استيَقضتُ اليوم برغبِة غريبةَ بأن اتحدثَ عن سيفاِك بين افرعُ كلماتيِ
مناديَا اليهِ ، لعلهُ هذهِ المرة يزورني في منامِي .
انهَا الثانية عشر صباحآ
الشمسُ تسطعُ بقوة اليوم ، عند شرفتَي اضعُ نبته صغيَرة وخارجَ المنزل توجد لدي احدى ازهَار شقائق النعًمانِ .
اعتَاد سيڤاك ان يجلسَ امام الشرفًة في كًل ضحية يومَ ، فقط ليستنشق الهواء وتلسعُ اشعة الشمسِ جلدهُ بقوة ،رغمُ هذا كان يضحكُ كما لو انهُ في النعيم !
اما انا، كنتُ اكره هواء هذهِ المدينة، اشعُر انها ملوثَة بلتًراهاتٌ
اما سيڤاك كانَ يرى كُل شيء عكس ما اراهُ تماما
ربُما .. هُو متفائل جِدًا.. او ربمٌا، انا مَن لا يرى حقيقة الامَر ..
سيڤاكَ طلب مِني مرة ان اعزفَ معهُ على ألة البيانوا الخاصَة بهِ
كُنت حينها متعجرفآ ، رفضتُ ذلك لم اكن هاوي للمُسيقى ابدا ،
"وان عزفتُ ماذا سيحصل؟"
وجهتُ هذا السؤال نحوهُ
"ستشعُر ان مفاتيحَ البيانو تعبثُ بقلبكَ ببطئَ شديد ، وبعد وهًلة ستدخُل تلك الترنمُات تحتَ أوردتكَ ، لتشعُر كما لو انكَ اندمجَت معها ككوبِ ماء تنغمسُ فيهِ فُرش الألوانِ"..
هذا كانَ ردهُ لي.
فكَرت بكلامهِ لدقائق حينها ، وعاودتُ الرفض قائلا:
"هذا لن يغيَر شيء ، العالمُ مُرصع بلندوب كُف عن النضر اليه بتلك الاعين ، حتى البيانوا ، مفاتيحهِ سوداء قامتةَ ولامتعةَ بهِ ."
أبتسمَ لي سيڤاك !
لما يبتسم كلأبلهُ؟ لقد كُنت شُبه اوبخه؟.
ربمٌا لأنني اخاه .. لم يكُن غاضبآ مني ابدا .
حَتى بأخٌر انفاسُه انا متأكد بأنهُ لم يكن مستائآ مني مُطلقآ .
ولد سيڤاك بعد سنَة من ولادتي .
اعتدنا عَلى طفولة طبيعية ، محُبة ومُبهجة ومليئَة بنسيمَ الفرح ، لكَن عند البلوغَ توفيَ والدي ، تعرض منَزلُنا لسطوا مسًلح من احدى القواتَ التي كانت تمَقت ابي كونهُ قسيس ..
سحبنَي سيڤاك من يدي بقُوة وهرعَ بي خارج المنزل ولذنُا بلفرار
لمَ اكن اريد الهرب ، اردتُ ان انقذ اميَ ..
"سيڤاك .. احمَي جاكَ ان بقي هًنا سيقتلوه ، سيعلمون انهُ راهب ، لن يدعوهُ حيا ، سيڤاك لاتجعل احدُهم يمسكُ خصًلة من شعرهٌ اعلم انك الاصغر لكنكَ قادرآ على هذا .. احُبكمًا .."
سمعًتها وهي تقول هذا الكلامَ لسيڤاك ، لم استطع توديعها حتى ، امسكني سيڤاك بقوةَ وركضَ .. دموعهُ كانت تتطايرُ مع الهواء ، شعَرت بوخزة ابرِة داخل قلبَي .. شيئا مَا امسك بقلبي بقوة وقبضَ عليهِ .
مُنذ ذلك .. لم اعَد اتقرب لسيڤاك .. عشنَا خارج تلك الاحداث لكَني ضللتُ اكرهُ تصرفهِ حينا ذاكَ، وكيف انه لم يترك ليَ مسافة لأنقاذ أمًنا..
حافضَ سيڤاك على ابتسامتهِ الدائمة وكلامهِ الودود.. لكن انا ، لقد تمَكن الحُزن مني ، وبعد ان تعرضُت للضربَ من احدى أؤلالكَ الذيين يكرهون امثالي ، نجوتُ بأعجوبة لكًن الندبَة بقيت على عيني .. لم استطعَ النضر لنفسي في المرآة لذا .. أمسكُت بحوافها ووجهتهُا نحو الارض وأرتطمت بهِ بشدة وتهشمت ..
قمًت بكسر جميعَ المرآة التَي اراها امامي ، لم ارد ان احدق بنفسيَ ، ان احدق بذلك الكائن الغريب وبتلك الاعيَن البشعة
الا سيڤاك..
كًان يحدق بي دائما حتى عندما يصمُت ..
لم يكُن خائفا منيَ ولا مُرتعبا منَ هيئتي
ربٌما.. هو المرآة الوحيدة التي لم امانعُ عند النضَر اليها ...
أنت تقرأ
مِنزل دِونَ مٍرآة.
Подростковая литератураاتمنى ان تحضى بيوم اخر للعيشِ .. "جاك ان حروُفك تنزفُ "... "لكَن اتعلم ، كان من الرائع الحديثُ معك بهذا الشكًل "! .. راهًب يناقش امُور حيِاتهِ بمنضُر اخر في مُذكراتهُ .