم تتابعُ العمل معنا، ومَجِيئها للسفرِ معي كل يومٍ قصةٌ أخرى، كيفَ لم الحَظ هذا منذُ البداية؟! وحتى عندما رأيتها منهارةً امامي افترضتُ أمرًا آخر ولم يأتِ ببالي أنها مُتعبة...وبينما كانت تؤنِبُني أفكاري وجدتُ نفسي أمام منزل ارمين، لا ادري متى وصلت ولكن فتحت الباب الذي كان غيرَ مُقفل.. يبدو بأن باقي الرفاقِ قد وصلوا قبلي
" مرحبًا.. "
دخلتُ إليهم ورأيتُ كُلًا منهم منشغلٌ بعملٍ ما، ارمين يتحدثُ على الهاتف..بدا بأنه القائد، وكوني بيدهِ دفترُ ملاحظات يُسجِل فيه شيئًا، وكالعادةِ ساشا كانت بالمطبخ