في تلكَ الجزيرةِ الهادئة، تحتَ هذه السماءِ المُظلمةِ التي تُنيرها تلكَ النُجومُ اللامعةِ، الناسُ نيامٌ في منازلهم، عدا مكانٍ واحدٍ يَعِجُّ بالضجة، وأهله مُستيقظونَ ونُشطاءفي تلكَ الغرفةِ التي تَملؤها اصواتُ السعادةِ والحُبور، مُجْتَمِعينَ حولَ السريرِ الذي يحمِلُ الأم ومولودها حديثَ الوِلادة، تَحمِل الطفل بينَ ذراعيها وتتأمله بابتسامةِ استبشارٍ وفرحة
" يبدو أن إحساس الأبِ كانَ صائِبًا في النهاية!أخبرنا يا ارمين!
كيف استطعت تخمينَ جِنسه؟! "
سأل كوني مُحاولًا استفزاز الأخرى لينظر له ارمين نظراتِ توسُلٍ حتى يصمت، فظهرَ صوتُ الأخرى مجيبةً إياه بهدوء
" هذا صحيح..يبدو بأن إحساس الأب اقوى من إحساس الأم..غير ذلك لما حصلنا على هذا الصبي اللطيف! "قالت آخر جملتها لتَضُمّ الصغير إلى صدرها بقوةٍ حتى بدأ بالبكاء ليبدأوا هم بالضحك
" عنيفةٌ حتى في حب طفلها "كانت ميكاسا ولأول مرةٍ تنجذبُ إلى طفلٍ رضيع، حيث أنها كانت تُداعبه بأناملها على وجههِ وتنظرُ له بِحُبٍ شديد، وكأنه ابنها هي فلقد كانت سعيدةً جدًا حين قامت بحملهِ اول مرة... وكأنها جربت شعورًا جديدًا في حياتها...
" إن كان يُعجبكِ إلى هذا الحد..فلم لا تحصلي على واحدٍ لكِ أنتِ وايرين؟ "وعادت الشقراء لعادتها المُزعِجةِ مُحاولةً إثارة غضبِ الأخرى ليبدأوا جميعًا بالقهقهةِ عليهما
وميكاسا التي كانت تشعرُ بأن دُخانًا يتصاعد من أذنيها فوقفت بغضبٍ مكتومٍ أمام الأخرى
" مهلًا مالذي ستفعلينه لا تنسي بأنني امرأةٌ لم يمضِ على ولادتها ست ساعات! "اردفت بأسفٍ ثم أخرجت لسانها أمام الأخرى لأنها تدري استحالة مُحاولتها فعل أي شيء لها
" سأترككِ هذه المرةَ فقط من أجل جيمي! "أجابتها ببرودٍ ثم عادت مكانها ولكن فوجِئت بأصواتِ الجميعُ يضحكون على موقفها، وسرعان ما شاركتهم هي أيضًا مزاحهم
وسطَ كل هذه الجلبةِ كان يجلسُ بجانبها ينظرُ للفراغِ وغيرُ مُنتبهٍ لما يجري حوله حتى أفاقه صوتُ صديقه الذي يردد مقاطع اسمه
" ايـ ريـ ننن! ألا تسمعني؟ "تنبه إليه فارتبكَ بينما يحاول استجماع ما كانوا يقولونَه أو ما يحدثُ حوله
" ممـ..ماذا قلت؟ عذرًا لم أسمعك.. "
تنهد ارمين ثم اقترب منه قائلًا
" لقد كنت أسألك عن رأيك في اسمِ جيمي؟ "