اليِوم الأخيِر

25 6 0
                                    

"لمِا بدوت مرتبكَا؟"
"ما الذي تعنيهِ!"
"انتَ من سرقت مالي!! ذلك واضح لا تنكر!"
"لا اعلم عن اي مال تتحدث!"
دفعني نحو الرف وسقطت الكُتب
"سأقوم بأبلاغ صاحب هذهِ المكتبة، لا يعقل كيف لعامل جديد ان يكون سارقا هكذا!"
ما الذي تتفوه بهِ اخبرتك انني لم اسٌرق مالك!
خرج من المكتبة واغلق البابَ خلفه بقوة،أهذا من المفترض ان يكون اليوم الاول لي بهذا العمل؟ما اسوء من هذا قد يحدث..
"سيڤاك؟"نادانَي صوتهُ لألتفت قائلا
"اجل سيدي؟"
"لقد جائنِي اتصال قبل ساعِتين قائلا بأنك سرقت أموال احدهُم فور دخوله للمكتبة".
"لم افعل ذلك! لقد سقطت محفضتهِ ركضت خلفه لأردها اليه واذا بهي يفتحهُا وينضر نحوي بغضب..
اسمع سيڤاك.
"ادعى جاك..
"اعنَي،جاك على اي حال انِا اثق بكَ رغم انه يومك الاول لكنني لن اصدق ما قالهُ الرجل وسأصدقكَ انت بصفتكَ قسيسا معروفا،لاتأخذ كلامه على محمل الجد قد بدأ غاضبا فحسب.
"شكَرا لكونك صدقت بي".
ولما تشكرني؟ كان علي ذلك،كونك لم تُذنب.
"دائما مايقف الجميعَ ضدي".
"لن يفعلوا صدقني"يضع يداه على كتفي "عد الأن وسأراكَ غدا"
حسنا،وداعا" سرتُ ببطئ شديد بين الشوارع متجها لمنزلي، لما قد يتهُمني اخرق مثلهُ؟ ويصدقني رجل مكتبة؟.. ذلك غريبً.
ماشأني انا بأموالهِ التي اسقطها بنفسه واشار اصابع الاتهامَ نحوي!! كم ان البشر اغبياء بتلك الامور.
"لم اعد اريد المحاولة".. نضرت نحَو ذلك القط الاسود،كان واقفا على عتبة منزلي، انحنيتُ اليهِ وتنهدت بين نفسي"ولما سأحاولُ حتى.."

"لاتنساهُ ياسيڤاك!"
"لن افعل يا امي.."
تلك الجملة،قالها بنفسه لوالدتنا بلحضة الحادث، لكنه الان.. الان نكر ذكراهُ وقد نسى يا امي، نساني الان.. لكَنني انا من أبقيت على وعدهِ محتجزا في صندوقِ ولم انساهُ.
"لما اتذكر هذا الان؟" دفنتُ رأسي على الطاولة الخشبيةَ، لا احسُ بشيء فقط برياحَ الليلة القوية وهي تدفعُ النافذة.
ادركتُ للحضة أنني.. أنني علمتُ اين سأتجه،علمِت اين سأكونَ..
"واين ستكون بدون نفسك ياجاك؟".. رددتها بين ذاتي
"سأكونُ حيث هو"..
دفعتُ الرفوف لأخرج اوراق بيضاء مبعثرة على الارض،واخرجُ قلما من جيبي، جلست بهدوء وملتُ بضهري نحو الامام قليلا
"اهلاً أرميا، ابقَى تلك الرسالة معلقة على الحائط بينما تقرأها،بداية غريبة لأبدأ بها الترحيب اليس كذلك؟،لا ادري لكَني شعرت فجئة انهُ يجب ان اكتب لك هذا، الزجاجُ المكسور يتحرك برأسي يا أرميا والأيامُ تبتلعُني بشدة، لا اريد ان احاول بشيء ، ولا انَ اخرجُ عند السابعة بحثا عن عمل يستقبل رجلا مثلي!. اشعرتَ يوما كما لو انك في المنزل لكن ما بداخلكَ يشعُر بلغربة؟.. هذا ما راودني طوال تلك السنينَ، انا غريبَ عن هنا يا أرميا،غريبأ كـ غصن مَن شجرة البلوطَ وقع بين ألاعشابِ،من سيلتقطهُ؟ اتدري أمرا، كونكَ الوحيد الذي نضرت أليه لأول مرة ولم اشعر انه كان خائفا مني، انتَ تذكرني بسيڤاك كثيرا! سيڤاك كان ينضر لي هكذا، لم يكن يخاف التحدق بعيني، مثلك تماما .. حينما هرعت نحوي وتأكدت بأنني لم اصطدمَ بلسيارة بذلك الوقت، احسستُ لأول مرة وكأنني موجود.. أكنتُ حقا مهم بنضرك لتنقذني؟ ، انا ممُتن لأنك اننقذتني مرتيَن.."
"المّرة التي انقذتَ فيها جسدي"
"وهذهِ هي المرة الثانية،التي انقذت فيها روحَي.."

مِنزل دِونَ مٍرآة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن