اليومً الرابع.

39 8 1
                                    

اتذكرُ طفولتَي بشكل شريطَ يمِر امامي..
ذكرياتي مَع سيڤاك اخي ، ووجودهُ حولي، والدمى المحشوَة بحُب التي كُنا نمسكُها ونجري .
كانَ سيڤاك هاويا للعزفِ ، كان يجلسُ امام النافذة بجانب غرفتهٌ بهدوء تام ويعزفُ حتى البزوغ والنسيمُ يتلاعب بين اناملٌه
كنت اشاهدهُ خلسة لكِي لايشعر انني مهٌتم لأمرهُ
ندمتُ بشدة .. ندمتُ لأنني لم أضهُر له حِبي
غادر سيڤاك.. غادر وبداخل فمي كلامَ محشو لازلت اريد ان اقولهُ له
لذا ، منذ تلك اللحضة التي قُتل فيها سيڤاك امام ناضري قطعت وعدآ بين ذاتي ان اكتُب..
أكتُب كُل شيء عنه وعني.
وان يدركُ الجميع كيف ان سيڤاك لم يستحق الموت ابدآ
وان اثبت برائتي وأردع جميع تلك الاشاعاتَ بكلماتِي.
مَقتل سيڤاك كان بمثابة سيف وطٌعنً بأحشاء قلبي..
كَان يوما عاديآ حينها ، كُنت اسير متجها للكنيسة كلعادة ، دون ان يعيرني اهتمام احد ، اجلس في الكنيسة ادعي الرب او اقرأ كُتب
حتى جاء صراخآ قويا من بعيد
"جاك !!!"
نداءَ بأسمي فقط ! وتوقف النداء حتى استدرت وهرعت نحو الشارع لأرى سيڤاك ممددآ بين الارصفة ولاتعابير على وجهه ، رفعتهُ بذراعي لأتحسس شيئآ دافئا لامسني.. دماء سيڤاك!!. انها دمائه!! شعرت بها من بين ضهرهُ ، لقد طُعن بقوة والناس تحدق بتعجب احدهم يصرخ بذعر ، والاخر يقول هاتوا الشرطة ، والبعض يحاول انقاذ سيڤاك ، اما انا..
انا أحدق بأجفن سيڤاك ودمائهٌ تحوطني وأقول بين نفسي ..
انهُ يحدق بي، سيڤاك حي ، انهُ مجرد حلم ومتأكد انني سأستيقضُ بأي وقت
لم اصرخ، لم ابكي، لم انادي للمساعدة، كنت متوهما ان روحه كانت تخاطبني وهي تضحك كعادتهِ..
لهذا السبب أتهمت بقتله بسبب البصمات عليهِ وان جميع المارة نضروا بتعجب نحوي لأنني لم أبدي اي ردة فعل خارجيا
بينما من الداخل..
كُنت اغلي .. احترق ببطيء .. اتمزق كَ ورقة شجَرة ارتطمت بقوة على الحائط
لم يعرف احدآ القاتل الحقيقي بعد..
جميع ماعرفوه هو انهم ألبسوني التهُمة..
يا لسذاجتهُم..

مِنزل دِونَ مٍرآة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن