يوم مجهُول.

40 7 2
                                    

لم استطع كبحَ نفسي بعدم القدومِ أليك..
"جاك،ام علي القول سيڤاك؟ اشعُر ان كلاهمُا هوَ انت! سيڤاك بداخلك..
"لم اخبرك ان تأتي.
"كان من المفاجئ ان اتلقى رسالةَ كهذهِ منكَ،وددت القدوم لأدرك ما الذي تعنيهِ بكلامكَ هذا؟"
"وايضا الى اين تسير انت؟"
"الى نفسي.."
"ما الذي تعنيهِ.. جاك اسمع" يستدير امامي
"انا اعلمُ ان الامر كان صعبا،ومازال صعبا،لكن الان،لقد عثرت على عمل أليس كذلك؟،هذا تقدم جيد صدقني، ستتمكَن من تمضية الوقت واخذ المال وا.-
قاطعته قائلا" وما نهاية كُل هذا؟"
"نهاية ماذا..!"
"ألا ترى"؟
"ماعدتُ اهتم لأي مَن هذهِ الامور."
"ما الذي يهمكَ أذن؟"
"الجوف الذي بداخلي، ذلك مايهُمني"
"توقف عَن لوم نفسك جاك.. امرك مازال على المحك.. تبدوا باهتآ"
"ما الذي تبقى من نفسي لألومهُ؟ انا عبرتُ المحك"
يضعُ يداه على كتفي"جاك.. دعنا نعد للمنزل ولتأخذ انت قسطا من الراحة، وسنناقش مايدور في رأسك غدا، سأزورك في المكتبة، حسنا؟"
"لا، لا اريد المزيد من الايامَ لأرمي عليها افكاري" ابعدت يداه عني، وسرت امام الشارع
"جاك تمهل! دعني افهم الامر فحسب!"
"انتَ تفهُم كُل ما يدور حولك أرميا،تفهم ان ماحصل معي،قد بقى يسيرُ بين دمائي، كيف اجعلهُ يهرب؟ أرميا.. لم ارد يوما ان يتهشمَ رأسي او ان اطلق النار على جسدي اوَ ارمي نفسي من جسر على نهَر يجري، اردتُ ان اعيد ذلك اليوم الذي كان يجب ان اموت فيهٌ، حينما انقذتني انتَ،كان عليك تركي وقتها.."
"جاك،اردتُ لك يوما اخر للعيش..لما تفعل هذا!"
يمد يدهُ لي "جاك، امسك بيدي هذهِ المرة.. لن يعيش الندمَ بداخلك."
"انهُ انا يا أرميا الندمُ هو انا،يكفي انني هربتُ من ذاتي مرارا وتكرارا، لذا هذهِ المرة،انا من سأذهب ألي"
تلكَ كانت اللحضاتِ الاخيرة،سرتُ بهدوء نحو زحام سيارات الشارعَ،لم افكر بشيء قط،كنتُ كما لو انني استلقي للمرة الاولى، استلقي مَن كُل شيء،من كل تلك الايام التي لم احضى بهِا بهذا الشعور، لم اسمع شيء سوى صوت أرميا وهَو يناديني بقوةَ وقدمَ خلفي، لكن.. ناداني بسيڤاك! يعلمُ انني ادعى جاكَ، لكنه ادرك ان سيڤاك بحوزتي ايضا، يجوبُ دواخلي وفكّري، ليس عادلا .. ليس عادلاَ ان اموتَ هكذا دونَ توديعَ أرميا لكنه يعرف،يعرف ما اردت قوله دون ان انطق به،يعرف انني قلتُ له بصمت"أرميا انت تستحقُ الحياة ايضا.."
لمَ ارد لروحي انَ تتعلق بسقف غرفَة هذهِ المدينة، اردتها ان تصبحَ حرة،عكس ماكنت عليهِ هنا، انا مسرور.. مسرور جداَ لأنني لأول مَرة استرحتُ بأرض تشبهُني..
المصادف : 20 - ?? ، ماتَ القسيس جاك بعد حادث مروع بمنتصف شوارع المدينة "

-
2020 / 4/ 3 .
"اهلا عزيزي جاك ! انهُ انا أرميا، مرت عشر سنواتَ منذ اخر مرة كتبتُ لك ، اعيش الانَ بمدينة اخرى وتم توضيفي كأعلامي رسمي في التلفاز ، ألتقيتُ بفتاة تحبني ، سنتزوجُ عن قريب، تمنيت لو انكَ الان تقرأ هذا وتقف امامي وتبتسمُ لأول مرة، في كُل مرة انضر بها في ليالي سبتمبر عند زوايا القمر اتذكر شكل بؤبؤ عينك الابيضَ، انه يشبهُ انكسار القمر! كما لو انكَ حقا منكسر مثلهُ.. دعنا من هذا الان، انتَ افضل بكثير انا اشعر بهذا، وادرك انك الان تبتسم بحضرة سيڤاك..وذاتكَ التي اضعتهَا طوال تلك السنين .. رسالتك الاخيرة علقتها على جدار غرفتي ، كانت احرفك تنزف وكأنك كتبتها لتوَك.. شكرا جاك .. حضيتُ بفضلك على اغرب ثلاثَ ايام ، لقياك كانَ مقدرا .. نبتتك مازالت عند رفوف مكاني، وكتبكَ احتفض بها الى الان .. "اتمنى ان تتذكرني دائما." ذلك اخر ما كتبتهُ انتَ بغلاف مذكراتكَ ، كن حيا دائما ".

نهايٌة ..

مِنزل دِونَ مٍرآة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن