حَقيقةٌ أم سَراب

25 6 0
                                    

وَقفت أمام البَوابات الضَخمة العائقة بَينهما كَكُلِ شيءٍ

تَشعر بالريحِ تَضربُ ضلوع صَدرها، كأن الخريف فِي قلبها

أمَاسَمِعتهُ حَقيقةٌ أم...أم سَراب

طَرقت بيديها على الأبواب الحديديةِ وصاحت بصوتٍ عَالي

" يَا مَولاي، إفتح البَاب"

فُتح البَاب مِن قِبلَ الحُراس فقابلتها نظراتهُ الزائغه ويديهِ الراجفةِ

وإقتربت منهُ مِن جَديد

" مَالذي قُلتهُ للتَوِ؟"

" قلتُ أنني أُحبكِ، أُحبكِ آليماند وأنا لَم أؤمنُ بالحُب مِنَ النظراتِ الأولىٰ، رُبما أرادَ القدرُ أن يُريني أنني لستُ علىٰ صوابٍ وأنَ هذَا الحُبِ موجود"

تنهدَ ثُم اِسترسلَ حديثهُ

" الدليلُ علىٰ الحُب
هُو أنتِ آليماند
ظهوركِ من العدم
إنتشالكِ لي مِن بينَ الظلام ومِن بينَ صفحاتِ الحُزن
وجودكِ يعني الحُب، والحبُ يَعني وجودكِ"

كانَ الهواء يحركُ شعرها القَصير وقَد أسقط الرَبطة القَصيرة ذاتَ اللونِ الأسود فإلتقطها يونجي قبلَ سقُوطها

" هَل.. هَل يُمكنني الإحتفاظُ بِها؟" فأومئت  هي كموافقة

إنسدلت غُرتها فوق وجهها برقةٍ وظلت صامته

فبدأت تعلوهُ ملامحَ القلقِ، ولكنهُ أخفاها وأرجعَ خُصلاتها للخلفِ كَي يَرىٰ وجهَهَا الجَميل

" آليماند، مَا.. مَا ردكِ؟"

" أنَا.. أنَا.. أحبكَ"

زادت رجفةُ يدهِ وتنفس بعمقٍ

" هَذا...هَذا لَا يُصدق"

" لماذا؟ مالذي توقعتهُ مني؟"

" رُبما تَوقعتُ أننا فقط.. فقط أصدقاء
ولكن أنَا .. أنا أطيرُ فرحًا الآن"

" أصدِقاء؟ هَل تُمازحني، لُو كُنا أصدقاء لما شعرتُ بالغيرةِ في وقتٍ سابق"

إبتسم بإتساع وبريقُ عيناهُ واضحٌ لمن يراه على بُعدِ أميالٍ

" هَل لي بسؤال"

" أكيد "

" مَتى سَتعودينَ للتواجدَ بالحانةِ"

رَاقصيني ولو إنتهى العَالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن