أِليومَ الأحدى عشر.

23 6 0
                                    

نهضتُ عِند التاسعَة غيرُ مدركآ لمَا فعلتُ أمسَ
أكانَ حقا انا؟ ، ام انهَا وهلة من الغضبِ الكبير
لربمَا من فرطِ خوفي وغضبَي فعلتُ ماقد فعلتُه
لم اعُد اهتمُ!ولما سأهتمُ؟
ابعدتُ الغطاءَ عني، وتوجهتُ نحوَ المطبخ،كعادتي أأكل ما تبقى في الثِلاجة،حتى ادركتُ لثواني
"يا لي مَن غبي،لقد أحتجتُ لذلك العمل والأن ماذا! هرعتُ منهم دونَ اي عمل".
"ماذا سأفعل،أأعود وابحث عن عمل اخر؟ بلدتنا صغيرة،ماذا لو رأني أحدهُم وعلم أنني القسيسُ جاك الذي فر بلهربَ من محل الفطائر في اول يوم لهُ ؟"
"لما سأهتُم!.. ليتحدثوا ما سيتحدثوا،همَ دائما يتربصون لأي احد، حتى الذبابة التي تدخل لهذه البلدة لا تخرجُ سليمَة".
خرجتُ من المنزل بدونَ اي حاجز يمنعني من الذهاب للبحث عن عمل اخر.
هذهِ المرة ارتديتُ سترة سوداء ووضعتُ قبعَة، نضراتُ لا اريد رؤية وجهَ احدهُم.
"مرحبا،عفوا جئتُ اسئل ان كنتم تريدون اي احدا هنا ليعملَ؟" قلت هذهِ الجملة في اول دخولي لمتجَر الملابسِ هذا، بدا لي انهُ جيد،ويبيعونَ ألبسة رجالية، ربما سيناسبني العمل هَنا.
"تمهل لحضة،سأسئل المدير وأعود أليك" قالها لي واستدار ليسئل مديره في الغرفة الاخرى
ضللتُ واقفا حتى زاحت عيناي على وشاحَ ابيض، كان موضوعا على احدى الألبسة، لأول رؤيتهِ تذكرتُ سيڤاك..
سيڤاك يحُب أرتدائهِ،كان يلفهُ حول عنقهِ،لم اعلم لما، ولم اتملك شجاعتي لسؤالهِ،كنت اضن وقتها انهُ حاولَ الانتحار فيخفي أثار خطيئتهُ..مهلا لا..سيڤاك لايفكر هكذا..سيڤاكَ كان يخططُ للمستقبل..كان يريد ان يكتشف العالمَ،ان يغامر،وأرادَ ان يفتتح محلآ ايضا،لما قد يفكر بلأنتحارِ وقتها!.. لما انا افكر بهذا الأن..
"عفوا سيدي لكننا لا نحتاجُ عاملين هنا.."
أومئتَ برأسي "حسنا شكرا لوقتكَ"..
ألتفتُ لأخرج واذا بي اصطدمُ بأحدهم دون ان انتبه
"هيي تابع خطاك!" قالها بتلك النبرة الغريبة..
تجمدتُ في مكاني..وقفتَ احدق بوجههُ، تصلبت اطرافي دون ان انطق،لقد .. كان سيڤاك!.. انهُ يشبههُ هذا وجه سيڤاك!.. لما ما الذي أتى بذلك الرجل امامي!! لما هو يشبههُ!! ام أنني من فرط تفكيري بهٌ بت أراهُ هو!..
"الى ما نتضَر ابتعد عن طريقي!!" قالها وسار من امامي
لم انتبه لنفسي،حتى بقتُ هادئا لثواني وهرعت بلخروج من المحل،كان ذلك الرجل يشبههُ بشدة! لدرجة لم استطع النطق او قول اي شيء، اردت سؤالهُ عن اسمهِ، اردتُ الحديث معه لأشعر كما لو انني اتحدث لسيڤاك لكن.. لكنهَ بدأ وكأنه متعجرف..يشبهُ سيڤاك اجل!! لكن..ليس مثلهُ.. يشبه شكلهُ ونبرة صوتهِ لكنه ليس هو .. اسلوبهُ جاحَد ولا ابتسامة على وجهه لذا علمت انه ليس مثلَ سيڤاك ،ولن يصبحَ مثله، لكنني رأيت سيڤاك بداخلي عندما حدقت بهِ، ذلك لربما لأنه يشبهه شكلآ؟.. لربما.. لا ادري الأن، لما كُل شيء يتبعني،لما اين ما حللتُ أرى وجهه او شيء منهُ،أتمنى ليوم واحد ان يعود سيڤاك، يعود كما لو انهُ لم يمت، او ان موتهِ كان مزيفا فحسب..ليقول "اهلا جاكَ! انهُ انا، سيڤاك،اسف لجعلك تنتضر طويلا"
كان عليه قول هذا، يجب عليه الاعتذار لي لجعلي انتَضر كل هذا الوقت ولجعليَ وحيدآ الأن..

مِنزل دِونَ مٍرآة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن