تجلس خلف ذلك الحاجز الزجاجي مكبلة بالأصفاد، تدور حول نفسها في دوائر عشوائية وتهمهم وكأنها أغنية عتيقة من أغاني الإنجليز.
- «همم همم همهم»
إلى أن جاء ذلك الأخرق ذي الشعر الناعم المرتفع لفوق قليلا صاحب تلك العيون الحادة وبدلته الي تدل على أنه راقٍ لكن، ما يفعله من فساد قد ظهر أمام عينيها؛ جميعهم كذلك، رجال الشرطة والمحققين؛ مجرمون بملابس أنيقة لا أكثر.
- «لقد عدت إذن»
نظر بتساؤل: «أنتِ أيهما؟»
- «أي ماذا؟»
- «ليلى أم فيكتوريا»
- «واضح وضوح رؤية قبحك في المرآة»
كان يظهر عليه السخط، تلك صاحبة الإنفصام أو الفصام حتى لا يعرف الفرق، صاحبة أسوء الذبائح التي مرا في تاريخ البلاد كأنها لعبة تفكيك رؤوس الدمى لفعل عملية جراحية فاشلة..، لكن للتسلية.
قالت: «لم ينشر خبر عني أليس كذلك»
-« ولماذا ل...؟»
- «أنت تعلم أنني أعلم، ما السبب»
- «بيننا اتفاق»
- «من..؟»
دخل الغرفة تلك المحققة جميلة الشعر بنفس تلك البدلة العقيمة الزرقاء وذلك الشاب.
تكلمت تلك المحققة : «انتهى عملك الآن يا يحيى»
- «إنتظري...»
عقبت قائلة: «نظامك الديكتاتوري لن يفلح، أنت تعلم أنها بإمكانها -بدون الأصفاد- أن تجعل منك لازانيا في نصف دقيقة»
قطعت الحوار بفم كاد يسيل لعابه:«إمم إم لازانيا، كم اشتقت لها»
خرج يحيى، يحيى مدحت، المحقق الديكتاتوري صاحب السجلات الفاسدة، التي لا يعرفها سوى تلك المحققة وليلى -أو فيكتوريا-، الذي لطالما إعتصر الفساد وشرب منه كأنه جورب رياضي.
أما عن تلك المحققة فهي سلوى محمود، أقرب شخصٍ لليلى -أو فيكتوريا-، من ساقها بعض الحوادث التي ارتكبتها ولكن لم تكن تعلم أنها هي.
فاهت سلوى بكل برود أعصاب بتلك النبرة الحادة الإستجوابية: «أنا لم أتوقع، أن تكون أنتِ..، لحسن الحظ أن تم عقد أنكِ مريضة نفسية على حسب السجلات و...»
قالت في تهكم ونبرة تبعث بالملل:«كفى... كفى!! أعرف كل تلك الكلمات وهي ليست جديدة أنا مريضة إنفصام ولدي أسبابي»
- «إذا لم تفصحي بشيء فهذا معي..، عمر تفضل»
نظرت إليه ليلى -أو فيكتوريا- بنظرة مفاجأة متزينة بالحزن
- «إسمها ليلى الشرقاوي يا سيدتي المحققة، فتاة الإضطرابات والذبائح البشرية، أو أَمِت»
أنت تقرأ
أمِت
Aksiyonدائمًا يحدث ما لا يكون بالحسبان، تأتي الأقدار لتغير ما كنا نتحكم به حتى لا يخرج الأمر عن سيطرتنا، خرجت من سجنها المانع للدموية والسادية وأدخلتها مكانهِا.